فكري أباظة يكتب: 15 مايو.. معركة التاريخ والأديان
بمناسبة ذكرى حرب فلسطين تستعيد "سور الأزبكية" نشر مقال كتبه الكاتب فكري أباظة في مجلة المصور عام 1948 تحت عنوان (15 مايو) يقول فيه:
إن معركة 15 مايو ليست معركة فلسطينية، وإنما هي معركة التاريخ والأديان، هي معركة الجامعة العربية ضد التعصب الدولي الأعمى، فعلى كل عربي أن يساهم فيها لأنها معركة البقاء أو الفناء.
15مايو.. كم ردد العالم بأسره هذا التاريخ.. هذا التاريخ الرهيب هو الميعاد الذي حدده الإنجليز للجلاء عن أرض الميعاد، والإنجليز حين يعدون ويحددون لا يعلم إلا الله وحده أيصدقون هذا الوعد والميعاد؟ أم يكذبون؟ الله يعلم، ونحن نعلم كم وعدوا وأخلفوا.
لقد لعبت الإمبراطورية العجوز لعبتها في فلسطين بكل إتقان حتى بدت سياستها للناس لغزًا وطلسمًا وفزورة من الفوازير التي يتسلى بها الناس.. فقبل هذا الجلاء المعلن الموعود أفسحت الطريق للصهيونيين فاستوردوا الأسلحة والجيوش وسلمتهم إلى حيفا يدًا بيد، ثم تظاهرت بالعطف على العرب فتركت لهم الحدود البرية مفتوحة يقتحمونها وقتما شاءوا، ثم ظهرت مسئولة عن الأمن والنظام فضربت وأمرت ومنعت، فجرت عمليات إزهاق الأرواح وهى تتسلى بمنظر الدماء والأشلاء.
والآن تقف الجيوش العربية على الحدود منتظرة إشارة الإيذان بالانقضاض، وأمامها تقف جيوش الصهيونية منتظرة إشارة المواجهة.. واقترب الميعاد وهو على الأبواب.
المؤكد أن الدول العربية اعتبرت نفسها في حرب فعلية.. أمن الممكن بعد كل هذه التعبئة أن ترتد الجيوش إلى ثكناتها؟.. لو حدث هذا لكانت كارثة.. لكننا نؤثر الظن ونتوقع أن يكون غدًا هو يوم الفصل.
