رئيس التحرير
عصام كامل

الإلحاد عند اليهود.. سحر ضد العرب انقلب على الساحر

فيتو

في الوقت الذي حاول فيه اليهود المتشددون الحفاظ على طقوس أسلافهم، والتمسك بأمور دينية لا تهاون فيها، تظهر على سطح المجتمع الإسرائيلي ظاهرة الإلحاد وبقوة، ولا يكتفي أصحاب هذا الفكر بنشر الظاهرة في إسرائيل، بل يعملون على ترويجها بين شباب العالم وخاصة العربي، لذا تجد غالبية من ولوا وجهتهم ناحية هذا الفكر ، يؤمنون بأفكار إسرائيل وتعج صفحاتهم بدعوات التطبيع مع العدو، بل وتصل إلى حد نزع حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ونسبتها لإسرائيل.


ويعتبر الإلحاد اليهودي هو الشكل الأكثر شيوعًا للادينية، وفي دراسة أجرتها الكاتبة الإسرائيلية "أفي تشاي" مؤخرًا أكدت أن 77% من اليهود الإسرائيليين يؤمنون بــ "قوة أعلى"، في مقابل 46% يرون أنفسهم علمانيون، في حين أن 8% منهم يقولون أنهم "معادون للدين"، وحتى اليهود المتشددين في إسرائيل يعتنق عدد غير قليل منهم فكر الإلحاد ولا يؤمنون بفكرة وجود الإله.

ترسخ بعمق
ولم يمنع إسرائيل كونها كيان قائم على أساس أفكار دينية من أن تصل نسبة الملحدين بها إلى 65%، وبإعتراف صحيفة هآارتس التي قالت إن الإلحاد ترسخ بعمق في المجتمع الإسرائيلي في الأونة الأخيرة، كما يفضل اليهود أن يتصفوا بالعلمانية بدلا من الالتزام بشعائر ديانتهم.

"هاآرتس" سلطت الضوء على الظاهرة متناولة عدد من الشخصيات التي تحولت من اليهودية إلى الإلحاد، من بينها الكاتب المسرحي، وشوا سوبول، الذي أرجع إلحاده إلى قصة بطلها الثعبان والذي فقد إيمانه بالسلطة العليا التي تجلب النظام للعالم.

ويقول إنه في يوم من الأيام، حينما كان في السادسة من عمره، وصل أحد أقاربه من الطائفة الأرثوذكسية إلى قريته وقال له إن الله سيرسل ثعبانًا يلدغ الذي يترك الصلاة.

ويضيف: "كنت تربيت في بلدة مليئة بالثعابين، لذلك كنت خائفًا، وقررت أن أصلى معه، وفى أحد الأيام لم أصلِ وانتظرت أن يأتى الثعبان، لكن لم يأت أي ثعبان، ففهمت أن هناك شيئا زائفا حول القصة التي أخبرنى بها الرجل".

ويتابع: "في النهاية اقتنعت بأن العالم عشوائى، وبرغم معرفتى تمامًا بالتاريخ اليهودى فإنه يصعب علىَّ تعريف نفسى كيهودى، فأنا إسرائيلى بهوية عبرية إسرائيلية".

ومن بين هؤلاء الملحدين أيضًا، يعقوب ملكين، الذي ألف كتاب " اليهودية من دون الله"، والذي بدوره يعتبر أن اليهودية ليست سوى ثقافة الشعب اليهودى.

خطر على اليهودية
ورغم محاولات إسرائيل لاستغلال منصات التواصل الاجتماعي للعبث بعقول الشباب العربي وحتى الغربي لنشر أفكار الإلحاد إلا أنها تحاول الحد من الظاهرة في إسرائيل وتمنع انتشارها لأنها تتعارض مع الأفكار اليهودية التي من خلالها قامت الدولة المزعومة مما يشكل خطر عليها، لأن الصهيونية استغلت الأفكار الدينية من أجل تحقيق حلم زرع دولة الكيان الصهيوني في إسرائيل، رغم أن شخصيات إسرائيل التاريخية الأكثر شهرة مثل تيودور هرتزل إلى أول رئيس وزراء لها دافيد بن جوريون أعلنوا أنهم ملحدين.

شريف جابر
أما الهدف الرئيس من نشر إسرائيل للإلحاد بين الشباب ينبع من الرغبة في إجراء "غسيل مخ" لهم وجعلهم يتبنون أفكار الصهيونية والترويج لفكرة التطبيع، بحيث تجعل تلك الأفكار نابعة من أفكار الشباب وليس إسرائيل رغم أنها هي التي تحرك ذلك من وراء ستار، من بين الذين تم استغلالها الملحد شريف جابر والذي تحول إلى شبه موظف يخدم الاحتلال ويروج الفيديوهات التي تجمل صورة الكيان الصهيوني.

وكذلك الملحد ألبير صابر الذي أجرت معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية حوارًا لكي يشوه صورة بلاده مصر، وحاول معد الحوار الإسرائيلي أن يظهره في صورة المظلوم الذي تعرض للقهر في بلاده مع دفعه إلى الفرار إلى سويسرا، والنماذج كثيرة والتي يستغل أصحابها من الشباب العرب صفحاتهم الملحدة للدعاية من أجل إسرائيل والتي منها الدعوة للانضمام للجيش الإسرائيلي أو أن الصهاينة أشقاء وحتى تبرير قتل إسرائيل للفلسطينيين.
الجريدة الرسمية