ملك إسبانيا يهرب من "البرش" بالتنازل عن "العرش".. فساد "خوان كارلوس" والعائلة المالكة يثير الشكوك حول حقيقة تنازله عن الحكم.. وصهر الملك ونجلته أصحاب أشهر قضايا سرقة مال عام تسببت في غضب الإسبان
أعلن خوان كارلوس ملك إسبانيا أمس الإثنين تنازله عن عرش البلاد لنجله "فيليبي"، وجاء هذا التنازل بعد أن أحاطت اتهامات الفساد بالأسرة المالكة في الآونة الأخيرة، مما تسبب في اشتعال الغضب الشعبى، وتم تنظيم عدد الفاعليات الاحتجاجية ضد الملك للمطالبة برحيله وإلغاء النظام الملكى بالبلاد، وهو الأمر الذي أوشك أن يهدد رأس الحكم بالسجن حال تطورت الاحتجاجات وبلغت سقف المطالبة بمحاسبة خوان كارلوس على الفساد الذي تورط به هو وأفراد عائلته.
ومن جانبها قالت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية: إن سلسلة الفضائح التي لحقت بالعائلة المالكة، قوضت الثقة العامة بالملكية في نفس الوقت الذي عانت فيه البلاد من ركود اقتصادي، وتصاعدت الشبهات حول ابنة الملك الأميرة كريستينا وزوجها بتورطهما في قضية فساد كبري.
وأوضحت "يورو نيوز" أن الشارع الإسباني كان ينتظر منذ أشهر بين مؤيد ومعارض احتمال تنازل الملك خوان كارلوس، عن العرش وتتويج نجله الأمير فيليب، بعد تدني مستوى شعبية الملك إلى مستوى قياسي بلغ 54% طبقا لاستطلاع نشرته صحيفة "ال موندو" في يناير من العام 3013، وخاصة بعد أن تزايدت مشاعر الإحباط بين الإسبانيين مؤخرا بسبب تحقيق طويل حول الفساد مع ابنة الملك وزوجها في وقت تمر فيه البلاد بأزمة اقتصادية بالإضافة إلى المتاعب الصحية التي تلاحق الملك.
وكان صهر الملك الإسباني "انياكي اوردنغاران" قد مثل أمام القضاء العام الماضي، في إطار قضية فساد تضمنت اختلاس المال العام من خلال مؤسسة تولي رئاستها من عام 2004 إلى 2006 تدعي مؤسسة نوس، فيما واجه اناكى اوردانجارين صهر الملك الإسبانى الآخر أمرا بمصادرة ممتلكاته بعد عصيانه أمر المحكمة في قضية فساد وشريكه التجارى السابق دييجو توريس بعد أن حُكم عليهما بتخصيص مبلغ قدره 8.2 ملايين يورو أي ما يعادل 11 مليون دولار لدفعها كتعويض تضامنا بينهما إذا ثبتت إدانتهما في قضية الفساد.
من جانب آخر مثلت الأميرة كريستينا ابنة الملك الصغري في وقت لاحق أمام القضاء في إحدي قضايا الفساد بتهمة التهرب من الضرائب وغسيل الأموال والتي كانت المرة الأولى التي يحال فيها أحد أفراد العائلة المالكة إلى محكمة في إجراءات جنائية منذ إعادة الملكية في عام 1975 بعد نظام فرانشيسكو فرانكو فيما كان زوجها إناكي اوردانجارين لاعب كرة اليد الأوليمبي السابق اتُهِم أيضا بالاحتيال والتهرب الضريبي وتقديم وثائق مزيفة واختلاس ستة ملايين يورو من الأموال العامة.
يذكر أن الملك كارلوس اعتلى العرش على إثر وفاة فرانشيسكو فرانكو وأنه اكتسب شعبيته بنقله إسبانيا إلى الديمقراطية كما أنه من المنتظر أن يصادق الكونجرس الإسباني على قانون أساسي لعملية التنازل والذي سيسمح للأمير فيليب الذي يبلغ من العمر ستة وأربعين عاما من خلالها باعتلاء عرش البلاد.