رئيس التحرير
عصام كامل

محافظ بني سويف: هذه قائمة مشروعاتنا فى 2021 .. و«مدينة النباتات» هديتي للأهالي فى العام الجديد | حوار

محافظ بني سويف خلال
محافظ بني سويف خلال الحوار مع الزميل أحمد دسوقى
بنى سويف تجمع بين الطابعين الزراعي والصحراوي وتعد متحفاً تاريخياً مفتوحاً لكل العصور 

فوجئت في بداية عملى بعدم وجود صلاحيات للمحافظة في إدارة مناطقها الصناعية 


موقع المحافظة يؤهلها لأن تكون بوابة الدلتا من الصعيد والعكس في مجال التجارة واللوجستيات والتخزين

تغلبت على أزمة إدارة المناطق الصناعية بــ «مجلس الإدارة»

العام الجديد يشهد افتتاح كورنيش النيل الغربي والبدء في إنشاء «الشرقي»


منذ عام تقريبًا اختير الدكتور محمد هانى غنيم، محافظًا لـ«بني سويف»، ليصبح أصغر محافظ في تاريخ مصر، غير أن مفاجأة غير سارة كانت تنتظره فى أيامه الأولى داخل المحافظة، بعدما اكتشف عدم توافر أية قاعدة بيانات ومعلومات صادقة عن الموارد الموجودة في بني سويف، فضلًا عن عدم وجود صلاحيات للمحافظة في إدارة مناطقها الصناعية التي كانت تُدار مركزيًا من هيئة التنمية الصناعية.

وهو ما تغلب عليه بتشكيل مجلس لإدارة المناطق الصناعية بمشاركة هيئتي التنمية الصناعية والاستثمار وجمعيات رجال الأعمال الموجودة بالمحافظة، للعمل على إعادة إحيائها وحل مشاكل المستثمرين.

«فيتو» حاورت محافظ  بني سويف، الذى تحدث عن أبرز الأزمات التى واجهته فى بداية توليه المنصب، والخطط الاستثمارية والتنموية التى تم وضعها وتنفيذ عدد منها للنهوض بـ«بني سويف».

كما أوضح أن المحافظة تضم 3 جامعات (جامعة بني سويف، جامعة النهضة، وجامعة الأزهر) وكذلك الجامعة الأهلية الجاري تنفيذها، إضافة إلى محور عدلي منصور ومحور الفشن الذي سيبدأ به العمل قريبًا بطول 47 كيلو، يربط الطريق الصحراوي الشرقي بالغربي بطريق الصعيد الزراعي، وهو ما يمنح المحافظة فرصا تنموية لا محدودة.

وعن تفاصيل هذه الفرص التنموية، واستعدادات المحافظة لمواجهة الموجة الثانية لجائحة فيروس كورونا المستجد، والخطط الاستثمارية التى يجري تنفيذها فى الوقت الحالى.. وأمور أخرى كان الحوار التالى: 

*بداية.. بعد مرور عام على اختيارك محافظًا لبني سويف.. .. ما أبرز ما تتميز به المحافظة؟

منذ أن توليت المسئولية ببني سويف واطلعت على تفاصيل مقوماتها ومواردها، تأكدت أنها تستطيع كجزء أصيل ومميز من وطننا الغالي مصر، أن تنهض لمكانة كبيرة زراعيا وصناعيا وتجاريا وسياحيا، فرغم أن مساحتها لا تمثل سوى 1% من مساحة مصر، إلا أنها تجمع بين الطابعين الزراعي والصحراوي، وتعد متحفاً تاريخياً مفتوحاً لكل العصور (الفرعونى، القبطى، والإسلامى) وتزخر ببعض الظواهر الطبيعية النادرة.

فالمحافظة تضم «كهف سنور» المغلق منذ سنوات، ويتجاوز عمره الـ35 مليون سنة، وهرم أقدم من هرم خوفو، ونهر النيل الأكبر اتساعًا أمام نطاق المحافظة، بطول يصل إلى 82 كيلو متر، هذا فقط في قطاع السياحة الذي نبذل فيه جهودًا كبيرة حاليًا لوضع المحافظة على خريطة مصر السياحية، من خلال تحديد احتياجات المحافظة من البنية التحتية.

