الطلياني.. «ثورة على الوقاع ونقد السكوت»
حصدت رواية «الطلياني» للكاتب التونسيّ شكري المبخوت، والصادرة عن دار التنوير – بيروت، الجائزة العالمية للرواية العربية 2015.
وتنهض الرواية على دعامة حكاية حُبّ تجمع بين «عبد الناصر الطلياني» و"زينة"، وهما شابّان جامعيان يختلفان في الفكر والمرجع الاجتماعي، لكنّهما يلتقيان في هدف تثوير الواقع ونقد سكونيته، «الطلياني» هو طالب حقوق من سكّان تونس العاصمة، ذو وسامة إيطالية وسحر فتّاك ترتمي أمامه غادة جاثية على ركبتيْها.
وفي خلال لحظة عنف سلطوي في كلية الآداب بمنوبة يلتقي بـ «زينة» طالبة الفلسفة الآتية من «إحدى القرى البربريّة بالشمال الغربي» والمتمرّدة على أقانيم واقعها بسبب كونها «ابنة بورقيبة الذي جعل النساء مُستَقِوِيات على الرجال والآباء والإخوة» وهو ما تُوصّفه بقولها: «أنا حرّة في نقد اليسار واليمين» وتعزّزه بالقول إنّ المثقَّف هو مَن «يُطلق النار على كلّ ما يتحرّك... يطرح الأزمة بالسؤال والاستفهام... يخلخل السائد».
وقد مثّل هذا اللقاء قادحَ علاقة حبّ بين هذيْن الشابّين وسبيلَهما إلى تجاوز مصاعب العمل السياسي ومواجهات عيون الأمن وحتى التهديد بالتصفية الجسدية من قبل بعض التيارات اليسارية المتشدّدة التي تؤمن بأنّ «كلّ مَن يقف حجر عثرة في وجه الجماهير تنبغي تصفيته».
أما عن الكاتب فهو شكرى المبخوت حاصل على دكتوراة في الآداب من كلية الآداب بمنوبة، في تونس، وهو عميد سابق لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بجامعة منوبة، ويشغل الآن وظيفة رئيس جامعة منوبة، عضوا في عديد من هيئات تحرير مجلاّت محكّمة، منها مجلّة «إبلا» التي يصدرها معهد الآباء البيض بتونس، ومجلّة Romano Arabica التي يصدرها مركز الدّراسات العربيّة التّابع لجامعة بوخارست (رومانيا)، له مشاركات عديدة في الندوات العلمية ومقالات منشورة وإسهامات في التأليف المدرسى ومعالجة قضايا تربويّة وتعليميّة، وقام بكتابة وترجمة العديد من المؤلفات، منها كتاب «سيرة الغائب، وسيرة الآتى – السيرة الذاتية في كتاب «الأيام» لطه حسين»، وكتاب «جمالية الألفة: النص ومتقبّله في التراث النقدى” و«نظريّة الأعمال اللّغويّة» «تخييل الأصول: الإسلام وكتابة الحداثة».