أمراض تصيب المتعافين من كورونا.. الفطر الأسود «قاتل صامت» و«الأبيض» أكثر فتكًا.. والعقم وتعفن الدم «بالقائمة»
يواجه بعض المتعافين كورونا أمراضا أشد فتكا من الفيروس التاجي أبرزها الفطر الأسود الذي انتشر في الهند مؤخرا وكذلك الفطر الأبيض كما أنها تخلف أمراضا خطيرة منها العقم.
الفطر الأبيض
ظهرت حالات إصابة بمرض الفطر الأبيض بين المتعافين من كورونا في الهند، ويسبب الفطر الأبيض العديد من الأعراض، وعلى عكس تشوه الوجه المتميز الذي يعد سمة مميزة للعدوى، وتكوين يشبه القشرة السوداء، وتورم من جانب واحد للوجه، ويقترح الأطباء أنه لا يمكن تتبعها إلا عن طريق إجراء فحص الصدر مثل الأشعة المقطعية، وقد ظهر مرض الفطر الأبيض في ولايتي "باتنا"، و"بيهار" بحالات لا تزال معدودة.
وقد تظهر على المرضى بالفطر الأبيض أعراض شبيهة بأعراض "كوفيد-19"، ولكن نتائج الاختبار سلبية، ويمكن تشخيص العدوى من خلال الأشعة المقطعية، أو الأشعة السينية، وفقا لما صرح به الطبيب الهندي.
ويؤثر مرض الفطر الأبيض على أجزاء أخرى من الجسم، ليس فقط الرئتين، بما في ذلك الجلد، والكلى، والدماغ، والأظافر، والمعدة، والأجزاء الخاصة، والفم.
الفطر الاسود
وأيضا مرض الفطر الاسود الذي انتشر بكثرة بين المتعافين من كورونا في الهند أيضا، عبارة عن عدوى فطرية بسبب عفن موجود في التربة والمواد العضوية المتحللة، تصيب الجيوب الهوائية خلف الجبهة والأنف وعظام الوجنتين وبين العينين والأسنان، عن طريق استنشاق الخلايا الفطرية.
وأبرز أعراضه انسداد أو احتقان الأنف، إفرازات أنفية سوداء أو دموية، وتغير لون الأنف إلى اللون الأسود، وفي حالة إصابة العينين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم وضوح الرؤية أو ضبابيتها مع الشعور بالألم.
وفق ما أكده الخبراء أن الفطر الأسود مرض انتهازي يصيب ضعيف المناعة، وكثر انتشاره بين مصابي كورونا بسبب إفراط البعض في استخدام أدوية الكورتيزون وارتفاع نسبة السكر في الدم وضعف المناعة الناتجة عن الإكثار من أدوية المضاد الحيوي.
ضعف الرغبة الجنسية
ويصاب بعض المتعافين من كورونا أيضا بضعف الرغبة الجنسية حيث كشف حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا بوزارة الصحة خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر بقناة "إم بي سي مصر"، أن بعض متعافي كورونا ثبتت معاناتهم من ضعف الرغبة الجنسية والتوتر النفسي والخمول واضطرابات في الجهاز الهضمي وزيادة في ضربات القلب، وأضاف: "نتابع الحالات منذ 5 شهور، وهناك من يعاني من أعراض طويلة بعد التعافي".
عقم الرجال
الأمر لم يتوقف علي ذلك فحسب، فقد تواصلت دراسة صينية إلي أن الفيروس يمكن أن يلحق أضرارا بالغة بالجهاز التناسلي الذكري ما يؤدي إلي العقم عند الرجال، وأن العدوي لا تضر فقط بالرئتين، ولكنها أيضا تضر بالكلي والخصيتين، مما يؤدي إلي عقم الذكور، ويؤثر علي الذكور الصغار المصابين أكثر من الكبار.
ووجه أطباء الصدر والعقم نصائح للمتعافين بأداء تمارين لتحفيز نظام القلب والأوعية الدموية مثل ممارسة السباحة مما يساعد علي تعافي الرئتين، ومتابعة تأثير المرض علي الرئتين علي المدي الطويل، كما ينبغي اجراء إعادة تقييم للجهاز التناسلي بعد التعافي من الإصابة، والمتابعة مع طبيب متخصص للعلاج من تاثير المرض علي الجهاز التناسلي للرجال.
التليف الرئوي وضيق تنفس
فيروس الجائحة يترك آثارا جسيمة في الجسم، حيث توصلت دراسة كندية بعد دراسة الآثار الجانبية للإصابة بفيروس كورونا الجديد، من خلال فحص 12 مريضا متعافيا، أشارت النتائج إلي عدم قدرة اثنين أو ثلاثة منهم علي القيام بما كانوا يفعلونه من قبل مثل التجول والمشي بدون ضيق في التنفس، وضعف وظائف الرئة، وهي حالة تتشكل فيها شرائط من الأنسجة الضامة علي الرئتين، وتتعارض مع عملها الطبيعي.
كما أظهرت الفحوصات علامات تلف بالأعضاء الداخلية لـ9 مرضي آخرين، وأوضحت نتائج التصوير المقطعي لرئتي 9 مرضي يخضعون للعلاج بمستشفي الأميرة مارجريت بكندا بعض التغيرات للأعضاء الداخلية ما يشير إلي تلفها.
مرض تعفن الدم
كما أنه من الممكن تعرض المتعافين من فيروس كورونا المستجد إلى مرض تعفن الدم، واستنادا إلى إحدى الدراسات، أشارت المنظمة الطبية البريطانية إلى أن حوالى 20 ألف شخص من الذين نجوا من الفيروس التاجى قد يصابون بهذا المرض فى غضون عام على تعافيهم، وبحسب قناة "يورونيوز " أوضحت المنظمة البريطانية أن شخصا واحدا من بين كل خمسة أشخاص يتلقون العلاج فى المستشفى من الفيروس التاجى هم فى خطر.
ويصاب الشخص بمرض تعفن الدم عندما يتفاعل جسم المريض بشكل مبالغ فيه مع العدوى، ويتسبب ذلك فى تشغيل الجهاز المناعى، مما يؤدى إلى حدوث تلف الأنسجة وفشل الأعضاء، وهو ما قد يتسبب فى الموت، لذلك يرى الخبراء أنه إذا تم اكتشاف هذا الاضطراب فى الوقت المناسب، يمكن معالجته عن طريق المضادات الحيوية قبل أن يتحول إلى صدمة "إنتانية " تقوم بإتلاف الأعضاء الحيوية، وفى هذا الصدد يقول الدكتور رون دانيلز، مؤسس منظمة مرض تعفن الدم أن كل شخص تمّ تشخيصه بكوفيد-19، وحتى أولئك الذين عانوا من أعراض خفيفة فقط، يجب أن يعرفوا كيفية اكتشاف الاضطراب وأعراضه.