رئيس التحرير
عصام كامل

قمح مجلس علماء مصر


أود في بداية مقالى أن أنوه إلى أن كل ما أكتبه هو رأيى وقناعاتى الخاصة ولا تمثل أي كيان.. وأنا لا أمثل غير نفسى فقط.

فقد قرأت خبر مفاده أن مجلس علماء مصر وقع بروتوكول مع نقابة الفلاحين واتفق على تجربة تقاوى للقمح جديدة ذات إنتاجية عالية وأظهروا هذا على أنه اختراع خرج به المجلس وأنا بهذه المقال سأغلق باب الحديث عن المجلس تمامًا ولن أكتب حرفا عنه بعد ذلك.


ولكن أحب أن أوضح لمن لا يعرف أن هناك أكثر من أربع نقابات للفلاحين وكلها نقابات خاصة وجميع نقبائها أصدقائى ولهم منى كل الاحترام مع العلم أن هذه النقابات ليس لها أي سلطة على الفلاحين المقيدين بها ولكنها منتديات تجمع بعض فلاحي مصر لدراسة ووضع حلول لمشكلاتهم.

وأن تجارب التقاوى ليست اختراعا ابتدعه مجلس علماء مصر فيوجد في مصر أكثر من مائة شركة تستورد التقاوى من الخارج مثلها مثل شركات المبيدات، وتقوم بتسجيل هذه التقاوى والمبيدات وكذلك الأسمدة في وزارة الزراعة ولا يمكن لأى شركة أو مؤسسة أن تجرب منتجاتها المستوردة من الخارج إلا بعد تسجيلها وبعد ذلك ومن الأمور الطبيعية لا يمكن بيع هذه المنتجات إلا من خلال عمل دعاية لها عند التجار والمزارع الكبرى التي تجربها وتتأكد من إنتاجيتها وفاعليتها مقارنة بتقاوى ومركبات أخرى لشركات أخرى ثم تقرر الشراء من عدمه.

والسؤال هنا هل هذه التقاوى من إنتاج مجلس علماء مصر وهل لهذا المجلس المعامل والمعدات وينفق على الباحثين والعلماء القائمين على التجارب لإنتاج مثل هذه التقاوى إن صح الخبر؟ الإجابة لا بالطبع. 

وهل لو كان هناك باحث يعمل في معهد بحثى تابع للوزارة وابتكر صنفا جديدا من التقاوى يعطى أضعاف صنف آخر ويكون هذا الشخص تابعا لمجلس علماء مصر، فمن حق المجلس أن ينسب مجهود هذا الباحث له؟ فإن مجهود علماء وزارة الزراعة للوزارة فقط والوزارة ومركز البحوث الزراعية هما فقط من لهما الفضل في أي عمل يخرج من باحثي المركز.. وكذلك علماء أي مراكز بحثية أخرى مثل المركز القومى للبحوث لا يحق لأى جهة أن تنسب مجهودها أو مجهود علمائها إليها فهذه متاجرة رخيصة.

وهذا الخبر الخاص بموضوع قمح مجلس علماء مصر إن صح إنما يدل على صحة ما ذكرته في مقالى السابق (كومبارس مجلس علماء مصر).. إن هذا المجلس لا يعنيه غير البيزنس فقط وصفقاته وكل ما ذكرته.

فمن الأفضل لهذا المجلس إن أراد أن يُظهر للناس أنه مشروع مصر العلمى والذي يتبنى المشروع التنموى والتقدمى لمصر بالعلم والعلماء أن يتبنى عقولا مصرية لها أفكار واختراعات وينفق عليها ويقدمها للعالم على أنها إبداع مصر من أبناء مجلس علماء مصر من أجل مصر وتسلط الأضواء على تلك العقول وتجذب إليهم المستثمرين لاستثمار عقولهم داخل مصر أولًا.. بهذا سينال هذا المجلس كل ما يصبو إليه وهناك من العقول المصرية الكثير والكثير لو استثمرت بالفعل ستغير من شكل العالم كله وليس مصر فقط.

نحن في وقت يجب أن نخلع عنا كل ملابسنا القديمة ونتعرى تمامًا أمام أنفسنا فما عادت مصر تحتمل الكذب ولا النفاق فقد سقطت كل الأقنعة عن أصحابها أفلا ترون؟ الناس ما عادوا يصدقون الكذب ولا يرون غير الحقائق ومعاد الناس يصدقون أن كل ما يلمع ذهبًا فأعينهم أصبحت خبيرة بالقدر الكافى وتستطيع أن تفرق بين ما هو ذهب وبين الصفيح اللامع.

وكلامى هذا أوجهه لكل المنتديات وكل منظمات المجتمع المدنى أعملوا من أجل مصر بصدق ستعطيكم مصر كل ما تريدون وأكثر فالأعمال باقية تتحدث عبر التاريخ عن أصحابها والمال والجاه زائلان.

لك الله يا مصر وأعان الله أبنائك على خدمتك وتقدمك.

الجريدة الرسمية