بعد إحالتهم للنيابة.. قانوني يوضح عقوبة المتهمين بالتنمر على فتاة الفستان
قال الخبير القانوني محمد علام إن العبارات غير المسئولة التي تنمر بها مراقبو امتحانات جامعة طنطا على فتاة الفستان بأقوال غير لائقة وغير مفهوم الغرض منها والتي قد أثارت غضب كافة المصريين، في سؤال من أشخاص المفترض أنهم تربويون ومهمتهم مراعاة مشاعر الطلبة والمساواة فيما بينهم، وكذلك الحوادث المتكررة من منع أشخاص من دخول مطاعم أو حمامات السباحة لأسباب تتعلق بالملبس وليس العري.
وأضاف "علام" يشكل ذلك جريمة واقعها قد يؤدي إلى كارثة نشر الفتنة والفوضى وطبقا لنص المواد 176 و 375 من قانون العقوبات والتي تعاقب بالحبس والغرامة على "كل من حرض بإحدى الطرق المتقدم ذكرها على التمييز ضد طائفة من طوائف الناس، إذا كان من شأن هذا التحريض تكدير السلم العام".
وتابع "علام" وأنه تلك الأفعال للغير المسئولة والمؤثمة بنصوص القانون والتي تعاقب كل من قام بعمل من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس، وترتب على هذا التمييز إهدارًا لمبدأ العدالة الاجتماعية أو تكدير للسلم العام إهانة لكل مصري ولابد من تطبيق القانون وسرعة اتخاذ الاجراءت القانونية وتقديمهم لمحاكمة عاجلة جزاء نكالا لما اقترفته كلماتهم وأفعالهم الآثمة في حق مصريين رغبة منهم لهدم قيم الوطنية والانتماء لأرض الوطن.
ويعد هذا الفعل تنمرا فجريمة التنمر التي تعاقب بالحبس لمدة لاتقل عن 6 أشهر كل من المتنمرين طبقا لنص المادة (309 مكرراً ب)، من قانون العقوبات والتي أوردت تعريفاً للتنمر. ويأتي ذلك في ضوء تزايد ظاهرة التنمر وتناميها بصورة تشكل خطراً على المجتمع المصري، مما استدعى التعديل لتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأوضح "علام" فإنه يعد تنمرا كل استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي.
ولا بد أن تتخذ الجهة الادارية، العقوبات الإدارية على الاشخاص المتنمرين والمؤسسات التابعة لهم ولا يمنع من عقابهم سواء بالجزاء الجنائي بعقوبات مقيدة للحرية والغرامة أو العقوبات الادارية والتي تصل إلى الإيقاف عن العمل والإحالة للتحقيق ورغم توقيع تلك العقوبات ويحق للكل من إصابة أي ضرر من تلك الأفعال غير المسئولة أن يطالب المتنمر بالتعويض الملائم عما أصابه من أضرار مادية أو أدبية أو نفسية جراء أفعال المتنمرين عليه.
يذكر أن الدكتور محمود زكي رئيس جامعة طنطا امر بإحالة واقعة فتاة الفستان إلى النيابة العامة لاتخاذ ما تراه مناسبا حيالها.
تفاصيل الواقعة
وكانت طالبة في الفرقة الثانية بكلية الآداب جامعة طنطا تعرضت للتنمر في إحدى اللجان أثناء الامتحان يوم الثلاثاء الماضى على يد عدد من المراقبات السيدات.
وقالت حبيبة طارق، المقيدة بالفرقة الثانية "تركي" بكلية آداب جامعة طنطا: إنه عقب الانتهاء من الامتحان يوم الثلاثاء الماضى في مادة التركي، وأثناء خروجها من اللجنة وعقب توقيعها في كشف الحضور والانصراف فوجئت بقيام إحدى السيدات المراقبات في لجنة أخرى بالتنمر بها والسخرية من ملابسها في ممر الخروج على مرأى ومسمع جميع الطلاب والطالبات.
وكشفت الطالبة أنه أثناء خروجها من مدرج الامتحانات وانتظارها لزملائها الطالبات، فوجئت بإحدى السيدات المراقبات تنادي بصوت مرتفع عليها، تعالي تعالي وتشير إلى الفستان الذي ترتديه لأحد زملائها المراقبين في لجنة أخرى قائلة: "إنتي منين بقى، فقامت زميلتها الأخرى بالرد: تلقيها من "إسكندرية"، أيوا إسكندرية أهلها كده، فقمت بالرد عليها مالهم بتوع إسكندرية حضرتك، فأجابت أصل أنتوا بتقولوا علينا فلاحين".
وتابعت الطالبة: فوجئت بصوت المراقبة يرتفع في ممر مدرج الامتحانات أمام جميع الطلاب الذكور، وظهر عليها الاستهزاء والسخرية، قائلة: "إنتي شكلك كنتي نازلة مستعجلة ونسيتي البنطلون بتاعك، وعلى الفور بادرت زميلتها الأخرى بالرد "آمال لو تعرفي أنها كانت محجبة وقلعت الحجاب بتاعها".
وتستكمل الطالبة: "رديت عليهم قائلة "أنا مش فرجة.. إنتوا بتنادوا على بعض تتفرجوا على إيه.. الحتة اللى باينة في رجلى زعلتكم في إيه".
وتابعت أنها تعرضت للكثير من التحرش اللفظي والمعاكسات البذيئة في هذا اليوم منذ لحظة دخولها علي بوابة كلية الآداب جامعة طنطا، سواء من الطلاب الشباب أو نظرات أمن الكلية المتواجدين علي البوابات أو مسئولين المراقبة في اللجنة الخاصة بها أو العاملين المتواجدين في طرقات الكلية.
وأكدت الطالبة : لبسي مش ملُفت في هذا اليوم.. فستاني واسع وطويل مش حاطة ميك أب كامل.. أنا كنت أقل من العادى ومكنش أول مرة أروح بالفستان ده، دي تاني مرة، مشيرة إلى تعرضها للحرج والسخرية والاستهزاء أمام زملائها الطلاب والطالبات مما أصابها بحالة نفسية سيئة ودخلت في نوبة بكاء.
واستعجبت من سلوك المراقبات السيدات ومما حدث لها وتعرضها للتحرش اللفظي والتنمر، مؤكدة أن عدم تقديمها شكوى رسمية إلى إدارة الكلية خوفًا من تعرضها للمضايقات خلال دراستها وخاصة أنها محولة من جامعة الإسكندرية العام الماضي إلى كلية الآداب بطنطا، مشيرة إلى أنها سوف تتقدم بالشكوى إلى الكلية لأخذ حقها.