رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر تفاصيل أغرب 4 جرائم في الجيزة.. قتل عامل وتهشيم رأسه بالمنصورية.. سعاد "ضحية" شقيقها مدمن المخدرات بـ6 أكتوبر... «سيد» غسل عاره بدم شقيقته بالصف.. حسام ذبح زوجته بعد أن طعنته في رجولته

 جثه - صورة ارشيفية
جثه - صورة ارشيفية

استحق الأسبوع الماضي لقب "أسبوع جرائم القتل والعنف الأسري في محافظة الجيزة"، فقد شهدت المحافظة خلال أيام متقاربة 4 جرائم غاية في الغرابة والإثارة..الأولى وقعت في منطقة المنصورية، وفيها اقتحم 3 ملثمين منزل رجل بسيط وقتلوه أمام زوجته وأولاده.. وفي الثانية أنهى مدمن مخدرات حياة شقيقته الصغرى طعنا بالسكين أمام والدتهما..وفي الثالثة، خنق شاب شقيقته أيضا وسلم نفسه للشرطة معترفا بجريمته دفاعا عن شرفه.. أما الجريمة الرابعة فقد ارتكبها زوج في حق زوجته بعد أن طعنته في رجولته.


محقق "فيتو" انتقل إلى أماكن الجرائم الأربع ويرصد أدق تفاصيلها في السطور التالية:

في المنصورية.. وقائع قتل عامل وتهشيم رأسه أمام زوجته وأولاده

بدأ المحقق جولته من منطقة المنصورية، وتحديدا من قرية "الجيزاية"، حيث دارت أحداث أولى الجرائم وأكثرها بشاعة.. راح ضحيتها رجل بسيط يدعى "عماد"، وهو عامل باليومية، يعمل يوما ويتعطل أياما، ويعول زوجة و5 أطفال، وبعد أن استطاع توفير 15 ألف جنيه هي "تحويشة العمر"، طمع فيه 3 من اللصوص، وشرعوا في سرقته بالإكراه، وعندما قاومهم وكشف عن شخصياتهم، مزقوا جسده وهشموا رأسه ولم يتركوه إلا جثة هامدة، أمام زوجته وأولاده.

في بداية جولته بالقرية التي شهدت الحادث، التقى بعمدتها مجاهد عبدالنبى، وتوجه الاثنان إلى منزل القتيل وهناك استمع لأدق تفاصيل الحادث من زوجته "نعمة"، التي تحدثت والحزن والألم يعتصران قلبها: "زوجى الراحل عماد يستحق لقب شهيد، فقد مات وهو يدافع عن ماله ورزق أطفاله.. كان عاملا بسيطا يبيع المحاصيل على عربة كارو.. اشترك مع مجموعة من زملائه في "جمعية"، وتسلم 8 آلاف جنيه منها، وكان قد استطاع توفير 7 آلاف أخرى، وكان يحمل الأموال دائما معه، ورفض وضعها في البنك بحجة أن البلد "مافيهاش حكومة وخوفه على ضياع تحويشة عمره".. ذات يوم رآه أحد الأشخاص وهو يضع الأموال في جيبه، وعقد العزم على سرقته".

صمتت الزوجة قليلا وأضافت: "يوم الحادث، أعد عماد وليمة كبيرة لعائلته، احتفالا بجنى المحصول.. انصرف الجميع إلى منازلهم، وخلدنا إلى النوم.. في نحو الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل، فوجئت باقتحام 3 أشخاص ملثمين للمنزل، وانقضوا على زوجى وهو نائم وانهالوا عليه ضربا وركلا بكل قسوة وعنف، حتى فقد الوعى تماما وسقط غارقا في دمائه، ثم انهالوا علىَ أنا الأخرى بالضرب وسحلونى على الأرض، وحاولا خنقى بالإيشارب الذي كنت أرتديه.

