رئيس التحرير
عصام كامل

«يوم أن قتلوا الغناء».. ملحمة أسطورية غنائية بإبداع مسرحي

فيتو

لم يكن يعلم فريق «يوم أن قتلوا الغناء»، عند أول عرض له على خشبة مسرح الطليعة قبل عام كامل، أن يحقق كل هذه النجاحات، ويحصد العديد من الجوائز والتكريمات.


حيث بدأ «يوم أن قتلوا الغناء»، على مسرح الطليعة، لينتقل إلى مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية، وإلى مسرح المعهد العالي للفنون للمسرحية ثم مسرح الجمهورية ومن بعدها إلى أهالي الإسكندرية مرة أخرى، كما عرض لطلاب جامعة عين شمس ضمن مبادرة "قوافل التنوير"، وفي النهاية عاد إلى مسرح الطليعة بالعتبة ليختتم ليالي عرضه بها لهذا الموسم.

وفي عام كامل، تمكن الفريق من حصد جوائز المهرجان القومي للمسرح المصري في الدورة العاشرة لعام 2017، حيث حصل على جائزة أفضل عرض مسرحي، وحصل مخرجه تامر كرم على جائزة أفضل إخراج مسرحي وجائزة أفضل تأليف موسيقي لأحمد نبيل، وجائزة أفضل ديكور لمحمد سعد، وجائزة أفضل إضاءة لأحمد عبد المعبود.

ويجسد مؤلف العرض محمود جمال، الصراع الأزلي بين الخير والشر، والحب الكراهية، في قالب أشبه بحكايات الأساطير، وروايات العصور الوسطي لكبار الكتاب الأوروبيين، ممزوجة بالموسيقي الملحمية.

يحكي العرض، حياة الشقيقين «مدي وسيلبا»، الذين توفي والدهما، ليسلكا طريقين مختلفين تماما، فيرتمي «مدي»، في عالم الموسيقي، ويسلك طريق الغناء، الذي تشتهر حرمته في مدينتهم، فيمارسه خارجا عن قانون الكون ويجب التصدي له.

أما «سيلبا»، فيقع ضحية أفكار متطرفة، ويخضع لإلهه الوهمي، الذي يحرضه على محاربة كل من يسلك طريق الغناء، ويشدو بأنغام الموسيقي الكونية.

وتلعب شخصية «اريوس» الدور المحوري في العرض، والذي قتلت أمه في صباه لشدوها بالأغاني، وحبها للموسيقي، ورغم ذلك ينجح «سيلبا»، في إغوائه والسيطرة عليه وضمه لجبهته المحاربة للغناء، حتى يكون ساعده الأيمن، وسيفه القاتل الذي يتلقي التعليمات لينفذها فقط.

ولكن مع مرور الوقت، يبدأ الصراع الداخلي في نفس «اريوس»، بين فطرته التي تحب الجمال وصوت أمه، وهي تغني، والباقي في اذنيه دائما، وبين مبادئ وعقيدة «سيلبا» الضالة.

وفي استرجاع لمشهد النبي نوح والمؤمنين من قومه، يعمد «مدي»، ومؤيديه إلى بناء سفينة ضخمة، للهرب من بطش واضطهاد «سيلبا» وعصبته، لكن ينجح «سيلبا»، عن طريق ساعده «اريوس»، في قتل اخاه« مدي»، إلى جانب اثنين من طائفته.

أما ديكور العرض، فنجح الدكتور محمد سعد، في تحويل خشبة المسرح لحالة كاملة أوحت لكافة مشاهديه بالعصر، الذي يدور فيه العرض، في مدينة أسطورية خارج حدود الكون، وعالم أقرب للخيال، كما ساعدته الملابس التي اختارتها مروة منير في تكوين الصورة الكاملة، والتي أشاد بها النقاد، وأبهرت أعين الجمهور.

«يوم أن قتلوا الغناء»، بطولة ياسر صادق، علاء قوقة، حمادة شوشة، طارق صبرى، هند عبد الحليم، محمد ناصر، هايدى رفعت، أداء صوتي للنجم نبيل الحلفاوي، موسيقى أحمد نبيل، ديكور الدكتور محمد سعد، ملابس مروة منير، تعبير حركي عمرو باتريك، تأليف محمود جمال، إخراج تامر كرم.
الجريدة الرسمية