رئيس التحرير
عصام كامل

زراعة 300 كبد!!!


تحتفل جامعة المنصورة بقيام مركز جراحة الجهاز الهضمي والكبد بزراعة 300 كبد للمرضى الفقراء في مصر بنسبة نجاح تتجاوز 80% وعملية زراعة الكبد هي من أكبر وأهم وأعقد العمليات في العالم ويتميز مركز المنصورة بأنه أرخص مكان في مصر لأنه مستشفى حكومي غير هادف للربح ولذلك تجده هو الملجأ للفقراء من جميع أنحاء الجمهورية ولديه قائمة انتظار تمتد لسنين.


التحية واجبة لكل أعضاء فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة وهم د محمد عبدالوهاب، د عمر فتحي، د عمرو ياسين، د محمد السعدني، د أسامة شيحة، د محمد الشوبري، د طارق صلاح، د نبيه أنور، د أحمد سلطان، د وليد الصراف، د محمد المرشدي، د خالد زلطة وكذلك كل المعاونين لهم من الممرضين والعمال والموظفين والذين لم يتوقفوا لحظة عن أداء واجبهم تجاه المرضى الفقراء منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن ولم يعتصموا أو يضربوا عن العمل كما يحدث في كل قطاعات الدولة للمطالبة بامتيازات شخصية.

كانت المظاهرات والاحتجاجات تضرب بطول البلاد وعرضها وهؤلاء يقفون عشرات الساعات في غرفة العمليات لإنقاذ حياة مريض فقير، المظاهرات تأكل الأخضر واليابس وهؤلاء سهرانين بجوار المرضى، نيران المتظاهرين تحرق المؤسسات الحكومية والشرطية وهؤلاء يجهزون المرضى والمتبرعين للعمليات،المرتزقة يعتصمون في الميادين وهؤلاء يعسكرون في العناية المركزة،وبدون أي صخب أو ضجيج أو انتظار لأي مقابل كانوا يواصلون الليل بالنهار، رغم أن ما يتقاضاه كل أعضاء فريق زراعة الكبد بالمنصورة أقل بكثير مما يتقاضاه أصغر ممثل تافه في أفلام السبكي الهابطة.

ولأنهم لا ينتظرون أي مقابل مادي أو معنوي من الدولة كانوا يعملون وهم يعرفون أن المولى تبارك وتعالى سوف يجزيهم خير جزاء وسوف يجعل كل ذلك في ميزان حسناتهم يوم القيامة، فريق زراعة الكبد بجامعة المنصورة لم يرفض علاج أي مريض بسبب حالته المادية بل يقومون في أحيان كثيرة بجمع الأموال للمرضى الفقراء وهنا يجب أن نشكر كل رجال الأعمال وأهل الخير الذين تبرعوا لإنقاذ حياة مرضى الكبد ويأتي في مقدمة المتبرعين رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس والذي نأمل أن يستمر دعمه لهم، الشكر واجب أيضا لكل رؤساء جامعة المنصورة السابقين والرئيس الحالي د السيد عبدالخالق وكذلك كل عمداء كلية الطب السابقين والعميد الحالي د إيهاب سعد لدعمهم لفريق زراعة الكبد الذي نتمنى لهم التوفيق وألا تثنيهم حالة اليأس والإحباط التي تسود عرض البلاد وطولها عن مواصلة رسالتهم السامية.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية