«100 قصر أثري في أسيوط» تاريخ تغتاله مافيا العقارات.. «تقرير»
تتعدد المناطق الأثرية بمحافظة أسيوط، حيث يوجد بها ما يقارب من 40 منطقة ومزار جذب سياحيا، يضم تراثا حضاريا من مختلف العصور وبها حضارتان يرجع تاريخهما إلى العصر الحجرى الحديث 6000 قبل الميلاد وإلى 3200 قبل الميلاد وتمركز فيها المصري القديم.
وتعانى أسيوط الإهمال في أغلب مناطقها الأثرية مما جعلها غير متاحة للزائرين، بسبب قلة المرافق وعدم تمهيد الطرق المؤدية للآثار، ومياه الصرف الصحى، وصعوبة استخراج التصاريح مع سوء الحالة الاقتصادية، أما قصور المحافظة رغم أهميتها إلا أنها تعاني من الإهمال، مما جعل مصير أكثر من 100 قصر في طى النسيان حتى ما صدر بشأنه قرار لتحويله لمتحف أثرى.
وفى هذا السياق، يقول عثمان الحسينى مدير عام الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بأسيوط إن المحافظة لا يوجد بها سياحة القصور رغم تعدد قصورها ومبانيها، إلا أنها غير معدة للزيارات لكونها قديمة وتحتاج لتجديدات والكثير منها ملكيات خاصة لم يتم نقلها، وأخرى تتخذها المصالح الحكومية مقرا لها ومنها المؤجر، مشيرا إلى أن المنازل الخاصة بالمشاهير كمنزلى جمال عبد الناصر والبابا شنودة لا ينطبق عليها المقومات الأثرية والمتحفية، ولا ترقى لتحويلها لمتاحف ولا يمكن للسائح أن يتكبد عناء آلاف الكيلو مترات في منازل لا يوجد بها أشياء أثرية وخاصة لأن الكثير منها مأهول بالسكان مطالبا الهيئة العامة للآثار بالاهتمام بالمتاحف وخاصة قصر اليكسان بأسيوط.
ويعد قصر "اليسكان" متحفا أثريا على الورق فقط ورغم كونه تحفة معمارية فريدة لاحتوائه على زخارف ونقوش على الطراز الأغريقى وتم إنشاؤه عام 1910م على مساحة 7 آلاف متر مربع شارك فيه فنانون أوروبيون، ومبنى في منطقة تطل على نهر النيل بوسط المدينة وكان قديما من أهم الأماكن لاستقبال الزيارات الملكية حيث استقبل الملك فؤاد الأول عام 1935م والعديد من الوفود الأجنبية المهمة.
ورغم أن هيئة الآثار أعلنت الانتهاء من إجراءات نقل ملكية القصر من ورثة أحفاد صاحبه منذ عدة سنوات وتسجيله برقم 71 آثار وإنهاء نزع الملكية والشراء وإعلان تحويله لمتحف بتكلفة ترميم وتجديد 18 مليون جنيه إلا أن العمل توقف به منذ فترة نظرا لقلة الموارد الاقتصادية والمادية.
وأكد مسئولو الآثار بأسيوط أن المحافظة يوجد بها أكثر من 30 قصرا تحتاج لضمها لهيئة السياحة ونظرا لسوء الحالة الاقتصادية لا يوجد تمويل لنقل ملكية تلك القصور، كما حدث في قصر يحيى زكريا زوج بنت على باشا مبارك، والمقام بوسط مدينة القوصية في منطقة تحولت إلى سوق، ورغم إرسال تقارير عن القصر لشرائه وضمه أو تحويله لمتحف إلا أن الهيئة لم تتمكن من شرائه حتى دخلته المياه وتشوه وتحول لمبنى عادى به عدة انهيارات وهو نفس ما تعرض له قصر آل جريث بقرية مير.
وشهدت محافظة أسيوط مؤخرا، عمليات هدم متتالية للقصور الأثرية ذات الطراز المعمارى الفريد بعد التلاعب في أوراقها لنقل ملكيتها لرجال أعمال وهدمها لبناء أبراج ومولات خاصة ومنها قصر بشارة "مبنى الحزب الوطنى السابق" الذي بدأ هدمه منذ شهر رغم أن المبنى يزيد عمره عن 100 عام.
وتكرر المشهد العام الماضى عندما تم هدم قصر باحثة البادية الذي أنشئ عام 1910 واختير عام 1950 كمقر لمدرسة ملك حفنى ناصف باحثة البادية وظل ملكا للورثة ولكن تستأجره التربية والتعليم إلى أن اشتراه رجل أعمال واسترده من التعليم دون حكم محكمة وشرع العام الماضى في هدمه.
ولم تترك مافيا العقارات قصور المدينة وأشهر الفلل بها، وإنما بدأوا العام الماضى في هدم فيلتين تراثيتين وتاريخيتين، بجوار ميدان المحطة في مدينة أسيوط وبدأت بأعمال هدم الجدران لفيلا المستشار "صلاح خشبة" خلف المحطة بأسيوط، وفيلا "خشبة" في شارع سعد زغلول بجوار بريد أسيوط بميدان المحطة ليكتب التاريخ نهاية أقدم فيلتين بالمحافظة.