بالفيديو والصور..«صرخة خنثى».. رحلة مصري من الذكورة إلى «الأنوثة الطاغية».. «كيرلس» بالصعيد تحول لـ«كارلا» في برلين.. تفهم الأم للأمر لم ينقذه من غضب الأب.. ونه
«لا ناشطة سياسية ولا حقوقية.. أنا بتاعت الإنسانية».. بهذه العبارة وصفت "كارلا" حاليًا أو "كيرلس" سابقًا، نفسها على صفحتها الشخصية بموقع «فيس بوك»..
لا تخجل أو يخجل "كلارا" من رواية رحلة الهروب من الذكورة في قرية بسيطة بإحدى محافظات الوجه القبلي، إلى "الأنوثة الطاغية" في مجتمع أوروبي منفتح مثل ألمانيا، ما جعل وسائل الألمانية تهتم بتسليط الضوء عليها.
ميول انثوية
وبحسب روايتها، فإن "كيرلس" من مواليد إحدى محافظات الوجه القبلي، شعر بميول أنثوية في التاسعة من عمره، على رغم من اكتمال رجولته، حيث كان يفضل الألعاب الخاصة بالفتيات، والعزلة عن أبناء جنسه.
اختصاصية اجتماعية
في عام 2008، وهو في سن الرابعة عشرة من عمره، لاحظت الاختصاصية الاجتماعية بالمدرسة تلك الميول التي تركزت في نبرة الصوت وعدم الاندماج، فاستدعت والدته التي تعمل ممرضة، وأخبرتها عن ميول نجلها، فاستوعبت الأم الأمر.
رفض وضرب
لكن الأمور أخذت منحًى آخر حين عرضت الأم الأمر على والده الذي رفض، وقام بالاعتداء عليه لإجباره على التخلي عن فكرة التحول الجنسي، خصوصًا أنه لاحظ في مرحلة البلوغ ظهور المظاهر الأنثوية على جسده، وكان منبوذًا من أشقائه.
بلاغ للشرطة
ويضيف "كيرلس" أنه في سنة 2009 استدعى الأب أقاربه وقاموا بضربه لإجباره على التراجع عن فكرة التحول الجنسي، وأنهم تقدموا ببلاغ ضده في قسم الشرطة، وقضى ليلة هناك كنوع من التهديد له.
طبيب نفسي
بعد ذلك اصطحبه الأب إلى القاهرة، وقام بعرضه على اختصاصي نفسي، واكتشف الطبيب أن نسبة هرمونات الأنوثة أعلى من هرمونات الذكورة، وأوصى بحقنه بهرمونات الذكورة، وعمل جلسات لإضعاف نمو الثديين، واضطر والده لوقف حقن هرمونات الذكورة خشية إصابته بالسرطان في 2012.
لجوء جنسي
ويروي "كيرلس" أنه كان يتعرض للتحرش في كل المراحل الدراسية، وحتى في أثناء دراسته الجامعية في المعهد العالي للكمبيوتر وهندسة الاتصالات، وأنه ما كان يستطيع مواصلة الدراسة في المعهد إلا بحضور الأمن لحمايته من التحرش، وأنه اضطر إلى طلب اللجوء إلى ألمانيا، وانتقل للإقامة هناك في 17 سبتمبر 2014، وإنه بدأ بعلاج نفسه، وأجرى عمليات تجميل وحقن هرموني، وارتبط بعدها بشاب ألماني.
محاولة انتحار
ورغم تحقيق حلمها وانتقالها لحياة الحرية بألمانيا إلا أن "كلارا" حاولت الانتحار داخل شقتها في برلين في 2015 بعدما تركت رسالة على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
رسالة وداع
قالت كارلا في رسالتها: «وداعًا أيها العالم الشرير المملوء بالكذب والمنافقين، من لا يعرفون معنى الرحمة والغفران والحب.. أودع هذا العالم فرحة، فهذا العالم فقط لمن يستطيعون أن يعيشوا فيه، المنافقين».
أمي الحبيبة
ووجهت رسالة لأمها في مصر قائلة: «أمي الحبيبة، لا تبكي على فراقي، فصدقيني أحبك أنت وإخوتي من كل قلبي، ويا أبي الغالي، غفرت لك كل ما فعلته في حقي.. صدقوني، هناك سأكون في راحة كبيرة فقط تعذبت في الأرض كثيرًا، وأنتم تعلمون أحبكم يا غاليين».
.
وبعد أن نشرت "كارلا" رسالتها انتقل إلى منزلها أصدقاؤها، ليجدوها غارقة في دمائها، وتم نقلها إلى المستشفى لإسعافها، وتم إنقاذ حياتها لتعرف القصة الكاملة، وتبدأ سائل الاعلام الألمانية في تناقلها على نطاق واسع.