رئيس التحرير
عصام كامل

سامحونى يا أصدقائى


من الطبيعى أن يكون لدينا أب وأم، أخ وأخت، عائلة نحيا من أجلها، أقارب نحبهم ويحبونا، ولكن في هذا الزمن العجيب من الصعب أن تجد صديقا أو مجموعة من الأصدقاء تفرح بفرحهم ويفرحون بفرحك، تبكى لحزنهم ويبكون في حزنك، نتشارك في الفرحة ونتقاسم الألم ويكونون هم الأمل بعد الله في الحياة، فالحياة من غير الأصدقاء لا تكون حياة بل وإن كانت فهى لحظات عابرة تمضى كغيرها بعد أن فقدت متعتها وفقدت من يشاركنا في محنتها.


أصدقائى تشاركنا في الفرح بكينا سويا كان الألم واحد فسامحونى إن كنت قد قصرت في حق أي منكم والتمسوا لى العذر أنى ولو في يوم نسيتكم فمقداركم عندى في قلبى فقد قسمته إلى نصفين فأما النصف الأول فهو لكم ولعائلتى وأهلي وأما النصف الثانى فهو لحبيبتى، ولا أستطيع في يوم أن أعيش بنصف واحد مهما كان الوقت ومهما كان الزمان ومهما كان الحدث..

فالصديق ليس كلمة أو مصطلح لغوى نكرره، بل هو واقع نعيشه، حياة نحياها بمشاقها وثمارها، الصديق ناتج من الصدق والأمانة والحب، فكم من أشخاص عرفناهم وكم من أشخاص تكلمنا معهم وكم من أشخاص دخلوا حياتنا، وكم من أشخاص خرجوا منها، ولكن الأصدقاء هم من عرفناهم وتكلمنا معهم وحدثناهم في الفرح والألم فكانوا لنا أملا في الحياة فدخلوا حياتنا بحلوها ومرها ولم ولن يخرجوا منها إلا عندما تفارقنا الحياة بالموت فهو النهاية الحتمية وهو بداية الحياة وهذا سيكون أول فراق في الحياة، ولكنه فراق الأحباب إلى لقاء الأحباب في حياة جديدة أتمنى أن نتلاقى فيها..



أصدقائى أحدثكم من قلبى وأتمنى أن يصلكم كلامى هذا وتقرؤوه بقلوبكم قبل أعينكم، وبعد أن تقرؤوه أطلب شيئا منكم هو حق الصديق على صديقه وهو أن تسامحونى على يوم قد نسيتكم، سامحونى على لحظة فرحت فيها وأنتم تبكون، سامحونى عل لحظة نقص اهتمامى بكم، سامحونى على لحظة حزنت فيها ولم أشارككم حزنى لأنى حزنت أن أبكيكم وأنتم تفرحون، سامحونى على كلمة أصابت أي منكم بسوء، سامحونى على ضحكة خرجت وأنتم تبكون، سامحونى على دمعة نزلت وأنتم تفرحون، سامحونى لأنى أعطيتكم نصف قلبى فقط، ولكن لو كان بيدى لأعطيتكم قلبى كله ولكنه ليس من اختيارى، فالقلب وحده يختار من يسكن فيه..

أصدقائى أنتم الحياة أنتم أملها وألمها، أنتم فرحها وحزنها، لنعشها سويا ولنقسم أمام الله أننا لن نندم على صداقتنا فهى بالخير وبالخير تدوم..

فسامحونى يا أصدقاء، سامحونى يا أحباب، فلا أدرى ماذا أكون وأنتم تقرءون هذا الكلام. ولا أدرى منزلتى في قلوبكم ولا أدرى إن كنت قد أحزنتكم ولكن سامحونى.

فسامحونى يا أصدقاء.... سامحونى... سامحونى.. سامحونى................. !
الجريدة الرسمية