*ما خطتكم للاستفادة من الموقع المتميز الذي تحظى به «بني سويف» فى القطاعين الصناعي والاستثماري؟

أريد أن أشير هنا إلى أننى فوجئت في بداية عملى بعدم وجود صلاحيات للمحافظة في إدارة مناطقها الصناعية التي كانت تُدار مركزيًا من هيئة التنمية الصناعية، وهو ما تغلبنا عليه بتشكيل مجلس لإدارة المناطق الصناعية بمشاركة هيئتي التنمية الصناعية والاستثمار وجمعيات رجال الأعمال الموجودة بالمحافظة، للعمل على إعادة احيائها.

وحل مشاكل المستثمرين، للاستفادة من الميزات الاستثمارية للمحافظة التي تمتلك ميزات نسبية تؤهلها لأن تكون منطقة لوجستيات وتجارة، نظرًا لموقعها الجغرافي ووقوعها على الطريقين الصحراويين «الشرقي» و«الغربي»، وطريق الزعفرانة، وقربها من محافظات (القاهرة، الجيزة، المنيا، والفيوم) فضلًا عن قُربها من العاصمة الإدارية الجديدة.

فهي تتوسط الكتلة السكانية المأهولة بمصر، وهو ما يؤهلها لأن تكون بوابة الدلتا من الصعيد والعكس، في مجال التجارة واللوجستيات والتخزين، وهو ما نعمل عليه لطرح الفرص الاستثمارية وتحقيق أقصى استفادة من هذه الميزات.

*صرحت سابقًا بأن« بني سويف تمتلك ميزات في قطاع الزراعة لم تستفد منها إلى الآن».. هل هناك خطة للاستفادة من هذه الميزات؟

«بني سويف» كما سبق وأشرت، محافظة تمتلك ميزات تنافسية عن غيرها من المحافظات، منها على سبيل المثال مجال النباتات الطبية والعطرية، وهو ما وضعناه على رأس خطتنا التنموية، حيث سيتم خلال أيام قليلة بدء خطوات فعلية للبدء في إنشاء مدينة النباتات الطبية والعطرية بمركز سمسطا على مساحة 303 أفدنة.

إضافة إلى مشروع الصوب الزراعية الجاري إنشاؤه على مساحة 51 ألف فدان بمحافظتى بنى سويف والمنيا، ويعتبر المشروع الثالث عالميًا فى مجال الزراعات المحمية، ويدعم جهود التنمية بمحافظات الصعيد، ويوفر فرص عمل تترواح ما بين 250 ألف إلى 300 ألف فرصة لأبناء الصعيد، وتنفذه الهيئة الهندسية إذ قام أسطول من المعدات الثقيلة بتسوية آلاف الأفدنة من الأراضى المخصصة للمشروع للبدء فى التنفيذ.

*وماذا عن استعدادات المحافظة للموجة الثانية المنتظرة لجائحة فيروس «كورونا»؟

منذ أيام عقدنا اجتماعًا للمجلس الأعلى للصحة بالمحافظة، لمراجعة كافة الاستعدادات والجاهزية لمجابهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، وراجعنا عدد المستشفيات المخصصة لعزل حالات كورونا، وهي مستشفيات: ناصر العام، والصدر والحميات والعناية المركزة بمستشفى الواسطى، وجاري تجهيز مستشفى التأمين الصحي.

يلي ذلك، في حالة ارتفاع أعداد الحالات، مستشفيات الفشن وسمسطا وباقي مستشفى الواسطى، إضافة إلى استعراض عدد أسرًة العناية المتاحة بالمستشفيات، كما سيتم تقديم الخدمات العلاجية الأخرى بمستشفيات: التخصصي، والجامعي، وببا المركزي، وأهناسيا المركزي، فضلًا عن إصدار قرار لتنظيم حضور الموظفين بنظام «التناوب».

وكذلك تشكيل لجنة لمتابعة الالتزام بتفعيل وتطبيق الإجراءات الاحترازية  داخل المنشآت والجهات الحكومية لمواجهة تداعيات انتشار الفيروس وزيادة الإصابات.

*الى أين وصلت الأمور فى ملف التصالح على مخالفات البناء داخل المحافظة؟

ملف التصالح على مخالفات البناء أحد الملفات الهامة التي توليها المحافظة اهتمامًا كبيرًا، ووصل العدد الإجمالى لطلبات التصالح إلى 119 ألفا و782 طلبا، والمراكز التكنولوجية تعمل طوال أيام الأسبوع، لتلقي طلبات المواطنين، خاصة بعد قرار مجلس الوزراء بمد فترة قبول تلقى الطلبات حتى نهاية العام الجاري.

حيث تم توجيه رؤساء المدن ومسؤولي المراكز التكنولوجية بالوحدات المحلية لاستلام كافة الطلبات المقدمة من المواطنين دون معوقات، مع إعطاء مقدم الطلب شهادة تفيد تقدمه بالطلب بما يتيح له وقف نظر الدعاوى المتعلقة بالمخالفة ووقف كافة الإجراءات الصادرة لحين البتَ في الطلبات وفقًا للقانون.

وإلى جانب ما سبق أصدرت قرارات بتخفيض قيمة سعر المتر في التصالح أكثر من مرة تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بمراعاة البعد الاجتماعي للمواطنين، حيث تم التخفيض بنسب تتراوح ما بين 20 إلى 40 % بالمدن والقرى، ثم تعديل التخفيض من 25 % إلى 40 % بالمناطق والقرى المتاخمة للمدن والتي تتوافر بها كل الخدمات، بجانب تبنى مبادرات مجتمعية للمساهمة في سداد قيم التصالح عن الأسر المتعثرة والأولى بالرعاية.

*أخيرًا.. ونحن على أعتاب نهاية عام ونستقبل عامًا جديدًا.. ماذا ينتظر أهالي بني سويف في العام الجديد؟

أعد أهالي محافظة بني سويف بأن نجني ثمار عملنا خلال السنة المنقضية، حيث سيتم افتتاح الكورنيش السفلي بعد تطويره بتكلفة تتعدى الـ200 مليون جنيه، وتشرف على إنشائه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وسيتم البدء في إنشاء كورنيش النيل من الجانب الشرقي.

إضافة إلى إنشاء أول مرسى قانوني للمحافظة، نستطيع من خلاله إستقبال الفنادق العائمة والمراكب السياحية ما يساعدنا على استغلال النيل سياحيًا، إضافة إلى تطوير واحة ميدوم، كما نسعى فى قطاع الصناعة إلى زيادة عدد المصانع بالمحافظة، إضافة إلى المؤتمر الإستثماري بالقاهرة الذي يستهدف جذب وإستقطاب المستثمرين للمحافظة، فضلًا عن إستكمال خطتنا التي ننفذها من خلال الرصد الميداني لصياغة استراتيجية خمسية نستطيع من خلالها رفع كفاءة 40 مجلسا قرويا خلال 5 سنوات، بمعدل 8 مجالس قروية سنويًا.

إضافة إلى الأعمال الإعتيادية بالمراكز السبعة، كالرصف والتجميل، لكي يشعر المواطن بالتغيير الإيجابي الذي يحدث بالمحافظة، إضافة إلى قطاع مواقف السيارات والأسواق حيث سيتم إنشاء موقفين للقطع الشمالي، بمنطقة محور عدلي منصور، وكذلك إفتتاح سوق ترعة البوصة، بعد تطويره وتأهيله، ونجهز حاليًا لسوق بمركز إهناسيا وآخر بالواسطى.

ومن المتوقع أن يشهد العام الجديد التشغيل الفعلي لمجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بمنطقة بياض العرب بتكلفة إجمالية 856.62 مليون جنيه، ويتكون المجمع من 266 وحدة صناعية بمساحات مختلفة جاهزة للاستخدام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تشمل (المفروشات والملابس الجاهزة، والصناعات البلاستيكية، والغذائية، والهندسية والكيماوية البسيطة، ومواد البناء)، وغيرها.

وكذلك الانتهاء من أعمال التطوير الجاري تنفيذها بميدان المديرية ومنطقة أسفل الكوبري الجديد بالميدان، والذي تم الانتهاء من تنفيذه، ليساهم في حل المشكلة المرورية التي ظلت تعاني منها المنطقة لسنوات، ويبلغ طوله 540 مترا وعرض 8 أمتار (اتجاه واحد) من حارتين، بتكلفة تخطت الـ90 مليون جنيه.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية