اقتصاديون: رؤية "السيسي" للاقتصاد "واقعية".. "الفقى": لن يرفع الدعم عن المصريين.. "الشريف": ينحاز للفقراء.. "عبد المجيد": ينقل مصر لنهضة حقيقية.. ومصرفي: المشير يجلب مساعدات عربية خيالية
كشف المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسى، عن برنامجه الاقتصادى الذي تضمن إنشاء ظهير صحراوى في مختلف المدن بالإضافة إلى مواجهة أزمة الدين العام، ومشكلة الدعم والبطالة وغيرها من القضايا المهمة.
"فيتو" أجرت استطلاعا للرأى من خبراء الاقتصاد عن برنامج السيسي المرجح تطبيقه في حال توليه رئاسة الجمهورية.
وقال أحمد عبد المجيد مدير فرع بنك الاستثمار العربي بمدينة نصر، إن تأكيد المشير عبد الفتاح السيسي عن وصول مساعدات عربية إضافية خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية سيكون عاملا مساعدا في النهضة الاقتصادية المصرية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف عبد المجيد في تصريح خاص لـ «فيتو» أن إعلان المشير بأن المساعدات العربية وصلت 20 مليار دولار أدان الحكومة السابقة، وكانت يتطلب من الببلاوي أن يقدم كشف حساب عن المصروفات التي تم صرفها خلال توليه رئاسة الحكومة، مشيرا إلى أن الأموال المعلن عنها نحو 12 مليار دولار.
وأوضح أن السيسي سينجح في إنعاش الاقتصاد المصري في فترة توليه رئاسة الحكومة.
هشام عبد الحميد، خبير أسواق المال، قال إن المشير عبد الفتاح السيسي ظهر في حواره الإعلامي أمس وأول أمس بشخصية اقتصادية على علم بالوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد، وأفكاره حول تنمية قناة السويس وتنمية سيناء جيدة وفى حالة تنفيذها ستنقل مصر من وضع اقتصادى متدهور إلى مصاف الاقتصادات الكبرى في المنطقة.
وأضاف عبد الحميد أن فتح الأبواب للمستثمرين بتمويل المشروعات الكبرى من خلال البورصة المصرية سينشط حركة التداول ويسمح لدخول رءوس أموال كبيرة من مستثمرين عرب وأجانب.
وأوضح خبير أسواق المال أن الظهير الصحراوى المزمع تنفيذه سيحل مشكلة كبيرة من التكدس السكانى في المدن الكبرى مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية.
وقال الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، إن حديث السيسي حول إمكانية تحصيل رسوم على المكالمات التليفونية، هي فكرة ليست جديدة، وطرحت قبل ذلك من قبل، ولكنه أمر غير قابل للتطبيق، خاصة وأن أسعار المكالمات التليفونية في مصر من أكثر الأسعار غلاء في دول العالم، وفي الوقت ذاته لن تحقق إيرادات كبيرة.
وتوقع في تصريحات خاصة لـ «فيتو» أن رئيس الجمهورية القادم لن يكون معنيا بفرض ضرائب جديدة، لأن وزارة المالية هي المعنية بذلك، وبتحديد العبء الضريبي المحتمل، مؤكدا أن هذا الأمر لا بد وأن يصاحبه زيادة في الإنتاج، إذ أنه من غير المنطقي فرض الضرائب في ظل تراجع الإنتاج وارتفاع معدلات التضخم والبطالة.
وأضاف الشريف أن الوقت غير مناسب لزيادة الضرائب وهو ما يدركه السيسي جيدا، وهو الأمر الذي يجعله يتجه لوضع خطط لزيادة الإنتاج، وتحقيق الاستقرار والأمن، ومن ثم جذب الاستثمارات، كخطوة يترتب عليها زيادة الحصيلة الضريبية تدريجيا، وبشكل منطقي.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور فخري الفقي إن عبد الفتاح السيسي لن يقبل على رفع الدعم، كما يحاول أن يروج البعض، ولكنه سيتجه من منطلق انحيازه للفقراء والمهمشين لترشيد الدعم ومن ثم إيصاله لمستحقيه، مشيرا إلى أن السيسي يستهدف إيصال الدعم كاملا لـ15 مليون أسرة من المستحقين، خاصة وأن هؤلاء الأسر لا يحصلون سوى على ثلث الدعم، فيما يحصل الأغنياء على ثلثي الدعم، وهو الأمر الذي يزيد الفقراء فقرا، والأغنياء غني.
وأوضح في تصريحات خاصة لفيتو أن الجميع ينبغي أن يدرك أن منظومة الدعم في مصر فاسدة، وأن الإجراءات التي ينتوي السيسي اتخاذها هي محاولة للتصدي للفساد في هذه المنظومة وغيرها، مؤكدا أن انحياز السيسي للفقراء لن يجعله يتجاهل دور القطاع الخاص بل على العكس فهو يحاول إشراكه ليكون عنصرا أساسيا في تحقيق النمو وتشغيل العمالة، ليكون للفقراء نصيب من الأرباح التي يحققها.
وأشار الفقي إلى أن السيسي يحركه دافع ديني وأخلاقي وليس أيديولوجيا كالذي كان يحرك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولذلك فهو حريص على الأخذ من الأغنياء بالتراضي لإعطاء الفقراء.
وأضاف أن السيسي يدرك تماما ضرورة إعادة النظر في منظومة الأجور والضرائب والدعم وقطاع الأعمال العام وذلك لتحقيق التنمية الاقتصادية ورفع التنافسية وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبالتالي مواجهة الاحتكار والتضخم، ومن ناحية أخرى الحفاظ على حقوق العمال وتنمية مهارتهم.