القصة الكاملة لـ"بسام الأسطواني" مستر "إكس" جماعة الإخوان في أمريكا.. اجتمع في البيت الأبيض مع "كلينتون".. استضاف "القرضاوي" واخترق الجيش الأمريكي.. صاحب قرار تعيين "معاذ الخطيب" والمحرض ضد مصر وسوريا
ظل الحديث عن نجاح التنظيم الدولي للإخوان يمر بين السخرية والنقد، البعض اعتبره دربا من الخيال، والآخر نظر له على أنه قصص مفبركة يصنعها الإعلام، وبالرغم من اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية بتتبع الظاهرة وفضح عدد من الأسماء من أبزرهم المصري محمد الإبياري.
كشفت وكالة مراقبة الإرهاب "شو بات" الأمريكية، عن مستر "إكس" الجماعة داخل أمريكا منذ عقود، ووثقت تقريرها عن "بسام الأسطواني" بصور حصرية ورسائل بريد إليكتروني تكشف العلاقة التاريخية بين جماعة الإخوان وقادة ورؤساء البيت الأبيض منذ عهد الرئيس الأسبق "بيل كلينتون".
وكشفت الوثائق والصور عن أخطر الرجال في تاريخ التنظيم الدولي للإخوان، ومدى علاقاته المتشعبة بالإدارة الأمريكية، وهو السوري المولد "بسام الأسطواني"، أحد قادة الإخوان، والذي استطاع أن يخترق البيت الأبيض، ويجتمع مع إدارته خلال عهد الرئيس "بيل كلينتون"، وكشف الموقع عن عدد من الرسائل الإليكترونية التي تبادلها الأسطواني مع عائلة "كلينتون"، والتي شملت "هيلاري كلينتون" زوجة الرئيس الأسبق والمرشحة المحتملة للرئاسة في انتخابات 2016.
الأسطواني مع الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" في البيت الأبيض
وأوضحت الوكالة أن "الأسطواني" كان المتسلل الرئيسي للإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية على مدى عقود طويلة، من أجل التأثير على كبار الساسة وصناع القرار الأمريكيين لتنفيذ الشريعة الإسلامية في أمريكا، فضلا عن أنه لديه تاريخ طويل من التعاون مع شخصيات شهيرة، من بينهم جهاديون وأعضاء بالكونجرس الأمريكي ديمقراطيون وجمهوريون، ولكن المثير للقلق هو زياراته المتعددة للبيت الأبيض خلال ولاية "كلينتون".
الأسطواني يجلس أمام يوسف القرضاوي خلال جلسة بمسجد دار الهجرة بأمريكا
ولفت التقرير إلى أحد الصور التي يظهر بها "الأسطواني" خلال اجتماع له مع يوسف القرضاوي رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين"، ويظر بالصورة مدى الاحترام الذي يبديه رجل التنظيم الدولي بأمريكا للزعيم الروحي للجماعة، خلال جلوسه على الأرض أمامه في جلسة داخل مسجد "دار الهجرة"، الذي كان يديره في ذلك الوقت قبل منع القرضاوي من دخول أمريكا.
وخلال إحدى زيارات الأسطواني للبيت الأبيض كانت "هما عابدين"، إحدى المنتميات لجماعة الإخوان المسلمين، والتي عملت مع "هيلاري كلينتون" لمدة أربع سنوات، بينما كان شقيقها زميل في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية الذي كان "القرضاوي" ضمن مجلس إدارته.
ولفتت الوكالة إلى أنه خلال البحث عن اسم "الأسطواني" على شبكة الإنترنت، لم يجدوا أي معلومات متاحة حتى عندما وجدوا اسمه على موقع (Ikhwanwiki).
محمد راتب النابلسي ينقل كلاما على لسان صديقه الأسطواني
وحول أهداف الأسطواني في واشنطن، قال "محمد راتب النابلسي" في تقرير له عام 2001: "لقد أخبرني صديقي الأسطواني أن هدف الجماعة هو نشر الإسلام في أوربا والولايات المتحدة وخاصة داخل الجيش الأمريكي، وخلال حرب الخليج، عينوا مشرفا إسلاميا لتوجيه 20 ألف ضابط وجندي أمريكي في واشنطن وتوجيههم للدين الإسلامي، لكن الأمور لا تسير بشكل جيد".
الأسطواني مع عبد الرحمن العمودي والسيناتور جيم موران
وبعد بحث قامت به الوكالة توصلوا إلى أن الأشخاص الذين أشار إليهم الأسطواني قد يكونوا: طه جابر العلواني، وهو شخصية عنيفة معادية للسامية أو عبد الرحمن العمودي - مؤسس القوات المسلحة المسلمة الأمريكية ومجلس شئون المحاربين القدامى -، وبالصدفة في إحدى الصور المسربة ظهر الأسطواني مع العمودي برفقة عضو الكونجرس الأمريكي "جيم موران"، الذي ما زال في منصبه حتى الآن.
