رئيس التحرير
عصام كامل

جمال والعيد الذهبي وكأس الإنتاج


بحضور في القلب اسمه ورسمه أضاف لمصر ما تستحقه كوطن غال ومتفرد بين الأوطان.. فصارت مصر بذاتها وقائدها بوصلة الأمل والرجاء لكل أحرار العالم.. ولبت مصر عبد الناصر نداء الواجب ليشكل بحركته الثورية ووعيه المتدفق بداية انطلاق نحو الحرية.. فعبد الناصر الفارس المغوار الذي به تبدأ حركات المد الثورى ومد يد المساندة للجميع.. أبحر ضد التيار الطاغى الذي شكله الاستعمار البغيض بكافة صوره وأشكاله ومن هنا نستطيع أن نقرأ التاريخ الذي هو امتداد لثورة يوليو.


نقطة ومن أول السطر.. ذلك أن عبد الناصر على امتداد سنوات عمره وتشكل وعيه لم يكن لديه ما ينازعه عشق الوطن أو الانتماء إليه، ومنذ وقت مبكر جدا كان الصدق الصادق همزة الوصل التي لم تنقطع بينه وبين الجماهير وفى القلب منهم العمال والفلاحون وجموع الفقراء والمهمشين وكان يقينه أنهم ملح الأرض الذين يشكلون بعطائهم وتماسكهم حاضر مصر ومستقبلها وأن احتياجاتهم البوصلة التي حددت توجهاته وحددت خطة عمله ومستهدفاته وكان مدركا أن هذه القوى التي تمثل قوى الشعب العاملة هي القوى صاحبة المصلحة في الثورة.. وهى القوى التي تمتلك طاقة العمل الثورى والقادرة دائما على دفع الحياة لتغدو أكثر تحققا بما يرسخ العدل والمساواة بين أبناء الشعب وكان عبد الناصر مدركا أنه من عناه توفيق الحكيم في روايته الأشهر "عودة الروح" وهكذا تحددت الأقدار التي التزم بها التزاما بثبات وعبقرية صاغت زعامته وحققت لها الذيوع والانتشار بربوع العالم أجمع.

ورغم التأثير الذي لا ينافسه أحد كان عبد الناصر دائما يصارح الجماهير بالحقيقة الكاملة يعايشها معه ويعيشا هما الاثنان على موجة واحدة ويرسخان الإنجاز الواجب.

فمنذ الأيام الأولى للثورة وفى بداية عام 1953 تحدث إلى الجماهير قائلا: "نحن لا نعطى وعودا لأننا لا نخدعكم واليوم لا يمكن رفع المستوى بأى حال من الأحوال فلأجل أن نرفع مستوى العمال يجب أن نعطيهم نقودا ومن أجل هذا يجب أن نزيد الإنتاج عن طريق إقامة المصانع وأى كلام آخر سوى هذا إنما هو خداع لكم والطريق الوحيد الذي نستطيع به رفع مستوى العامل هو البناء والعمل".

وتظل مقولة عبد الناصر الزعيم الخالد والمعلم الملهم هي الشفرة الحقيقية التي بها تتحقق الحياة الحرة الكريمة بكل معانيها.

ومن هنا سار عبد الناصر على هذا النهج الصائب والحميد يخوض المعارك وينتصر دائما لإرادة الشعب أو يواجه التحديات والصعاب بصدر مفتوح وقلب شجاع وعزيمة من فولاذ بشعب تفرد بين شعوب العالم بأنه حقا وصدقا خير أجناد الأرض في كل المجالات سلما أو حربا.

وفى إطار ذلك كله كان الشغل الشاغل لعبد الناصر أن تأتي الاحتفالات القومية والوطنية والنضالية لعيد العمال في موقعها لتحدث أثرها وتأثيرها وجاءت مشاركته وحضوره الاحتفال بعيد العمال في الأول من مايو عام 1964.

واليوم ونحن نحتفل بهذا العيد الذي يأتي ومصر الثورة قد أعادت للحياة نهجها وحررتها من تتار العصر ومغوله وأقصت الإرهاب والتكفيريين عن مسار الوطن العظيم نذكر بالحب والامتنان زعيم مصر البطل جمال عبد الناصر فنحن نحتفل بالعيد الذهبي لعيد العمال بقيم ومبادئ الثورة التي صاغها الشعب والمعلم معا.. وها نحن الآن نعيش في ظل تلك الأجواء ونحن نخوض معركة الرئاسة لتنعم برئيس من طراز جمال عبد الناصر أعز الرجال وأعظم الرجال فإن فضل الله علينا عظيما.

ويظل دائما واجبا علينا أن نعيد لهذا الاحتفال العظيم دلالته ومعانيه وأن نعيد إلى الممارسة المنافسة المشروعة والبناءة بين كل قوى العمل بأن يكون هناك كأس للإنتاج يمنح للأفضل والأجود والأكثر قدرة على تحقيق الأهداف والتميز في أدائها بوسائل وآليات العمل.. إن تلك قيمة غالية علينا أن نعض عليها بالنواجذ.

ويظل الحديث عن جمال والعيد الذهبي وكأس الإنتاج متواصلا معا بإذن الله إلى ما نرجوه ونتمناه.. وعلى الله قصد السبيل.

الجريدة الرسمية