كان همُّ الجناة هو سرقة الأموال فقط.. أحضرت لهم المبلغ كاملا وقدمت لهم كل ما نملكه من مشغولات ذهبية، حتى "حلق" ابنتى الصغيرة قدمته لهم، غير أن اللصوص رفضوا كل ذلك، وأصروا على قتل زوجى بعد أن كشف شخصياتهم وعرفهم، أثناء مقاومته لهم.. أمسك أحدهم بحجر كبير، وراح يضرب به رأس زوجى ضربات متتالية، أمامى أنا وأطفالى، غير مبال بصرخاتنا وتوسلاتنا له بأن يرحمه، وعندما تأكدوا من موته لاذوا بالفرار".. لم تستطع الزوجة مواصلة الحديث، واكتفت بقولها: "حسبى الله ونعم الوكيل في القتلة.. حرمونى من زوجى وحرموا أطفالى من والدهم، وأصبحنا بلا عائل ولا سند في الدنيا".

ترك المحقق الأسرة المفجوعة، وانتقل إلى مركز شرطة إمبابة والتقى المقدم محمد الشاذلى، ومعاونه الرائد حسام غراب.. وسألهما عن الجريمة وكيف توصلا إلى الجناة فأجابا: "بعد أن تلقينا بلاغا بالحادث.. انتقلنا إلى مسرح الجريمة، واستمعنا لكل شهود العيان الذين قدموا أوصافا دقيقة للجناة.. وبعد البحث والتحرى توصلنا إلى أن الجناة هم: "محمد شعبان"، و"محمد حازم" وهو مسجل خطر سابق اتهامه في أكثر من قضية سرقة، والثالث "محمد رمضان"، وهو العقل المدبر للجريمة، والذي أصر على قتل المجنى عليه بعد أن كشف هويته"، وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية ألقى القبض عليهم جميعا.

ضابطا المباحث أضافا أن المتهم الأخير، اعترف بأنه خطط للجريمة بدافع سرقة الأموال لشراء شبكة لخطيبته، وبالفعل اشترى لها مشغولات ذهبية بـ "9" آلاف جنيه، وهاتفا محمولا قيمته 1500 جنيه.

6 أكتوبر.. سعاد "ضحية" شقيقها مدمن المخدرات
الجريمة الثانية، دارت أحداثها في مدينة 6 أكتوبر.. فيها أقدم شاب في نهاية العقد الثالث من العمر، على قتل شقيقته الصغرى طعنا بالسكين، لمنعها من الخروج لشراء الدواء لوالدتهما المريضة..

تفاصيل الجريمة الغريبة حصل عليها محقق "فيتو" من المقدم فوزى عامر رئيس مباحث قسم ثان 6 أكتوبر الذي تحدث عنها قائلا: "بداية الواقعة كانت عندما فوجئت بسيدة في الخمسينيات من عمرها، تحضر إلى قسم الشرطة، وهى في حالة انهيار شديد، وقدمت بلاغا اتهمت فيه ابنها "سمير" البالغ من العمر 28 سنة، بقتل شقيقته "سعاد" (18 سنة).. انتقلنا إلى مكان الجريمة في الحى السادس، وعثرنا على جثة المجنى عليها ملقاة على أرضية المنزل، وبها عدة طعنات نافذة بالصدر، ولم نعثر على شقيقها المتهم.. تم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى، وبدأ فريق من رجال المباحث في تتبع خطوات المتهم، وتبين أنه تاجر مخدرات وسبق اتهامه في عدة قضايا.. وبعد أيام قليلة ألقى القبض عليه واعترف بجريمته، مؤكدا أن شقيقته كانت تحاول الخروج رغما عنه، فتشاجر معها وانتهى الأمر بمقتلها".

أما والدة القتيلة، فقد تحدثت وهى تغالب دموعها عن الجريمة قائلة: "لا أعلم على من أحزن.. على ابنتى العروسة التي ماتت قبل زفافها بأيام قليلة، أم على ابنى الذي أضاع مستقبله وأضاعنا معه.. "سعاد" كانت هي البنت الوحيدة، وهى "مكتوب كتابها" وكانت تستعد للزفاف خلال أيام، ولها 3 أشقاء ذكور، كبيرهم "حسين" ومنذ صغره اتبع طريق الشيطان واحترف تجارة المخدرات، وهو الآن في السجن يقضى عقوبة الحبس في إحدى القضايا.. والأوسط هو القاتل "سمير"، وأيضا مسجل في دفاتر المباحث تعاطى مخدرات بأنواعها المختلفة، ونفس الشيء بالنسبة للأصغر "أحمد".

وكانت سعاد هي الوحيدة التي تعاملنى معاملة حسنة وترعانى في مرضى".. صمتت الأم الثكلى قليلا واستطردت: "قبل الحادث بيوم واحد، وقعت مشاجرة عنيفة بين سمير وشقيقه أحمد، وتدخلت سعاد لفضها، ووجهت لوما شديدا لـ "سمير" وقالت له: "مش كفاية إنك عاطل ومدمن وقاعد في البيت"، فانهال عليها هي الأخرى بالضرب، وأقسم ألا تخرج من البيت مجددا، وقال إنه سيطلقها من زوجها ولن يتم زفافها مهما كان الثمن.. في اليوم التالى شعرت بحالة إعياء شديدة، واستدعى الأمر نقلى إلى المستشفى.. ارتدت سعاد ملابسها، وهمت باصطحابى إلى المستشفى، وقبل أن نخرج من الباب فوجئنا بسمير يعترض طريقنا، ويعتدى عليها بالسب ويمنعها من الخروج.. حدثت مشادة بينهما، وفى لحظات أخرج سمير مطواة كانت بحوزته وسدد ثلاث طعنات إلى صدر شقيقته سعاد، فأرداها قتيلة في الحال وفر هاربا".

انهمرت الدموع غزيرة من عينىَ الأم، ولم تستطع الحديث بعد ذلك، واكتفت بترديد كلمات بسيطة لم يفهم منها سوى "حسبى الله ونعم الوكيل.. ضاعت أسرتى في غمضة عين.. وبدلا من أن أزف ابنتى إلى عريسها وأتلقى التهانى بزواجها، زففتها إلى القبر وتلقيت العزاء فيها".

الصف.. "سيد" غسل عاره بدم شقيقته ورفع "الراية البيضا"
من مدينة 6 أكتوبر.. انتقل المحقق إلى إحدى القرى التابعة لمركز الصف، والتي شهدت هي الأخرى جريمة قتل عائلية.. فيها دفعت فتاة شابة حياتها ثمنا للهروب من منزل أسرتها، ثم عادت بعد نحو 3 أسابيع قضتها مع أحد الشباب، فلم يتردد شقيقها الأكبر في ذبحها، ثم وضع راية بيضاء على منزله، ليعلن للجميع أنه غسل عاره بيده.

أما تفاصيل الجريمة فقد بدأت قبل أكثر من عام ونصف.. وقتها تعرفت "هويدا" ذات الثمانية عشر عاما، على شاب يكبرها بثلاث سنوات، وربطت بينهما قصة حب كبيرة، واتفقا على الزواج.. غير أن ظروف الشاب المادية، حالت بينه وبين التقدم لخطبتها.. راح الحبيبان يفكران في وسيلة للخروج من هذا المأزق.. بعد تفكير طويل، عقدا العزم على الهرب من القرية كلها، والزواج بعيدا عن تعقيدات ومطالب الأسرة.

ذات ليلة، جمعت "هويدا" ملابسها وأغراضها وسرقت الهاتف المحمول الخاص بوالدها، وتسللت خارج المنزل وهربت مع "حبيب القلب".. في اليوم التالى اكتشفت أسرتها الكارثة، وعندما فشلت في العثور عليها عن الأهل والأقارب، أيقنت أنها هربت وجلبت العار للجميع.. اشتاط شقيقها الأكبر "سيد" (27 سنة) غضبا وأقسم بأغلظ الأيمان أنه سيقتلها ويغسل عاره بدمها.

بعد 20 يوما، سلمت هويدا جسدها بكامل إرادتها لحبيبها، شعرت بأنها ارتكبت خطأ فادحا، خصوصا وأنه بدأ يماطلها في إتمام الزواج.. أصيبت بحالة نفسية سيئة، وبدأت المشاكل بينها وبين ذلك الشاب، فقررت أن تتركه وتعود إلى أسرتها، وتطلب منهم الصفح والسماح.. وبالفعل عادت إلى منزلها، وارتمت تحت أقدام والدها وشقيقها، وراحت تقبلها وتعتذر عما بدر منها.. غير أنهما لم يرقا لها ولم يصفحا عنها خصوصا، وأن العائلة ذات أصول صعيدية.. ودون تردد انقض عليها شقيقها سيد، وانهال عليها ضربا وركلا، ثم خنقها بعنف بكلتا يديه ولم يتركها إلا جثة هامدة، وبكل فخر وجرأة حمل الجثة وألقاها في الشارع، وأعلن أمام الجميع أنه انتقم لكرامته، وقتل شقيقته التي وضعت رأسه ورأس العائلة كلها في الوحل.

