فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

شمس العاشر من رمضان لا تغيب، قصة بطولة الشهيد نجاتي سراج

الرائد الشهيد البطل
الرائد الشهيد البطل نجاتي سراج

في ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تظل شمس العاشر من رمضان مشرقة في سماء مصر، شاهدة على بطولات رجال كتبوا بأرواحهم ملحمة عظيمة، وأعادوا للأرض المصرية كرامتها بعد أن حرروها بدمائهم. قبل أن يجبروا العدو الإسرائيلي على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، كان الثمن غاليًا، دُفع بأرواح الأبطال الذين أصبحوا أساطير لا تُنسى.

من بين هؤلاء الأبطال، يبرز اسم الرائد الشهيد نجاتي سراج، ابن محافظة الدقهلية، الذي استشهد على أرض قرية أبو عطوة بالإسماعيلية بعد وقف إطلاق النار مباشرة، إثر صاروخ فرنسي الصنع "SS11" أطلقه العدو الإسرائيلي، الذي لا عهد له ولا وطن.

العقيدة المصرية.. النصر أو الشهادة

في 18 أكتوبر 1973، حاول العدو الإسرائيلي تحقيق نصر وهمي من خلال ثغرة الدفرسوار، محاولين كسب أرض للتفاوض عليها بعد أن حررت القوات المسلحة المصرية سيناء وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، لكن العقيدة المصرية كانت أقوى من كل محاولاتهم. القوات المسلحة المصرية، التي لا تعرف المستحيل، وقفت كالجبال، ودفعت بدبابات ومعدات العدو بأجسادها العارية، مؤكدة أن شرف العسكرية المصرية لا يُمس.

ويقول اللواء محسن شاهين، أحد أبطال الكتيبة 89 مظلات، إن الرائد نجاتي سراج كان أول من هرع لتفقد صوت القاذف ناحية البرج الحديدي، حيث كان يقف فرد استطلاع مصري وعندما وجده شهيدًا، حمله على ظهره، ليفاجأ بصاروخ آخر يطلقه العدو، ليتحول البطل إلى أشلاء، ضاربًا المثل الأعلى في الشجاعة والتضحية.

ويؤكد الرقيب إبراهيم مسعد سعودي، الحاصل على نوط الشجاعة من الطبقة الأولى، أن الشهيد نجاتي سراج كان قد وصل حديثًا إلى الكتيبة 133 صاعقة، قادمًا من مدرسة الصاعقة ليحل محل الشهيد إبراهيم الدسوقي في قيادة السرية الأولى. كان من المقرر أن يحصل على إجازة العيد الكبير، لكنه آثر البقاء ليمنحه الله الشهادة في سبيل الوطن.

قصة استعادة جثمان البطل.. الكرامة حتى بعد الاستشهاد

لم تنتهِ قصة البطل الرائد نجاتي سراج عند استشهاده. فبعد زيارة الفريق أول أحمد إسماعيل علي، وزير الدفاع آنذاك، قرر أبطال الكتيبة 133 صاعقة ألا يتركوا جثمان شهيدهم للعدو. وبعد معارك شرسة، استعادوا جثمان البطل، وكبدوا العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، مؤكدين أن حق الشهيد لن يضيع هدرًا.

بعد 52 عامًا من ملحمة أكتوبر، ما زال سجل البطولات عامرًا بقصص حقيقية لأبطال أصبحوا أساطير. الرائد الشهيد نجاتي سراج واحد من هؤلاء الأبطال الذين حفروا أسماءهم في سجل التاريخ بحروف من نور، ليظلوا شعلة تضيء طريق الأجيال القادمة، وتذكر العالم بأن أرض مصر لا تُمس إلا بدماء أبنائها الأبرار.