الأزهر يواجه الإلحاد بكتاب «الأدلة المادية على وجود الله» للشعراوي.. «الخلق والميثاق والغيب» دليل القدرة الإلهية.. الإيمان فطرة الإنسان.. لا تصادم بين القرآن والعلم.. وإنكار الإله
«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» (فصلت:53)..
يتجلى الشيخ محمد متولى الشعراوى فيلسوف الفطرة الإيمانية ، الذى اتخذ من العلم سبيلا للكشف عن الإعجاز الإلهى فى كتابه (الأدلة المادية على وجود الله) ، للرد على المشككين وغير المؤمنين بالله عزوجل ، متخذا الحجة و الدليل المادى الذى لا يستطيع أحدا أن ينكره . فسعت مؤسسة الأزهر الشريف إلى إعادة نشر كتاب (الأدلة المادية على وجود الله) ، لمواجهة كافة الأفكار االمنحرفة والمتطرفة ، و التى انتشرت مؤخرا بين الشباب و خصوصا بعد أن وصلت نسبة الالحاد فيهم إلى 12.5% بعد أن كانت 2% .
" الخلق"
«مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا» (الكهف:51).. الخلق هو الدليل المادى الأول على وجود الله، والدليل المادى الذي نراه أمام أعيننا ونلمسه، فالكون قد وجد بكل ما فيه قبل خلق الإنسان، حيث أوجد الله سبحانه وتعالى نظم الكون غير مستعين بأحد من خلقه، فلا يستطيع شخص أن يدعى أنه خلق إنسانا أو خلق نفسه.
وأشار الشعراوي في كتابه إلى كل النظريات الكاذبة عن أصل خلق السماوات والأرض وأصل خلق الإنسان بأنه كان قردا، واصفًا تلك النظريات بالغباء، ويدحض الشعراوى المذاهب المادية في – الخلق - وهى: "الماصدفة والدراوينية والتولد الذاتى وغيرها".
" الميثاق"
«وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ» (الأعراف:172).. ويسلط الشعراوى الأضواء على حقيقة الإيمان بالله، وإنها فطرة داخل الإنسان، حيث يقدم تفسيرًا لمعنى الميثاق الذي أخذه الله على الناس، الذي أشهدهم على أنفسهم «ألست بربكم.. قالوا بلى»، فلفظ الجلالة «الله» موجود ومفهوم في كل لغات العالم.
ومع قيام العالم المادى والعالم الإنسانى على السببية والأسباب إلا أن طلاقة القدرة الإلهية – عندما يريد الله - تكون مرافقة للسبب والأسباب وأول مظاهرها هي المعجزات التي أيد الله بها رسله وأنبياءه.
فكل شيء يخضع لحكمة وقدرة خالقه، فجسد الإنسان وعمله وحياته مسخرة له بإذن الله، والحيوانات والنباتات والأرض خاضعة للإنسان بأمر من ربها.
" الغيب"
ويثبت الشعراوى بالمنطق العقلى والدليل المادى إلى كل الذين ينكرون الغيب الإلهى، بدعوى أنهم لا يؤمنون بغير المحسوس، بأن الروح في جسد الإنسان – غيب عنه - وتهبه الحياة ولكن لا أحد يعرف أين موقعها من الجسد، وإذا فارقت الجسد انتهت الحياة، إذن الروح علم يقين يستدل عليها بآثارها.
«وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ» (الذاريات: 20).. ويلفت الشعراوى نظر غير المؤمنين إلى وجود الكثير من الأدلة الملموسة التي يعيشها الإنسان يوميًا، ولكنهم غافلون عن هذا الإعجاز الإلهى الذي لا ينضب أبدا، فالله سبحانه أعطى الإنسان العقل كى يفكر ويتدبر (أفلا يتدبرون)، وبالنظر إلى قوانين النوم واليقظة، وتكوير الليل والنهار، وبسط الأرض ودورانها، هناك الكثير من الآيات التي يعرضون عنها بسبب تمردهم على منهج الله، لأنهم يريدون أن يكونوا مصدر التشريع.
كما حدث مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حين قال له الكفار في قوله تعالى: «وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تفجرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا* أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا* أَوْ تُسْقِطَ السَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا».. من الآيات (90-91-92: الإسراء).
ويؤكد الشيخ الشعراوى في ختام كتابه «الأدلة المادية على وجود الله»، أن القرآن الكريم احتوى على الأدلة والبراهين التي تثبت وجود الله، مشيرًا إلى عدم وجود تصادم بين القرآن والعلم الصحيح، مستشهدًا ببعض الأحداث التاريخية والعلمية التي ذكرها القرآن واكتشفها العلم بعد نزوله بقرون.