رئيس التحرير
عصام كامل

المليارات دفعت "فرنسا" لمساندة قطر للفوز بتنظيم مونديال 2022

 ميشيل بلاتينى رئيس
ميشيل بلاتينى رئيس الإتحاد الأوروبى لكرة القدم

يعتقد البعض خطأ أن الضغوط التى مارستها فرنسا على ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم "يويفا" للتصويت لصالح قطر للفوز بشرف تنظيم كأس العالم "مونديال 2022"، بدلا من التصويت للولايات المتحدة هو نتاج رشاوى أو مكافآت مادية، تقدر بخمسة أو عشرة ملايين يورو، كما تردد وفق شائعات تم تداولها، لكن الحقيقة والواقع يؤكدان أن فرنسا دفعت بلاتينى للتصويت لصالح قطر خلال جلسة عقدها المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم فى 2 ديسمبر 2010 لفتح الطريق أمام شركاتها لالتهام نصيب الأسد من كعكة مونديال قطر الذى تقدر فاتورة تكاليفه بنحو 100 مليار دولار (650 مليار جنيه مصرى تقريبا)، وهى كعكة هائلة تزيد قيمتها بنحو 35 مليار دولار عن عائدات قناة السويس منذ إعادة فتحها أمام الملاحة العالمية فى عام 1975.


وكان الرئيس الفرنسى اليمينى السابق نيكولا ساركوزى، بادر فى عام 2008 بعد توليه مهام منصبه بعام واحد فقط بمنح قطر أفضلية ضريبية منحتها إعفاءات ضريبية على ممتلكاتها العقارية فى فرنسا بعد أن تبين له رغبة قطر الأكيدة فى تدعيم الاقتصاد الفرنسى من خلال زيادة حجم الاستثمارات القطرية.

وكشفت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية عن أن ساركوزى عندما علم بمدى اهتمام قطر بالحصول على شرف تنظيم كأس العالم للعام 2022 مهما كان حجم التضحيات المالية، بادر بعقد اجتماع سرى بقصر الإليزيه فى 23 نوفمبر 2010، أى قبل تصويت الفيفا لصالح قطر بأقل من شهر، ضم إلى جانب ساركوزى، كلا من الأمير تميم بن حمد آل ثان، ولى عهد قطر وميشيل بلاتينى رئيس اليويفا، وسيباستيان بازان ممثل مؤسسة كولونى كابيتال التى كانت تمتلك آنذاك نادى باريس سان جيرمان الفرنسى.

و تم خلال اللقاء الذى عقد حول مائدة غداء، تناول ثلاثة موضوعات رئيسية هى: زيادة رأس مال قطر القابضة فى مجموعة لاجاردير الإعلامية الفرنسية للمساهمة فى إخراج المجموعة من عثرتها المالية (رفعت قطر بالفعل رأس مالها فى المجموعة إلى 10 فى المائة فى مارس 2012 بعد أن حققت لاجاردير خسائر قدرها 921 مليون يورو)، وتراجع قطر عن إنشاء قناة رياضية تستهدف منافسة قناة " قنال +" الفرنسية، وأخيرا إتمام صفقة شراء نادى باريس سان جيرمان الذى كان يعانى حينذاك من مشاكل مالية ضخمة (قامت قطر بالفعل بشراء النادى بنحو 50 مليون يورو فى يونيو 2011).

وعندما سأل الصحفيون سيباستيان بازان عما دار فى هذا الاجتماع السرى قال بازان" لا أريد التحدث فى هذا الموضوع وليس لدى شىء أقوله فى هذا الصدد".

وأسفرت "المنح"القطرية من إخراج نادى العاصمة الفرنسى من عثرته المالية لدرجة أنه تمكن من تدعيم صفوفه بصفقات مدوية على رأسها صفقة المهاجم السويدى العملاق زالاتان إبراهيموفيتش (20 مليون يورو، وراتب 15 مليون يورو)، ولاعب خط الوسط المهاجم لمنتخب البرازيل للشباب لوكاس (45 مليون يورو).

ومن المقرر أن توقع شركة قطر للسياحة " قطر توريزم أوثوريتى" عقد رعاية مع نادى باريس سان جيرمان الشهر المقبل بقيمة 150 مليون يورو عن السنوات الأربع المقبلة.

وأثمر شراء القطريين لنادى باريس سان جيرمان عن نتائج إيحابية سريعة، فاحتل النادى قمة الدورى الفرنسى لهذا الموسم، منفردا بأكثر من 5 نقاط عن نادى ليون الذى يليه فى الترتيب.

الجريدة الرسمية