رئيس التحرير
عصام كامل

قناة مصر الزراعية


هذه القناة الفضائية التابعة لوزارة الزراعة مباشرة والتي أنشئت منذ نحو ثلاث سنوات تقريبًا وهو عمر نشاطها الفعلى.. وخلال هذه الفترة لم يستمر لها مدير قناة يديرها أو مدير برامج له خبرة سابقة بإدارة القنوات الفضائية.. منذ نشأتها وأنا أتابعها عن قرب حيث كان المفروض أن تقدم هذه القناة على الأقل إنجازات وزارة الزراعة التي يتبعها مركز البحوث الزراعية بمعاهده وأقسام معاهده المختلفة.. وللأسف لا يوجد إستراتيجية واضحة للوزارة بعمل بروتوكول واضح يربط عمل هذه المعاهد بأقسامها بعضها البعض لتقديم منتج بحثى يخدم المجتمع الزراعى في مصر.. فالكل يعمل في جزر منعزلة وتتضارب السياسات وأحيانا يكون هناك مشاريع لها نفس النشاط ومصروف لها ميزانيات مختلفة وتُأخذ المشاريع طبقا للعلاقات الشخصية للباحث.. والغريب أن الوزارة بها هيئة تسمى هيئة الإرشاد منوط بها تقديم حلول زراعية متخصصة للمزارعين وتعمل هذه الهيئة بنشاط فهى هيئة محترمة فبالرغم من ميزانيتها المحدودة تقدم نشرات دورية ومجلات زراعية وأحيانا أفلاما وثائقية على حساب ميزانيتها الخاصة.


السؤال هنا لماذا لا يكون هناك بروتوكول داخلى بين قناة مصر الزراعية بمعداتها وإمكانياتها المحدودة جدًا بهيئة الإرشاد حيث يكون للهيئة برنامج دوري يتم من خلال طاقمها الإعلامي في هذه القناة ما دام قناة مصر الزراعية وهيئة الإرشاد تابعين لوزارة واحدة.

وكلامى السابق أتى بعد مدة أتابع فيها عن دراسة وافية نشاط قناة مصر الزراعية.. فلم أجد أي إبداع إعلامي في القناة.. فكلها برامج حوارية مملة وتقارير لا تفيد والدراما الإعلامية والإعلام البيئى ليس لها وجود على خارطة البرامج.. لذلك فهى قناة غير مرئية وغير معنية بهدف واضح يخدم المجتمع الريفى والإنتاج الزراعى بصفة عامة.. ولم أجد على خارطة برامجها ما يهدف إلى تغيير سلوكيات خاطئة ينتج عنها كوارث غذائية للمصريين مثلًا على سبيل المثال لا الحصر.. متبقيات المبيدات المسرطنة التي لا يعلم الفلاح ولا يراعى فترات ما قبل الحصاد المكتوبة على عبوات المبيدات عند معاملة النباتات بالمبيدات وبالتالى ينتج غذاء به النسب القصوى من المتبقيات المسرطنة.

كلام مرشحى الرئاسة سيادة المشير عبد الفتاح السيسي والسيد حمدين صباحى أول حديثهما كان عن الزراعة.. فإذا لم تنشط وزارة الزراعة إعلاميا وتكون قناة مصر الزراعية هي حجر الأساس الذي يربط جميع مراكز ومعاهد وهيئات الوزارة ببعضها البعض من خلال وضع سياسة إبداعية لإعلام بيئى زراعى يهدف إلى تغيير سلوك المزارع بما يتناسب للحصول على غذاء آمن للمصريين لن تظهر مجهودات الوزارة أبدًا.. ولن تصل للناس ولابد أن يكون للقناة برامج جاذبة للمشاهدين بجميع طبقاتهم واختلاف أعمارهم وثقافتهم من خلال دراما إعلامية إنسانية تنموىة وتربوية من نوع جديد للمجتمعات الريفية والعشوائية للنهوض بها ولن يتم هذا إلا من خلال تعاقد القناة مع المبدعين الإعلاميين الحقيقيين الذين لهم فكر وإبداع مختلف.

وللعلم لم يتبق غير قناة مصر الزراعية الوحيدة التي تهتم بالزراعة.. فإذا لم يكن لها دور يليق بوزارة الزراعة وتكون قناة مميزة بين القنوات الفضائية فأكرم للوزارة أن تقفل القناة على أن تُخرج علينا البرامج بشكلها الحالى.

فحديثى لا يعنى أشخاصا معينة ولا برامج معينة ولكن كل ما أقصده هو أن مشاهد برامج مصر الزراعية غير أي مشاهد عادى فهو سيتابع هذه القناة إذا وجد أن ما تقدمه القناة مختلفا عما يراه في قنوات أخرى لها وسائل جذب أخرى معروفة.. إنما وسائل الجذب في قناة مصر الزراعية لابد أن تكون اهتمامها الفعلى ومتابعاتها الدورية من خلال ملفات مفتوحة تهتم بمشاكلنا الزراعية باختلافها.. وتهتم أيضًا بالجانب النفسى والترفيهى المختلف وغير المبتذل وهذا يحتاج إلى مبدعين وإبداع من نوع آخر فابحثوا عن المبدعين داخل الوزارة أولا فبها الكثير فمصر مليئة بالمبدعين.. فقط نحتاج أن نمحو الغبار عن وجوهنا بالمياه النظيفة وسنرى الكثير.. وفقكم الله ووفقنا جميعا لصالح مصرنا الحبيبة.. رعاها الله وحماها من كل خبيث ولئيم يريد بها الشر.
الجريدة الرسمية