رئيس التحرير
عصام كامل

ادعوا لنا بالرحمة.. تفاصيل تدمى القلب للعثور على 8 جثامين فى صحراء ليبيا | صور

العثور على 8 جثامين
العثور على 8 جثامين فى صحراء ليبيا
أكد مدير فرع جهاز الإسعاف والطوارئ بالكفرة الليبية، إبراهيم بلحسن، اليوم الأربعاء، عودة فريق الإسعاف والطوارئ الكُفـرة المكلف برفقة النيابة العامة وكتيبة سبل السلام بعد قضاء 3 أيام بالصحراء الكبرى، للبحث عن مفقودين من السيارة السودانية المنكوبة.


وتابع: جاء ذلك يهدف استكمال مهمة التفتيش عن المفقودين بالسيارة جنوب مدينة الكفرة على مسافة 420 كم، وكل ركابها من الجالية السودانية، تعطلت سياراتهم بعمق الصحراء وسط الكثبان الرملية قبل أشهر من الآن.



وأضاف بلحسن، أنه بعد الوصول إلى الموقع مباشرة تمت أعمال الحفر بجوار السيارة، ثم إنتقل البحث إلى تمشيط المنطقة الصحراوية المحيطة بالموقع ليومين متتاليين برغم الأحوال  الجوية الصعبة نتيجة العواصف الرملية، حتى تمكنا في ثالث يوم من العثور على جثث لعائلتين مكونتين من 4 نساء وأربع أطفال في مشاهد تتقطع لها القلوب حزنآ.



واستطرد: وجدنا جثث لأطفال ملقاة بوسط الصحراء متوفيين ملاصقين لامهاتهم اللاتي فارقن الحياة، ايضا بسبب العطش ليصل إجمالي الحالات المنتشلة إلى 16 حالة ولازال هناك عدد 5 حالات أخري مفقودة حسب ما أفاد أقاربهم، وكذلك تأكيد النيابة لهذا الخبر.



"سامحوني لم أوصل أمي إليكم.. ادعوا لنا بالرحمة".. كان هذا جزء من وصية لعائلة سودانية فارقت الحياة عطشا في صحراء الكفرة، جنوب شرق ليبيا عثر عليها قبل أيام.



وفارق أفراد العائلة السودانية الثمانية الحياة بعد أن ضلوا الطريق في الصحراء الليبية، 400 كيلو متر جنوب شرق مدينة الكفرة، أثناء رحلتهم إلى ليبيا، التي انطلقت من السودان.

ونشرت نيابة مدينة الكفرة وقتها فحوى الرسالة، التي تركتها مزنة سيف الدين، ووضعت فيها رقم شقيقها في ليبيا، معتذرة له عن عدم قدرتها على إيصال أمها إليهم، مطالبة إياهم بعمل سبيل ماء، في مكان وفاتهم حتى لا يصيب غيرهم ما أصابهم.

وقالت مزنة في رسالتها: "إلى من يجد هذه الورقة، إيصال رسالتي إلى أخي.. سامحوني لم أوصل أمي إليكم، أدعو لينا بالرحمة واهدونا قرآنا، واعملوا لينا سبيل هنا".



وأنهى جهاز الإسعاف والطوارئ في مدينة الكفرة إجراءات الدفن للمفقودين الذين تم انتشالهم من عمق الصحراء على الحدود الليبية - السودانية بعد أن قضوا عطشًا.

وأبكت الوصية التي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، الليبيين، والسودانيين على حد سواء، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع انتشار الهجرة غير الشرعية، ومراقبة مسارات المهاجرين، حتى لا تتكرر تلك المأساة.

وبدأ مجموعة من السودانيين بمختلف دول العالم، حملة لجمع تبرعات لتنفيذ وصية مزنة التي لقيت حتفها وأسرتها في صحراء ليبيا، وناشدوا السلطات الليبية بفتح حساب بنكي يحمل اسم "بئر مزنة" لجمع الأموال فيه ومن ثم إنشاء البئر.
الجريدة الرسمية