ثري أمريكي تجاهلها.. "جرة ملح" تقود "كارتر" لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون
قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار: إن متحف المتروبوليتان يعرض لفافة مصنوعة من الكتان مملوءة بملح النطرون وقد تندهش قليلا إذا علمت أنها تعود لعام 1327 ق،م وبالطبع جاءت من مصر، ولكن ليس هذا كل ما في الأمر فقد كانت هذه اللفافة الصغيرة سببا للفت الأنظار للملك توت عنخ آمون الذي يتردد اسمه في القوائم الملكية لأسماء ملوك مصر ولا تعرف له مقبرة فكيف حدث ذلك؟
وأضاف شاكر أنه في ديسمبر عام 1907 كان الثري الأمريكي تيودور ديفيد يتابع بعض أعمال الحفائر التي يمولها بالقرب من مقبرة الملك سيتي الأول وسرعان ما كشف الحفر عن عدد من الجرار الفخارية المملوءة بملح النطرون وقد كتب على هذه الجرار اسم التتويج الخاص بالملك الشاب توت عنخ آمون.
وأشار "شاكر" إلى أن ديفيد لم يهتم بما كشفه واعتبرها جرار مملوءة بالملح بلا قيمة وسرعان ما باعها لمتحف المتروبوليتان لأنه كان يستهدف صيد الكنوز لا جرار النطرون، ومرت السنوات وبدأ هوارد كارتر تقصي المعلومات عن مقبرة الملك الشاب وعندما علم أن هناك جرار مملوءة بملح النطرون تحمل اسم الملك توت آثار ذلك حماسته للبحث عن المقبرة المجهولة، لأن ملح النطرون كان يستعمل في التحنيط وهذا يعني أن الملك توت قد أجريت له عملية تحنيط وتم دفنه كملك وهو ما تحقق عندما كشفت معاول الحفر عن أضخم كشف أثري في القرن العشرين على يد كارتر عام ١٩٢٢ وهي المقبرة الملكية الوحيدة المكتشفة كاملة حتى الآن.