رئيس التحرير
عصام كامل

قولي يا صاحب السعادة

يقول المونولوج: كلنا عاوزين سعادة/ بس إيه هي السعادة/ ولا إيه معنى السعادة/ قوللي يا صاحب السعادة/ قوللي.. قوللي..

تحلق بنا الحياة في رحلة مستمرة، نبحر في عرجها، نصارع أمواجها، ونسعى جاهدين للوصول إلى ضفاف السعادة. ونظن أحيانا أن السعادة تكمن في امتلاك الأشياء، في جمع الثروات، أو في تحقيق المناصب العليا. لكن الحقيقة أعمق بكثير من ذلك. فالسعادة الحقيقية لا تقاس بكمية ما نملك، بل بكمية ما نشارك.

 

الطعام، على سبيل المثال، يظل مجرد مصدر للطاقة يغذي أجسادنا، لكنه لا ينير أرواحنا إلا عندما نشاركه مع من نحب. فحين نجلس على مائدة واحدة مع عائلتنا وأصدقائنا، ونشاركهم وجبة طيبة، تتحول تلك الوجبة إلى احتفال بالحياة، وتصبح مصدرا للبهجة والمشاركة.

 

مشاهدة الأفلام، كذلك، قد تمثل وسيلة لقتل الوقت الفارغ، لكنها مع من نحب تصبح رحلة إلى عالم جديد مليء بالمغامرات والمشاعر. نضحك معا، نبكي معا، ونشارك تجاربنا وأفكارنا، فتتحول تلك الساعات إلى زمن لا ينسى.

 

الطرق الطويلة، التي قد تشعرنا بالوحدة والملل حين نسافرها بمفردنا، تصبح قصيرة ممتعة عندما نشاركها مع رفيق يسلي أوقاتنا ويخفف عنا ثقل السفر. فالمسافات تتلاشى، والوقت يمر سريعا، ونصل إلى وجهتنا ونحن ممتلئون بالذكريات الجميلة.

 

البيت، مهما كان فخما وواسعا، لا يصبح وطنا إلا بوجود شريك يشاركنا الحياة فيه. فبيتك بلا شريك قبر تتوسده ليلا، وحياة بلا رفيق وحشة تؤرق الأيام.

 كل ما نملكه في الوحدة يصبح باهتا، يفقد بريقه ولونه. فالأشياء لا قيمة لها إلا عندما نشاركها مع من نحب. فالصديق يضفي على هداياك قيمة معنوية تضاعف من سعادتك، والرفقة تحول منزلك إلى جنة دافئة.

 

 

السعادة إذا، لحن لا يعزف منفردا. ففي مشاركة الحياة مع من نحب، نجد معنى أعمق لوجودنا، ونضفي على كل ما نملكه بريقا لا يضاهيه بريق الذهب. فلنحاول دائما أن نشارك سعادتنا مع من حولنا، ولننير حياتنا بشمعة المحبة والمشاركة، فالسعادة لا تكتمل إلا ونحن معا.

الجريدة الرسمية