ولم يكتف بذلك، بل وضع راية بيضاء على منزله، ليؤكد للجميع أن شرفهم عاد نظيفا بعد أن غسله بدم شقيقته.. أبلغ الأهالي العميد محمود شوقى مأمور مركز الصف والمقدم عمرو عبد العزيز رئيس المباحث، بالحادث، وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة إلى مكانه، ونقلت الجثة إلى المشرحة، وألقت القبض على المتهم.

وفى التحقيقات، اعترف بكل ثبات وفخر بأنه قتل شقيقته، وقال: "احنا صعايدة.. ودى كان لازم تموت علشان نعرف نرفع راسنا بين الناس".. وأضاف أنه لم يتخيل يوما أن تقع شقيقته في الخطيئة، أو تهرب من منزلها مع شاب غريب لتسلمه شرف العائلة، وعندما وقعت الكارثة، كان لابد من الانتقام منها.. واستطرد: "عشت 20 يوما في ذل ومهانة، ولم أكن قادرا على رفع رأسى في المنطقة، وما أن شاهدتها في المنزل، حتى غلى الدم في عروقى، ولم أتردد في قتلها، وأنا مستعد لأى حكم قد تصدره المحكمة ضدى".

كرداسة.. حسام ذبح زوجته بعد أن طعنته في رجولته
ومن مركز الصف.. انتقل محقق "فيتو" إلى مركز كرداسة.. حيث دارت أحداث الجريمة الثالثة، وهى أيضا جريمة شرف.. فيها أقدم زوج في العقد الرابع من عمره على ذبح زوجته، بعد أن شك في وجود علاقة آثمة بينها وبين عدد من شباب ورجال المنطقة.

أحداث الجريمة بدأت قبل عدة أيام، عندما عثر الأهالي على جثة لسيدة مذبوحة وترتدى ملابسها كاملة، ملقاة في قطعة أرض زراعية بالقرب من صفط اللبن، فأبلغوا رجال المباحث الذين انتقلوا إلى مكان الجثة، وتبين أنها لامرأة تدعى "سعدة" (24 سنة) ومقيمة في مركز كرداسة.. استطاع رجال المباحث التوصل إلى أسرة المجنى عليها، واستدعتهم وتعرفوا على الجثة.

في التحقيقات أكدت شقيقة القتيلة وتدعى "حنان" أن شقيقتها كانت على خلاف دائم مع زوجها "حسام.ص"، وأنه كان يشك في سلوكها ويتهمها بأنها على علاقة غير شرعية بعدد من الرجال والشباب في المنطقة، وعند السؤال عن الزوج تبين أنه هرب ولا أحد يعرف له مكانا، فحامت الشبهات حوله بقوة.. وبعد عمليات بحث وتحر استمرت عدة أيام، تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض عليه.

أمام العقيد حسام فوزى مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، جلس المتهم يعترف بجريمته قائلا: "نعم قتلتها، بعد أن أهانتنى في رجولتى واعتادت السخرية منى، وبعد أن زادت شكوكى في سلوكها، وفى وجود علاقات مشبوهة بين الرجال".. صمت قليلا وأضاف: "منذ فترة وهى تعاملنى معاملة سيئة، وتتعمد إهانتى وتتجاهل مطالبى كزوج.. بدأت الشكوك تتسرب إلى نفسى، خصوصا وأنها كانت تخرج من المنزل كثيرا وتتأخر خارجه.. واجهتها بتلك الشكوك، فاعترفت لى بها، ولم تكتف بذلك، بل طعنتنى في رجولتى وأهانتنى بشدة.. في هذه اللحظة قررت التخلص منها بالقتل..

يوم الحادث استدرجتها إلى خارج كرداسة، وفى قطعة أرض زراعية قريبة من صفط اللبن، ذبحتها بسكين حاد أعددته لذلك الغرض، وتركت الجثة وأداة الجريمة في مكان الحادث، وهربت إلى أن ألقى القبض علىَ.

نقلا عن العدد الورقي*
الجريدة الرسمية