مرشد الجمهورية الإيرانية يجري عملية جراحية خطيرة.. خامنئي يدعو الإيرانيين للدعاء له بالشفاء.. ولد في مشهد واعتقله "السافاك" ست مرات.. شارك في الحركات المناهضة لنظام الشاه.. أسس حزب الجمهورية الإسلامية
تناقلت وسائل الإعلام عن وكالة الأنباء الإيرانية أخبارا تفيد بأن المرشد الجمهورية الإيرانية على الخامنئي أجرى عملية جراحية خطيرة، وتناقلت معظم الوسائل أخبار عن دعوته لكافة الإيرانيين بالدعوة له بالشفاء، ويعتبر خامنئي هو أقوى شخصية في الدولة الإيرانية ولذلك كان من المهم التعرف على شخصية هذا الرجل.
نشأته وتعليمه
ولد على خامنئي في مدينة مشهد شمال شرق إيران عام 1939، هو ثاني أبناء العائلة، ويبلغ عدد أشقائه سبعة، كان والده عالم دين متواضع الدخل، وسار على نهج والده والتحق بالمدرسة الدينية، ودرس في مدينة "قم" في الفترة من عام 1958 وحتى عام 1964، وعندما كان هناك التحق بحركة المعارضة الدينية والتي قادها آية الله الخميني في عام 1962.
و بعد اكماله الدراسة الثانوية، التحق بـ "الحوزة العلمية"، وفي 1957 حاول نقل دراسته إلى "الحوزة الدينية"، ولكن والده قابل طلبه بالرفض، واستمرت دراسته حتى عام 1964 وقطعها للعودة للعناية بوالده بسبب مرضه.
بداية نشاطه السياسي
بدأ خامنئي عمله السياسي عام 1962 عندما كان في مدينة "قم" وانطلقت حركة المعارضة ضد نظام الشاه، كما أنخرط أيضًا في التنظيمات المناوئة للنظام وأصبح ناشطًا فيها.
اعتقلته الحكومة الإيرانية ستة مرات في الفترة من عام 1962 وعام1975 وذلك بسبب نشاطاته المناوئة للحكومة، وفي مارس 1978 نفته الحكومة الإيرانية إلى "ايرانشهر" لمدة ثلاث سنوات غير أنه اطلق سراحه وعاد بعدها إلى مدينة "مشهد" ليستمر في نشاطاته ضد الحكومة.
كما أدت نشاطاته العلمية وحلقات الدروس والتنوير الهادف والإصلاحي إلى اعتقاله من قبل جهاز "السافاك" وهو الجهاز المرعب في نظام الشاه في عام 1970م.
وفي عام 1969م ظهرت ملامح الحركة المسلحة في إيران بـ"جلاء"، وتوصل النظام الديكتاتوري في ذلك الوقت إلى قرائن تشير إلى ارتباط شخصيات من أمثاله بمثل هذه الحركة، ممّا دعا النظام المذكور وأجهزته الأمنية إلى التركيز على خامنئي وتضييق الخناق عليه وبالتالي اعتقاله للمرة الخامسة عام 1971م، وبعد إطلاق سراحه لم يفصل "السافاك" بين نشاطات على الخامنئي الفكرية والدعوية في مشهد وطهران وبين تلك التيارات.
وفي الفترة بين عام 1971م وعام 1974م بدأت حلقة دروسه السرية العامة في التفسير والدروس العقائدية تتسع وتكبر، وكان "خامنئي يُلقي دروسه في التفسير والعقائد في مسجدي "الإمام الحسن" و"كرامت" وكذلك في مدرسة "ميرزا جعفر" في مدينة مشهد، مما جعل هذه الأماكن مراكز استقطاب للجماهير المتعطشة خصوصًا الشباب الواعي والمثقف والجامعيين وطلاب العلوم الدينية الثوريين.
وعند منبر الخامنئي تعلم طلبة العلوم الدينية دروس الحقيقة والنضال، وقاموا بنشر تلك الأفكار النيرة بين أوساط الجماهير خلال زياراتهم للمدن المختلفة لأغراض الدعوة، مما مهّد الطريق لتفجير الثورة الإسلامية.
وبعد نجاح "الثورة الإسلامية" أقدم على خامنئي على تشكيل حزب الجمهورية الإسلامية وذلك بالتعاون مع رفاق دربه "بهشتي" و"باهنر"، و"الشيخ هاشمي رفسنجاني" وذلك عام 1978م وذلك بهدف محاربة الملحدين واعداء الإسلام.
المناصب التي شغلها
عقب نجاح الثورة الإسلامية في إيران بقيادة اية الله الخميني عام 1979 في إيران، شكل خامنئي مجلس شورى، وازدادات نشاطاته في النظام الجديد وتولى سلسلة من المناصب الرفيعة في الدولة الجديدة منها وكيل وزارة الدفاع ومنصب المشرف على حرس الثورة، ومنصب إمام جمعة طهران عام 1979م، كما تولى منصب ممثل الخميني في مجلس الدفاع الأعلى عام 1980م.
وفي عام 1981م تولى خامنئي رئاسة الدولة عقب مقتل "محمد على رجائي" ثاني رؤساء الجمهورية في إيران، كما تولى مهام الرئاسة لولاية أخرى من الفترة من عام 1985 وحتى 1989 م، واصبح المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران عقب رحيل الخميني عام 1989م.