الشيخ عبد الناصر حرك «ملك المقامات»: قرأت أمام «مبارك» 3 مرات ولا أحب الظهور بالفضائيات
- الشيخ شعيشع قال لي" يا ابني صوتك خامة حلوة مقدمتش ليه في الإذاعة"
- السوشيال ميديا في العصر الراهن يتم استغلالها وكل واحد بيحور الكلام على مزاجه
- التقليد ليس عيبا وأقلد بطريقة تخصني
- في المرحلة الثانوية بدأت الخروج في العزاءات
- درست علم المقامات وفروعها لكن القرآن له قدسيته وعظمته
- تم تكريمي من ملوك وأمراء السعودية بهدايا مادية ومعنوية
- تعلمت حفظ القرآن الكريم على يد جدي الشيخ سيد حرك.. وأتممته في كتاب القرية
- الهند منحتني دكتوراه فخرية وحصلت على قطعة من كسوة الكعبة في تكريمي
- أتلقى ما يقرب من 11 دعوة سنويا للسفر إلى الخارج
استطاع "ملك المقامات" الشيخ عبد الناصر حرك، بأدائه الفريد، وصوته العذب وخشوعه أثناء التلاوة، أن يستحوذ على قلوب وعقول المستمعين في مصر وخارجها.
وحجز "حرك" لنفسه مقعدا بين القراء الكبار، وقرأ أمام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ثلاث مرات في مناسبات مختلفة، وفاز بالمركز الأول في مسابقة الأوقاف على مستوى الجمهورية في حفظ القرآن الكريم، هو الشيخ عبد الناصر سعد عبد الباسط حرك ابن قرية شبرا اليمن، مركز زفتى بمحافظة الغربية، ولد في الأول من يناير عام 1977، نشأ في أسرة قرآنية وكان لها دور كبير في حفظه للقرآن الكريم.
وإلى نص الحوار:
*ما السر وراء اختفائك عن وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة؟
الموضوع ببساطة جدا، أنني لا أحب الظهور على الفضائيات، وخلال الفترة الأخيرة تلقيت أكثر من دعوة للظهور ولكني رفضت؛ لأننا في العصر الحالي من الممكن أخذ أي جملة خلال اللقاء ويتم تحريفها خارج السياق، فيفهمها المشاهدون على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مخالف تماما، ولذلك أتجنب الظهور إعلاميا لأن السوشيال ميديا في العصر الراهن يتم استغلالها، وكل واحد "يحور" الكلام على مزاجه وهو دا الموضوع بشكل بسيط.
*كيف استطعت التوفيق بين حفظ القرآن والدراسة في مختلف المراحل؟
بداية فأنا تعلمت حفظ القرآن الكريم على يد جدي الشيخ سيد حرك، ثم أتممت الحفظ على الشيخ عبد الغني سرحان في كتاب القرية، وبدأت موهبتي عندما سمعني والدي أقلد الشيخ راغب غلوش، وكنت وقتها في عمر 7 سنوات، فحرص على متابعتي في حفظ القرآن الكريم، وتمنى أن أكون قارئا كبيرا والحمد لله فقد وفقني الله لذلك، ثم التحقت بعد ذلك بالتعليم العام في المرحلة الابتدائية وأراد والدي نقلي إلى التعليم الأزهري في المرحلة الإعدادية عندما أحس بموهبتي في حفظ القرآن الكريم، وكنت دائما ما أقرأ القرآن في طابور الإذاعة بالمعهد الديني بقرية شبراملس، وفي ذلك الوقت تم استدعائي من مديرية أوقاف طنطا للدخول في مسابقة حفظ القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، واجتزت التصفيات الأولى في المحافظة وصعدت إلى المرحلة النهائية في القاهرة وتفوقت على المشاركين وحصلت على المركز الأول.
*ومن الذي كرمك في تلك الاحتفالية؟
تم تكريمي في عام 1991 من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووزير الأوقاف وقتها الدكتور محمود حمدي زقزوق، في احتفالية "ليلة القدر" وكان ذلك التكريم بمثابة الانطلاقة الحقيقية.
*وماذا حدث بعد ذلك التكريم؟
توسعت شهرتي محليا لأنني كنت ما زلت صغيرا؛ وفي المرحلة الثانوية بدأت الخروج في العزاءات، وتم تكريمي من ملوك وأمراء السعودية بهدايا مادية ومعنوية وحصلت على قطعة من كسوة الكعبة الشريفة التي لا تهدى إلا للوزراء والسياسيين وقرأت عدة مرات عام 1993 باحتفال ليلة الإسراء والمعراج، وبعدها عام 1995 باحتفال المولد النبوي الشريف بالإسكندرية، وأيضا في عام 1998، وكل هذه الحفلات كانت بحضور رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني مبارك.
*ما السر وراء تلقيبك بـ"ملك المقامات"؟
لقد لقبت بهذا اللقب من خارج مصر من بعض الناس الذين لديهم خبرة بعلم المقامات والتنقلات والحمد لله.. لكن لا ننظر إلى ذلك اللقب "إحنا بنقرأ وخلاص ونركز في الأداء والخشوع"، والحمد لله درست علم المقامات وفروعها، لكن القرآن له قدسيته وعظمته.
*كيف تم اعتمادك في الإذاعة المصرية؟
موضوع الإذاعة بدأ بعد الانتهاء من فترة الكلية فقد تخرجت من كلية أصول الدين بالمنصورة جامعة الأزهر، وتقابلت مع الشيخ أبو العينين شعيشع، في إحدى المرات وقال لي "يا ابني إنت صوتك خامة حلوة وجميل، والإذاعة عاوزة الأصوات الجميلة دي، إنت مقدمتش ليه؟ فقلت له، أنا ليا الشرف يا مولانا إني أقدم في الإذاعة، وتقدمت بعدها مباشرة والحمد لله من أول لجنة أخذت تأجيل "ودا يعتبر من أول مرة شيء كويس" وبعد ذلك تم اختباري في الصوت ثم في الأحكام والتجويد ونجحت في عام 2009 وأتممت التلاوات القصيرة والطويلة في الإذاعة.
*كيف كان شعور العائلة بعد انضمامك للإذاعة؟
كانت فرحة لا توصف، فالأولى شاهدت فرح أبي حين أتممت حفظ كتاب الله والفرحة الثانية حينما تم اعتمادي قارئا بالإذاعة، فقد حمد الله كثيرا وأوفى بنذر قد نذره لله، وأنفق مبلغًا كبيرًا جدًا في سبيل الله تعالى وكانت الدولة قد كرمت والدي ووالدتي بحجة مباركة عقب تكريمي في المسابقة الدولية.
*هل تتذكر أول تلاوة لك في الإذاعة والتليفزيون؟
نعم.. أتذكرها جيدا كانت من مسجد المغفرة بحي العجوزة بالجيزة، في 26 /11/ 2012 وكانت أول انطلاقة على الهواء مباشرة في إذاعة القرآن الكريم، وبعدها الحمد لله بدأت سفرياتي إلى الخارج.
*وما أهم الدول التي تلقيت منها الدعوات للقراءة فيها؟
الهند كانت من أهم تلك الدول خاصة في عام 2013/2014 حيث أعدت احتفالية كبيرة وتم تكريمي فيها بعد الحفل بمنحي دكتوراة فخرية، بسبب خدمتي للقرآن وتأثرهم بتلاوتي هناك، والحمد لله جاءت معظم الفتوحات بعد ما ربنا كرمني بالإذاعة، وانتشرت خارجيا وكل ذلك بفضل القرآن.
*وماذا عن الدعوة الأخيرة التي تلقيتها للسفر للخارج؟
أنا أتلقى ما يقرب من 11 دعوة سنويا للسفر إلى الخارج، فأختار منها على حسب ما يناسب عملنا في مصر وما يناسب سياستنا، وبإذن الله أسافر خلال الأسبوع القادم للهند في ولاية مراد أباد للقراءة في احتفالية كبرى هناك.
*هل هناك قارئ أثر عليك خلال مسيرتك في التلاوة؟
طبعا بكل تأكيد.. فأبي الروحي الشيخ راغب مصطفى غلوش، فهو من الأصوات التي تأثرت بها كثيرا، ففي البداية كنت أقلده والآن أحاكي مدرسته، فالتقليد ليس عيبا ولكن بطريقة تخصني.