الأسطواني مع زعيم المعارضة معاذ الخطيب
وتابعت الوكالة: إن صلة الأسطواني وصلت إلى عمق المعارضة السورية، من خلال عمله في مجلس إدارة فرقة عمل الطوارئ السورية، وكان يحظى بتمويل مباشر من وزارة الخارجية الأمريكية، وهو الذي أمر بتعيين الشيخ "معاذ الخطيب" لقيادة الثوار.
الأسطواني مع النائبين الأمريكيين توم ديفيس وموران
ووفقا لما نقلته الجزيرة القطرية عنه في عام 2004، قال الأسطواني: إن مسجد "دار الهجرة" لعب دورا بارزا في تثقيف الأمريكان على أهمية المشاركة في الانتخابات لاختيار الأصلح والأقرب إلى القيم الإسلامية، وأكد أن دار الهجرة لديها علاقات جيدة بالكونجرس سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، لافتا إلى أن عددا من نواب الكونجرس زار مركز مسجد "دار الهجرة"، وكان المرشح الجمهوري "توم ديفيس" قد ألقى كلمة للمسلمين خلال حملته الانتخابية عقب صلاة الجمعة.
وقال الأسطواني: إن أهداف الإخوان في أمريكا هي أولا: ضمان حقوق العرب والمسلمين في أمريكا الشمالية لتمكينهم من عيش حياتهم وممارسة حقوقهم بموجب القانون الإسلامي، وفي الوقت نفسه يجب احترام المواطن الأمريكي.
ثانيا: أن يكون للمجتمع الإسلامي في أمريكا تأثير على المجتمع الأمريكي لتوفير حلول للقضايا الإسلامية في المجالات المختلفة مثل التعليم والاقتصاد ومحاربة الشذوذ الجنسي والمخدرات.
ثالثا: التأثير على قرارات الأجهزة السياسية بالولايات المتحدة فيما يخص مشاكل العالم الإسلامي.
رابعا: ضمان دخول الشخصيات والمؤسسات العربية والإسلامية في عملية صنع القرار الأمريكي في الكونجرس الأمريكي.
خامسًا: إنشاء "اللوبي المسلم" من خلال جماعات الضغط التي من شأنها أن يكون لها تأثير على الانتخابات الرئاسية وتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية.
الأسطواني مع رئيس الكونجرس الأمريكي السابق
ووفقا للصور المسربة والوثائق قالت الوكالة: إن نفوذ "الأسطواني" وصل إلى رئيس الكونجرس الأمريكي آنذاك "دينيس هاسترت"، وكذلك خليفته "جون بوينر" لافتة إلى أنه لقي تعاطفا شديدا من قبل عدد من النواب مثل "ماركو روبيو" والنائب "مايك روجرز" وواسع النفوذ "جون ماكين".
صورة للرسائل الإليكترونية المتبادلة بين الأسطواني وكلينتون
وفي إحدى الرسائل الإليكترونية التي تبادلت بين "الأسطواني وكلينتون" في 9 مارس 2000، اقترح الأول على الرئيس الأمريكي ثلاثة اقتراحات. الأول: الجمع بين المناسبات الدينية الثلاث في البيت الأبيض في ديسمبر. والثاني: زيارة كلينتون إلى مسجد دار الهجرة. والاقتراح الثالث: هو لقاء وجها لوجه بين الأسطواني وكلينتون.
ووفقا لبريد إليكتروني آخر، رفض "كلينتون" اللقاء الثنائي، واعتبر أن زيارة مسجد دار الهجرة فكرة سيئة في الوقت الراهن؛ نظرا لأن المسجد كان يضم شخصيات جهادية.
من هو بسام الأسطواني
ولد الأسطواني في
العاصمة السورية "دمشق" ويقطن في "واشنطن" منذ نحو ثلاثين
عاما ويحمل الجنسية الأمريكية، ويحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق والشريعة من
جامعة القاهرة ساهم أيضا في تأسيس وإدارة عدد من المراكز الإسلامية والمدارس
والجمعيات في أوربا وأمريكا ومن أهمها:
مركز دار الهجرة
الإسلامي في شمال ولاية فرجينيا بواشنطن العاصمة، والذي أصبح من أكبر وأهم وأنشط
المراكز الإسلامية في أمريكا، وقد تأسس هذا المركز عام 1983 وتم افتتاحه عام 1991
ويضم مسجدا يتسع لألفي مصل ومدرسة تضم أكثر من 700 طالب وطالبة إضافة إلى مدرسة
كاملة خارج المركز من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، ويضم أيضا مكتبة وناديا
للشباب وصالة للمحاضرات ويرأس الأستاذ الأسطواني حاليًا مجلس أمناء المركز ويشرف
على إدارته وأنشطته المتنوعة.
جمعية الحوار بين
الأديان في واشنطن من عام 1992 وشغل فيها عضوية مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية
عدة مرات، عضو رابطة علماء الشريعة في أمريكا وكندا، وجمعية علماء الاجتماع
الأمريكيين المسلمين، واستشاري في الوقف الإسلامي الأمريكي، واستشاري في مجلس
العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وعضو في جمعية رجال الأعمال العرب
الأمريكيين، وعضو مجلس إدارة جمعية رعاية الشباب في مقاطعة فيرفاكس في شمال
فيرجينيا.