رئيس التحرير
عصام كامل

يحدث في السعودية الآن والله العظيم!


"سعود الشريم..فيصل الغزاوي..عبد المحسن القاسم وعبد الباري الثبيتي، أئمة الحرمين الشريفين..إنهم الإخوانجية الأربعة ولا نعرف كيف يخوضون بقراءاتهم للمسلمين في مواضيع قد تبدو شخصية وسياسية، ويحاولون تطبيق اعتقاداتهم الفاسدة والتي تقول بإن الإخوان هم المؤمنون، وما عداهم ومن عاداهم هو الكافر والمنافق والفاسد".


السطور السابقة ليست لنا..ولا لأحد كتاب الاستنارة في مصر أو غيرها..ولا لأحد المخالفين للفكر المتطرف المهاجمين له على الدوام..ولا لواحد من المشتبكين الدائمين مع الإرهابيين..إنما السطور السابقة للأمير ممدوح بن عبد العزيز شقيق خادم الحرمين الشريفين..حيث شن أمس هجوما كاسحا على الشيوخ المذكورين واصفا إياهم بما سبق..ولم يتوقف الأمر عند ذلك.. بل قال ما يلي: "احضري إن شئتِ يا وزارة الداخلية قراءاتهم (أئمة الحرمين) قبل انتخاب مرسي وبعد نجاحه وبعد طرده وفي حالة خزي الإخوان الآن في المملكة ومصر"!

الأمير ممدوح لا يتحصن فيما يبدو في موقعه العائلي المهم داخل الأسرة الحاكمة بالسعودية وإنما وفيما هو مؤكد يعبر عن مزاج عام داخل أسرته بل وفي المملكة كلها..وإن كنت لا زلت تتشكك فيما يجري فاستكمل تصريحاته معنا حيث يقول: "منبر الحرمين أكبر وأقوى منبر على وجه الأرض بل في التاريخ، كيف يترك ألعوبة في يد أولئك ويمكنوا كل يوم وليلة في بثّ سمومهم والتي يستغلونها في آيات الله، حدثا بعد حدث وبشكل مستمر ملفت للنظر، حتى إن هناك من قال لي أدركوا شعبكم، وبعد أن وقع من وقع منهم في السابق وخلال أربعين عاما في براثن البنا وسيد قطب ومحمد سرور كما وقع أولئك وأوقعوا وأصبحوا زعماء لقضية ما أنزل الله بها من سلطان، وانتشروا ينشرون في الأمة تلبيسات الشيطان، ويا ليت علماء الدولة يُناظرونهم كما ناظروا غيرهم من أئمة الفكر الضال"!!!

الآن نذكر قراءنا بما قلناه قبل أشهر..السعودية تتغير..والأمر لا يقف عند تغير سياسات خارجية بعد هبوب رياح الخطر..إنما عواصف التغيير والتجديد الداخلية تهب من كل مكان..لم تبدأ بأول جامعة مشتركة هناك ولا ببعض التحديثات الأخري...إنما ها هي ثوابت أقرب للتقديس يشن عليها شقيق العاهل السعودي هجوما قاسيا..وبلاغا تمهيديا للرأي العام السعودي والإسلامي..قبل اتخاذ الأجهزة لإجراءاتها..ونتوقعها قريبا..

والآن والأشقاء هناك يخوضون حربا شاملة على الإرهاب ويصححون أخطاء كبيرة..لذا فقد آن الآوان لاستقبال هذه الاستفاقة بجدية..بل واحتضانها وتشجيعها بل وحمايتها..لنعرف ولنفكر كيف نداوي جراحا كبيرة خلفتها أخطاء السنوات السابقة وفيها من الآلام الكثير..في سوريا وغيرها..فمن يقول ذلك لن يقف بعدها إلى جوار أكلي لحم البشر في سوريا العربية ولا في ليبيا..ولنقف من الآن وبقوة مع الراغبين على الدوام في صناعة المستقبل وليس مع المدمنين المستعذبين للصراخ والبكاء طويلا على ما فات..وما فات فقط!
الجريدة الرسمية