رئيس التحرير
عصام كامل

"كارل ماركس".. ما بين رسول للفقراء وسفير للشيطان


هو فيلسوف ألماني، واقتصادي، وعالم اجتماع، ومؤرخ، وصحفي واشتراكي ثوري، لعبت أفكاره دورا هاما في تأسيس علم الاجتماع وفي تطوير الحركات الاشتراكية، حتى أنه اعتبر أحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ، لكن نظرياته كانت سببا في خلاف سياسي اقتصادي قسم العالم إلى جزأين تبادل العداء طوال أكثر من مائة عام.


إنه كارل ماركس، الذي ولد في عائلة غنية من الطبقة الوسطى في مدينة ترير براينلاند البروسية، درس في جامعة بون وبرلين، وأصبح مهتمًا بالأفكار الفلسفية للهيجليين الشباب، ارتبط بجيني فون ويستفالين عام 1836م، وتزوجها عام 1843م بعد دراسته، ثم كتب لصحيفة راديكالية في كولونيا، وبدأ في تطوير نظريته في المادية الجدلية، وتطورت ماركس الذي درس القانون والفلسفة في شبابه، واسس إحدى أهم النظريات السياسية والاقتصادي في العصر الحديث، والتي جعلته عضوًا رئيسًا في قائمة أهم الأشخاص تأثيرًا في العالم على مدى التاريخ.

" الدين أفيونة الشعوب "، كلمات أثبتت إلحاد ماركس، رغم أن والديه كانا يدينان باليهودية، فكان لا يعتقد بوجود آله، وكان لسطوة الكنسية في أوربا في ذلك الوقت أثرها السيئ على نفسه، وهو ما جعله يردد عبارته.

وجه ماركس انتقادات لأذعه " للرأسمالية"، من خلال كتابه الاشهر " رأس المال"، كما كان من مشجعي " الاشتراكية العلمية، كما كان شديد الرفض لما يسمي الملكية الخاصة، واعتبر أن الإنسان هو أثمن رأسمال في الوجود، وهاجم بضراوة سيطرة المال على الاقتصاد واعتبر أن العمل هو أهم مكونات العملية الإنتاجية، وأن العمال يعانون ويتم استغلالهم لصالح رأس المال، ويحصل العامل على الفتات من ناتج الإنتاج، بينما في الواقع أنه أهم أسس هذه العملية، مطلقًا عبارته الشهيرة: " يا عمال العالم اتحدوا".

"النظام الرأسمالي يحمل في داخله مكونات تدميره"، كانت هذه الكلمات التي تنبأ بها ماركس، بثورة العمال، على النظام الاستبدادي، وأثبتت الأيام عدم صحتها، مما يمثل هذا الأمر أحد أكبر المأخذ على نظريته.


شخصية ماركس آثارت الكثير من الجدل، فالبعض اعتبره " رسول الفقراء"، لدفاعه الطويل عن العمال المطحونين، في حين رآه اخرين شيطانا، توراي خلف شعارات العدل والمساواة، ليصنع حرب، تراق فيها الدماء.

و اليوم هو الخامس من مايو، ذكري ميلاد، الفيلسوف والمفكر الذي حير العالم، ومازالت نظرياته تدرس، ومسار جدل الكثير من المفكرين والعلماء.
الجريدة الرسمية