رئيس التحرير
عصام كامل

تصاعد العنف في أوديسا ومساع دبلوماسية لاحتواء الأزمة.. كييف تتهم موسكو بتنفيذ خطة لتدمير أوكرانيا.. ميركل تدعو لإطلاق حوار وطني ونزع فتيل الأزمة.. ووزير الخارجية الألمانى يدعو لعقد "جنيف 2"


يستمر العنف وتتسع رقعته في أوكرانيا بعد حريق في أوديسا أودى بحياة العشرات، فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة، حيث دعت المستشارة الألمانية إلى حوار وطني بين أطراف النزاع.

اتسعت رقعة التوتر في أوكرانيا لتمتد جنوبًا حيث هاجم الآلاف من مناصري روسيا مقر الشرطة في أوديسا بعدما أدى حريق إلى مقتل عشرات منهم في أعمال عنف نسبت كييف مسئوليتها لموسكو متهمة إياها بالسعي إلى "تدمير" البلاد.

ونقلت فرانس برس عن مراسليها سماعهم دوي ثلاثة انفجارات قوية مساء أمس الأحد، لكن متحدثة باسم المتمردين قالت إن "المعارك انتهت".

وكان حريق في مبنى اتحاد نقابي في أوديسا، قد أدى يوم الجمعة الماضية إلى مقتل 42 شخصًا معظمهم من الناشطين الموالين لروسيا بعد معارك مع متظاهرين مؤيدين لكييف.

أوكرانيا تتهم روسيا
واتهم رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الذي حضر إلى أوديسا للمشاركة في الحداد على القتلى الـ 42، روسيا بتنفيذ خطة "لتدمير أوكرانيا ودولتها".

ومساء أمس الأحد احتشد الآلاف من أنصار وحدة أوكرانيا بوسط مدينة أوديسا في جنوب أوكرانيا، واعتمر بعضهم خوذات وتسلح بهراوات، ثم انطلقوا في مسيرة نحو المقر الإقليمي للشرطة حيث قابلهم رئيس المقر.

وخاطب قائد الشرطة المتظاهرين بواسطة مكبر للصوت قائلاً لهم "الجميع سواسية أمام القانون، ولهذا فأنا أعول على مساعدتكم ودعمكم".

وأضاف "أوكرانيا موحدة وأوديسا جزء من أوكرانيا"، وهي العبارة التي قابلها المتظاهرون بالتصفيق والهتاف، بعدها توجه المتظاهرون بهدوء إلى مبنى "دار النقابات" الذي احترق الجمعة ورفعوا فوق ساريته مجددًا العلم الأوكراني الذي كان موالون لروسيا أنزلوه السبت وأحرقوه.

ميركل تدعو لإطلاق حوار وطني
وفي بادرة دبلوماسية، أعلن الكرملين أن رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوربا ديدييه بورخالتر سيزور موسكو بعد غدٍ الأربعاء لمحاولة "نزع فتيل التوتر في أوكرانيا" وذلك بعد الإفراج أول أمس السبت عن مراقبي المنظمة الذين احتجزهم انفصاليون موالون لروسيا لمدة ثمانية أيام.

وجاء الإعلان عن زيارة بورخالتر إثر اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أعلنت أن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوربا ستناقشان سبل إطلاق حوار وطني في أوكرانيا، وقال الكرملين في بيان أمس الأحد إن "بوتين وميركل شددا على أهمية القيام بتحرك دولي فعال وخصوصاً من جانب منظمة الأمن والتعاون في أوربا، من أجل خفض التوتر في أوكرانيا".

وفي سياق متصل أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أولازولا فون ديرلاين عزمها مراجعة مشاركة المراقبين الألمان في مهمة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوربا، إذ قالت في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف" مساء أمس الأحد" سيتعين علينا تحليل هذا الموقف بالتحديد مجددا".

وأضافت "يتعين علينا أن نطرح على وجه الخصوص تساؤلاً حول كيفية حث الدولة المضيفة بصورة أقوى على تطبيق الضمانات الأمنية".

من جهة أخرى دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الأحد إلى عقد مؤتمر جنيف ثان لبحث الوضع في أوكرانيا.

وكان ممثلون عن أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي توصلوا في جنيف في منتصف أبريل إلى اتفاق يهدف إلى خفض التوتر في أوكرانيا وإعادة الاستقرار السياسي إليها، إلا أن هذا الاتفاق بقي حبرًا على ورق واستمر التصعيد على الأرض.

ع.ج / ع.ج.م (آ ف ب، د ب آ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية