إدارة "بايدن" تخطط لإدارة الملفات الساخنة بـ"الإستراتيجيات الباردة".. ليبيا خارج الحسابات مؤقتًا.. وسوريا "معركة مؤجلة"
«إدارة جديدة وسياسات مغايرة».. حقيقة أصبحت «أمر واقع» فرضته الأحداث على منطقة الشرق الأوسط، لا سيما تلك المتمثلة في رحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتسلم إدارة جو بايدن، مفاتيح البيت الأبيض رسميًا .
وبحسب آراء عدد من الخبراء، فإنه من المتوقع أن يعتمد «بايدن» سياسة أكثر تقليدية عن تلك «الاندفاعية» التي غلبت على قرارات وتحركات «ترامب» في المنطقة، وأن يركز على قضايا غير التي ركز عليها الملياردير الجمهوري، الذي ولدت إستراتيجيته سلسلة من الأحداث المتسارعة، والإنجازات الدبلوماسية المحفوفة بالمخاطر، هذا فضلا عن المبادرات الفاشلة التي غيرت موازين القوى في المنطقة.
استراتيجية تقليدية
الآن.. وبعد تولي بايدن رئاسة أمريكا وإنهاء حكم ترامب المتعجرف، بات النظر إلى تعامل الولايات المتحدة وإدارة بايدن مع عدد من القضايا مختلفا تماما، حيث من المتوقع أن تعتمد الإدارة الأمريكية الجديدة إستراتيجية أكثر تقليدية، وتعمل على إعادة عدد من الملفات على طاولة النقاش ورسم المشهد مرة أخرى.
كما بات النظر والتساؤل عن مستقبل ليبيا في ظل إدارة «بايدن» بعد أن أعلنت واشنطن دعمها لانتخاباتها الوطنية، وكذلك اليمن خاصة بعد تصنيف «الحوثي» جماعة إرهابية، وسوريا وغيرها العديد والعديد من الملفات.
الملف الليبي
عن مستقبل ليبيا بعد تولي بايدن حكم الولايات المتحدة الأمريكية، قال أشرف عقل، نائب رئيس الجامعة الدولية الإلكترونية، سفير مصر في فلسطين واليمن سابقًا: رغم أن بايدن يعد مخضرمًا فيما يخص شئون الشرق الأوسط والسياسية الخارجية، نظرًا لعمله نائبا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، فمن المحتمل أن يسعي لإعادة إقامة علاقات ودية مع قادة العالم.
لكن ربما يخصص 80% من وقته للاهتمام بالشئون الداخلية والأزمات التي تمر بها البلاد من فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية المدمرة والبطالة والعنصرية والتمييز العرقي والمناخ في الوقت الحالي.
كما أنه قد لا يولي بشكل سريع اهتمامًا بالأزمة الليبية التي يبدو أنها في طريقها للحل بفضل الدعم المصري، والعمل الدءوب من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإطلاق مصالحة سياسية تنهي تلك الصراع الداخلي.
وألمح «عقل» إلى أن «مجريات الأمور بشأن الأزمة الليبية سوف تشهد انفراجة في وقت قريب بمساعدة دول أوروبية تسعي لإنهاء الحرب وفق معايير جديدة، هدفها إنهاء العنف وترحيل المقاتلين الأجانب وبناء عملية سياسية لانتخابات وتشكيل حكومة جديدة على الرغم من كل تلك الصعاب التي تمر بها البلاد.
أما عن إدارة بايدن فبوسعها أن تعمل على توفير الاهتمام والدعم السياسي للجهود المتعددة الأطراف ودعم جهود الأمم المتحدة ومصر».
معركة مؤجلة
في سياق متصل قال قال الدكتور أيمن سمير، الباحث في العلاقات الدولية: «بايدن» غير مهتم على الإطلاق، وحتى الآن لم تصدر من خلاله أي تصريحات أو تعليقات إزاء الوضع في ليبيا، ربما لأن غالبية الذين يعملون معه لديهم جرح غائر في ليبيا، يتمثل في حادث مقتل كريس ستيفنز السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من موظفي القنصلية عام 2012، في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
الأمر الذي دفع البعض للمطالبة بمحاكمة أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية حينها هيلاري كلينتون، لعدم اهتمامهم بشكل كاف بقضية مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، لذا فإن اهتمام إدارة بايدن على ما يحدت في ليبيا سوف يكون ضعيفا جدا.
كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة في الوقت الحالي أو على الأقل في الأشهر الستة الأولى سوف تتجه لملفات مهمة منها حلف الناتو والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا الصين وكوريا الشمالية وإيران، إلى جانب الملفات الداخلية، وما يؤكد ذلك سلسة الاتصالات التي أجراها مستشار الأمن الأمريكي والتي تناول فيها الموضوعات السابقة، متجاهلا ليبيا وبعض قضايا الشرق الأوسط.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية سترحب فقط بأي خطوة إيجابية بشأن عملية السلام في ليبيا دون انخراط في محادثات عسكرية أو سياسية، وسوف يترك إدارة هذا الملف فقط للسفير الأمريكي في ليبيا.
اليمن وسوريا
وحول توقعاته للتحركات الأمريكية من جانب إدارة «بايدن» فيما يتعلق بـ«اليمن وسوريا»، قال «د.سمير»: خلال الـ 15 يومًا الماضية صدر تعليق من واشنطن بشأن إستراتيجية بايدن فيما يتعلق بسوريا، يشير إلى أنها لن تتغير كثيرًا عن إستراتيجية أوباما.
وربما يكون المتغير الوحيد الذي يحدث هو عدم ارتياح بايدن وإدارته للنشاط التركي المتزايد في سوريا، خاصة أن سوريا في عهد ترامب تركت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفعل ما يشاء غرب البلاد تحديدًا في منطقة إدلب وشرق الفرات، وتابع: ربما تحد إدارة بايدن من النفوذ التركي في هذه المناطق تحديدًا شرق الفرات.
لكن قد يزداد التنسيق (الأمريكي – الأوروبي) أيضا فيما يتعلق بسوريا، وتحديدا التنسيق الفرنسي البريطاني مع الولايات المتحدة الأمريكية، نظرا لوجود علاقة قوية بين الديمقراطيين والأكراد في شمال شرق الفرات، كما أنها فكرة تدعمها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لذا فان المتغير الكبير الذي يمكن أن يحدث هو محاولة تحجيم نفوذ أردوغان وتركيا في سوريا وزيادة التنسيق وتبادل المعلومات مع القوى الأوروبية الأطلنطية.
ومن المستبعد تماما إعادة مزيد من القوات إلى سوريا، نظرًا لأن قرار سحب القوات الأمريكية من الأساس فكرة الديمقراطيين قبل أن تكون فكرة ترامب الجمهوري.
قراءة خاطئة
وعن مستقبل اليمن خاصة بعد تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، أوضح، أن «إدارة بايدن اعترضت على تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية على أساس أن المناطق الخاضعة لهم لا تستطيع الحصول على مساعدات من الأمم المتحدة، وهو ما يعد قراءة خاطئة من الإدارة الديمقراطية للوضع في اليمن.
نظرًا لأن من يرسم المساعدات للوضع في اليمن هو مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي، مشيرًا إلى أن مجرد اعتراض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو مغازلة لإيران أكثر منها اهتمامًا وانخراطًا في الملف اليمني.
وربما تكون إدارة بايدن أكثر نشاطا في الملف الإنساني والدعوة لوقف الحرب، رغم أن الحرب في اليمن بدأت في عهد الديمقراطيين 2015، ومن المحتمل أن يقوم الجناح الديمقراطي بالضغط على إدارة بايدن في محاولة لوضع تسوية سياسية للأحداث في اليمن.
نقلًا عن العدد الورقي...،
وبحسب آراء عدد من الخبراء، فإنه من المتوقع أن يعتمد «بايدن» سياسة أكثر تقليدية عن تلك «الاندفاعية» التي غلبت على قرارات وتحركات «ترامب» في المنطقة، وأن يركز على قضايا غير التي ركز عليها الملياردير الجمهوري، الذي ولدت إستراتيجيته سلسلة من الأحداث المتسارعة، والإنجازات الدبلوماسية المحفوفة بالمخاطر، هذا فضلا عن المبادرات الفاشلة التي غيرت موازين القوى في المنطقة.
استراتيجية تقليدية
الآن.. وبعد تولي بايدن رئاسة أمريكا وإنهاء حكم ترامب المتعجرف، بات النظر إلى تعامل الولايات المتحدة وإدارة بايدن مع عدد من القضايا مختلفا تماما، حيث من المتوقع أن تعتمد الإدارة الأمريكية الجديدة إستراتيجية أكثر تقليدية، وتعمل على إعادة عدد من الملفات على طاولة النقاش ورسم المشهد مرة أخرى.
كما بات النظر والتساؤل عن مستقبل ليبيا في ظل إدارة «بايدن» بعد أن أعلنت واشنطن دعمها لانتخاباتها الوطنية، وكذلك اليمن خاصة بعد تصنيف «الحوثي» جماعة إرهابية، وسوريا وغيرها العديد والعديد من الملفات.
الملف الليبي
عن مستقبل ليبيا بعد تولي بايدن حكم الولايات المتحدة الأمريكية، قال أشرف عقل، نائب رئيس الجامعة الدولية الإلكترونية، سفير مصر في فلسطين واليمن سابقًا: رغم أن بايدن يعد مخضرمًا فيما يخص شئون الشرق الأوسط والسياسية الخارجية، نظرًا لعمله نائبا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، فمن المحتمل أن يسعي لإعادة إقامة علاقات ودية مع قادة العالم.
لكن ربما يخصص 80% من وقته للاهتمام بالشئون الداخلية والأزمات التي تمر بها البلاد من فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية المدمرة والبطالة والعنصرية والتمييز العرقي والمناخ في الوقت الحالي.
كما أنه قد لا يولي بشكل سريع اهتمامًا بالأزمة الليبية التي يبدو أنها في طريقها للحل بفضل الدعم المصري، والعمل الدءوب من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لإطلاق مصالحة سياسية تنهي تلك الصراع الداخلي.
وألمح «عقل» إلى أن «مجريات الأمور بشأن الأزمة الليبية سوف تشهد انفراجة في وقت قريب بمساعدة دول أوروبية تسعي لإنهاء الحرب وفق معايير جديدة، هدفها إنهاء العنف وترحيل المقاتلين الأجانب وبناء عملية سياسية لانتخابات وتشكيل حكومة جديدة على الرغم من كل تلك الصعاب التي تمر بها البلاد.
أما عن إدارة بايدن فبوسعها أن تعمل على توفير الاهتمام والدعم السياسي للجهود المتعددة الأطراف ودعم جهود الأمم المتحدة ومصر».
معركة مؤجلة
في سياق متصل قال قال الدكتور أيمن سمير، الباحث في العلاقات الدولية: «بايدن» غير مهتم على الإطلاق، وحتى الآن لم تصدر من خلاله أي تصريحات أو تعليقات إزاء الوضع في ليبيا، ربما لأن غالبية الذين يعملون معه لديهم جرح غائر في ليبيا، يتمثل في حادث مقتل كريس ستيفنز السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من موظفي القنصلية عام 2012، في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
الأمر الذي دفع البعض للمطالبة بمحاكمة أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية حينها هيلاري كلينتون، لعدم اهتمامهم بشكل كاف بقضية مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، لذا فإن اهتمام إدارة بايدن على ما يحدت في ليبيا سوف يكون ضعيفا جدا.
كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة في الوقت الحالي أو على الأقل في الأشهر الستة الأولى سوف تتجه لملفات مهمة منها حلف الناتو والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا الصين وكوريا الشمالية وإيران، إلى جانب الملفات الداخلية، وما يؤكد ذلك سلسة الاتصالات التي أجراها مستشار الأمن الأمريكي والتي تناول فيها الموضوعات السابقة، متجاهلا ليبيا وبعض قضايا الشرق الأوسط.
لكن الولايات المتحدة الأمريكية سترحب فقط بأي خطوة إيجابية بشأن عملية السلام في ليبيا دون انخراط في محادثات عسكرية أو سياسية، وسوف يترك إدارة هذا الملف فقط للسفير الأمريكي في ليبيا.
اليمن وسوريا
وحول توقعاته للتحركات الأمريكية من جانب إدارة «بايدن» فيما يتعلق بـ«اليمن وسوريا»، قال «د.سمير»: خلال الـ 15 يومًا الماضية صدر تعليق من واشنطن بشأن إستراتيجية بايدن فيما يتعلق بسوريا، يشير إلى أنها لن تتغير كثيرًا عن إستراتيجية أوباما.
وربما يكون المتغير الوحيد الذي يحدث هو عدم ارتياح بايدن وإدارته للنشاط التركي المتزايد في سوريا، خاصة أن سوريا في عهد ترامب تركت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يفعل ما يشاء غرب البلاد تحديدًا في منطقة إدلب وشرق الفرات، وتابع: ربما تحد إدارة بايدن من النفوذ التركي في هذه المناطق تحديدًا شرق الفرات.
لكن قد يزداد التنسيق (الأمريكي – الأوروبي) أيضا فيما يتعلق بسوريا، وتحديدا التنسيق الفرنسي البريطاني مع الولايات المتحدة الأمريكية، نظرا لوجود علاقة قوية بين الديمقراطيين والأكراد في شمال شرق الفرات، كما أنها فكرة تدعمها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لذا فان المتغير الكبير الذي يمكن أن يحدث هو محاولة تحجيم نفوذ أردوغان وتركيا في سوريا وزيادة التنسيق وتبادل المعلومات مع القوى الأوروبية الأطلنطية.
ومن المستبعد تماما إعادة مزيد من القوات إلى سوريا، نظرًا لأن قرار سحب القوات الأمريكية من الأساس فكرة الديمقراطيين قبل أن تكون فكرة ترامب الجمهوري.
قراءة خاطئة
وعن مستقبل اليمن خاصة بعد تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، أوضح، أن «إدارة بايدن اعترضت على تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية على أساس أن المناطق الخاضعة لهم لا تستطيع الحصول على مساعدات من الأمم المتحدة، وهو ما يعد قراءة خاطئة من الإدارة الديمقراطية للوضع في اليمن.
نظرًا لأن من يرسم المساعدات للوضع في اليمن هو مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي، مشيرًا إلى أن مجرد اعتراض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية هو مغازلة لإيران أكثر منها اهتمامًا وانخراطًا في الملف اليمني.
وربما تكون إدارة بايدن أكثر نشاطا في الملف الإنساني والدعوة لوقف الحرب، رغم أن الحرب في اليمن بدأت في عهد الديمقراطيين 2015، ومن المحتمل أن يقوم الجناح الديمقراطي بالضغط على إدارة بايدن في محاولة لوضع تسوية سياسية للأحداث في اليمن.
نقلًا عن العدد الورقي...،
