رئيس التحرير
عصام كامل

قصة موظف بالبريد ضحى بروحه في قطار العياط حفاظا على شيكات البنوك

قطار العياط
قطار العياط

كان القطار قد أوشك على التحرك من محطة القاهرة في طريقه إلى أقصى الصعيد بأسوان، حينها تعالى صوت جهوري: «خلى بالك من الأوراق البريدية والشيكات اوعى حاجة تضيع»، سمع الموظف هذا الكلام وكان أمله أن يتحرك القطار سريعا ليسلم الشيكات والخطابات التي بحوزته للمختصين، ثم يعود إلى منزله ويستريح ليقضى إجازة العيد مع أولاده.


القطار تحرك وتخطى محطة الجيزة واستكمل سيره والموظف يحتضن الجوال خوفًا من فقدانه، أوشك القطار الوصول إلى العياط وانحرف عن مساره فحاول بعض الركاب القفز من النوافذ وآخرون ارتبطوا بجدران العربة وآخرون هرعوا للنجاة بحياتهم، ولكن الموظف كان لا يعبأ بحياته وتمسك بالجوال الذي معه حتى وقع بين عربتين للقطار المنكوب.

وقال مصدر أمني بقوات الإنقاذ البرى في الجيزة: «أثناء قيامنا بالبحث عن ضحايا قطار العياط المنكوب بمنطقة البليدة عثرنا على جثتين إحداهما لمساعد القطار بعد سقوطه أسفل الجرار، وعثرنا على جثة في الفاصل بين عربتين مقلوبتين لشخص يدعى محمود همام إبراهيم، 49 سنة، مقيم بالمرج، ويعمل موظف بريد».

وأضاف المصدر أنه أثناء سحب الجثة تبين أنه محتضن لجوال، وبفتحة عُثر بداخله على كمية كبيرة من الشيكات الصادرة من البنك المركزي لعدة بنوك بمحافظات الصعيد وتم إخراجها سليمة تماما، مشيرا إلى أن الموظف ضحى بحياته من أجل الشيكات ضاربا مثالا في التضحية والإخلاص للعمل.

يشار إلى أن منطقة البليدة بالعياط شهدت صباح اليوم انقلاب قطار ركاب مما أسفر عن وفاة 5 أشخاص وإصابة 27 آخرين.
الجريدة الرسمية