"الأمير" ينتقد نفسه!
رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون (عصام الأمير) أعرب عن أسفه لما جاء على لسان المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في لقائه بالإعلاميين حيث لم ير السيسي في ماسبيرو إلا مشكلاته الاقتصادية، وأعداد العاملين، والتكلفة الشهرية لأجور العاملين غافلا –كما يقول الأمير– المكانة والأهمية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون في الإعلام المصري بصفة عامة، وأضاف الأمير في تصريح له إلى جريدة المسائية اليومية أنه إذا كان السيسي يري أن القنوات الخاصة قامت على أسس ناجحة فإنه تغافل أيضا أن من أهم أسس نجاح هذه القنوات أن أكثر من 80% من العاملين بها من إعلاميين وفنيين هم من أبناء ماسبيرو، بل إن البنية الأساسية التي تظهر منها تلك القنوات من استوديوهات في مدينة الإنتاج الإعلامي وكذلك النايل سات بناها اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وأن 90% من الحاضرين اللقاء هم في الأساس أبناء ماسبيرو (انتهت تصريحات الأمير).
ولرئيس الإذاعة والتليفزيون أقول: غضبك ليس مشروعا، وأسفك ليس في مكانه، وكان الأجدر بك أن تحترم رؤية السيسي عندما قال ذلك فإن كنت لا تعرف أن مشكلة ماسبيرو اقتصادية فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعرف فالمصيبة أعظم لأن في هذه الحالة سيزداد تدهور ماسبيرو وسيخرج من المنافسة نهائيا، وأنت تعلم كما نعلم أنك تواجه الكثير من المشاكل المادية بسبب قلة الموارد المسئول عنها من يديرون ماسبيرو وبالتالي لا إنتاج جيد ينافس ولا حقوق موضوعية يتحصل عليها العاملون والتفاوت كبير بين العاملين بالمبني وبالتالي الكوادر الفنية التي تتحدث عنها تحولت إلى ما يشبه الموظفين في أرشيف وزارة الأوقاف وتم توفير الإبداع الذي تتحدث عنه إلى من يقدره ماليا وأدبيا خارج المبني، ثم هل تنكر أن التعيين في المبني الذي يضم أكثر من 43 ألف موظف وفني وإعلامي النسبة الأكبر منهم من أهل الثقة والقرابة والورثة الشرعيين للمبني ؟!!
لا أحد ينكر المكانة والأهمية لماسبيرو، ولكن أين هي الآن وأين ذهبت ومن المسئول عن خروجها بكل خبرتها التي تتحدث عنها؟ الحقيقة أنك إذا أردت الحل والاحتفاظ بالمكانة التاريخية فعليك مواجهة الحقيقة التي تحدث عنها السيسي وهو يرد على أسئلة صفاء حجازي رئيس قطاع الأخبار وإحدى المذيعات من المبني! وإذا كنت تري أن السيسي تغافل عن حقيقة أن معظم العاملين بالقنوات الخاصة هم من ماسبيرو فهذه الملحوظة له وعليك، له لأنه ربما لم يرد طرح السؤال لماذا هربوا من ماسبيرو، وعليك لأنك أنت المسئول عن خروجهم من المبني وأقصد بذلك كل من شغلوا وظائف عليا بالاتحاد!!
وإذا كنا نعرف أن هناك أسبابا للنجاح وأسسا تسير بها القنوات الخاصة لماذا لا نعمل عليها ونحن بها أولى؟!. أم يكفينا أن العاملين في القنوات من ماسبيرو، وأن الاستوديوهات في مدينة الإنتاج الإعلامي المملوكة بنسبة كبيرة للدولة، وأن القمر الصناعي الذي تبث منه هذه القنوات مملوك للدولة، وأن 90 % من الحاضرين اللقاء كانوا من ماسبيرو حتى نستريح ونقول باجتراء على الحقيقة أن ماسبيرو ناجح وأن السيسي أخطأ عندما تناول مشاكل ماسبيرو وأغفل كل هذه النقاط المضيئة التي لم تعد تضيء لإعلام الدولة المملوك للشعب وأضاءت نقاطا أخرى بضوء ساطع جذب المشاهد عن تليفزيون بلده!
رئيس الإذاعة والتليفزيون كان يري أن المدح سيعالج مشاكل هو بنفسه يتحدث عنها، وكان يطمع في كلمتين مجاملة من المشير، وأنا لا أري لذلك معني، وأري أن الأمير من حيث أراد أن ينتقد السيسي انتقد نفسه بشدة وأوقع نفسه في أخطاء كثيرة أبسطها أنه لم يأخذ بالأسباب التي تجعله قادرا على قيادة المبني وتقديم منتج ينافس بقوة في هذا المعترك الكبير الذي يستحوذ على الرأي العام، وإذا أراد فسيكون مجبرا على ترديد ملاحظات السيسي رغما عنه لأن ما قاله الأمير صار ماضيا وتاريخا في الكتب فقط.
Elazizi10@gmail.com