لن ينجح أحد
لم يتوقف الكلام ولم تنقطع التحليلات على مدى اليومين الماضيين بعد إذاعة حوار المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي فالبعض يرى أنه قال كل شىء وأنه يعرف أدق تفاصيل المجتمع المصري وأنه يضع في جيبه الصغير خريطة الخروج من المشاكل والأزمات التي يعانى منها المصريون، وأنه يضع في الجيب الآخر خطة انتقال مصر لدولة كبرى بين يوم وليلة، ولا يوجد أحد في مصر يحب هذا الوطن ضد هذا، وكلنا نتمناه، ولكن ما لا نتمناه أن يتحول مستقبلنا إلى عالم افتراضى نسمعه ولا نعيشه على أرض الواقع، وهذا للأسف ما حاول البعض أن يروجه للعامة أن السيسي سيسقى المصريين مع كل صباح لبنا وعسلا ويضع تحت وساداتهم الدولارات.
الرجل لم يقل هذا وليس بإمكانه أن يفعل هذا ولا أي شخص يمتلك هذه القدرة، الرجل أراد أن يرسل في خطابه الكثير من الإشارات العامة من عينة الوضع الأشبه بالكارثى الذي نعيشه حاليا، واحتياجنا لزراعة الآف الأفدنة لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وضرورة توفير 20 ألف مدرسة بشكل عاجل والبحث عن توفير فرص عمل لـ 12 مليون عاطل، وخلق مناخ جديد للاستثمار وضرورة عودة هيبة القانون، وأنه لا مفر من عودة الأمن وزيادة إنتاجية الفدان، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين وتأكيده على نحن قبل أنا.
وأنه لا مفر من العمل وتأجيل المطالب الفئوية فاستمرارها يعنى سقوط الدولة والمواطن، فهذه هي العناصر التي تغير الواقع، وهي ما يجب أن يتوقف عنده المصريون في خطاب المرشح الرئاسى، أما أن ينشغل البعض بأشياء جانبية مثل حديثه عن زوجته ومتى تعرف عليها، وشوفت إزاى رد على لميس الحديدى وكيف أحرج إبراهيم عيسى؟ ولم يكد المحاوران يتوقفان عن أسئلتهما حتى بدأ عدد من برامج التوك شو في نصب حفلة "تقطيع" لعيسي ولميس وافتقارهما القدرة على إدارة الحوار وربما وقع هذا بدافع الغيرة المهنية من البعض.
فمراجعة المرشح الرئاسي فيما يقوله أمر طبيعي ومناقشته أمر ضرورى فنحن كما يصفنا دائما نريد أن نعرف كيف يفكر ومن حقنا أن نسأله، ومشكلة مصر دائما في التنفيذ وليس في الدراسات ولو نجح السيسي في 30% فقط فيما قاله من المؤكد سيتغير واقع المصريين وهذا لن يفعله بمفرده فيجب أن تكون أيدينا قبل يديه وعقلنا مع عقله وإرادتنا تسبق إرادته ورغبته في النجاح مع رغبتنا، وبدون هذا لن ينجح أحد.
فالسيسي رجل من لحم ودم يأكل ويشرب يفرح ويغضب ويمشي في الأسواق وينجح ويفشل، أعينوا الرجل على النجاح ولا تنصبوه قديسا فهو لا يرضي بهذا.