رئيس التحرير
عصام كامل

جيل العواجيز.. ارحمووونا !!


على الرغم من الهجوم والانتقادات التي تنتظرني بعد قراءة السطور التالية، وبالرغم من أن هذا الكلام يمس أقرب الأقربين لي، ومن بينهم والدي وشيوخ عائلتي، إلا أنني أقسمت منذ اللحظة الأولى لدخولي عالم أعمدة الرأي، أن أكون لسان حال جيلي من الشباب، وأن أسعى لأكون مجرد نقطة لتوصيل ما يدور بخاطرهم، تجاه ما يمر به وطننا، لعل وعسى "وإن كنت أشك" أن تساهم في إصلاح أي شيء.


فالكل الآن ممن يعيشون في العقد الثاني أو الثالث من عمرهم، لا يتحدثون إلا عن هيمنة كبار السن، أو العواجيز، على كل شيء، وخاصة ما يتعلق بمستقبل البلاد، وكأن هذا الجيل مكتوب عليه أن يعيش وفق ما يريد آباؤه وأجداده، وألا يكون له الحق في تحديد مصيره أو مستقبله، حتى وإن كان يقدم كل التضحيات من خيرة جيله، سواء بالقتل أو الاعتقال أو تحمل أوزار الأزمات التي سكت عنها شيوخ الدولة ومسنوها.

ومن يراجع نفسه يجد أن جيل العواجيز كان أول المناهضين لثورة يناير المجيدة، وأنا شخصيًا تعرضت لضغوط شديدة وصلت لحد المقاطعة بينه وبيني بسبب رغبته في ألا أشارك في مسيرات ومظاهرات الثورة، الشيء الذي إن دل يدل على تمسك هذا الجيل بحالة الخضوع والخنوع للأمر الواقع، والاستسلام لما هو قائم، الأمر الذي يتعارض جملة وتفصيلًا مع عقلية الشباب التي لا تفكر إلا في تحسين أحوال بلادها، والقضاء على الفساد الذي استشرى في كل نقطة، أملًا في مستقبل أفضل، ليس على طريقة الحزب الوطني، أو رجاله، أو أدواته من مؤسسات الدولة.

وبعد الثورة وقف الشباب معارضًا لاستفتاء 19 مارس الشهير، بعد أن فطنوا لمخطط المجلس العسكري والإخوان للسيطرة على الثورة، إلا أن العواجيز كان لهم رأي آخر، وساهموا في انتصار "غزوة الصناديق"، وبعدها خرجوا دون أدنى وعي لمنح أصواتهم للمرشحين الفلول من أبناء جيلهم في الانتخابات، ليضعفوا فرص الشباب في دخول البرلمان، مما أدى لزيادة سيطرة القوى الإسلامية عليه.

وبدلًا من أن يحاول العواجيز إصلاح الكوارث التي تسببوا فيها، والتي تدفعنا للعودة لزمن الظلم والبلطجة والتدهور الاقتصادي والمعيشي، بدءوا يرددون نغمة أن الشباب فقد الأخلاق، وأن مصر تعاني انحدارا أخلاقيا لا مثيل له، ونسوا أنهم أزالوا حاجز الاحترام الذي كان يفصلنا عنهم، وهدموا كل جسور التواصل بيننا وبينهم، ومنحوا أصواتهم وأجسادهم لترسيخ نظام جديد، لا يختلف كثيرًا عن الثلاثين عاما التي عشناها.

وفي النهاية، أتمنى أن يراجع شيوخنا وآباؤنا مواقفهم، وأن يمنحوا الثقة للشباب لتحديد مستقبلهم، والطريقة والأسلوب التي نرغب في أن تكون عليها حياتنا، وأن يرفعوا أيديهم عن كل ما يخص سياسات الدولة ويتعلق بمصيرها... "ارحموووونا".

وبعيدًا عن ذلك:
_ حوار السيسي مع لميس وإبراهيم عيسى "تطييب خواطر" على أنغام الوطن.
_ اتحاد الكرة.. مؤسسة فاشلة لا تعلم شيئا عن الكرة.
_ الأهلي والزمالك والإسماعيلي سيصعدون لدورة بطل الدوري رغمًا عن أنف الجميع. 

الجريدة الرسمية