رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "فيتو" ترصد ردود فعل مرضى السرطان على زيارة وزير الصحة: مش هتتأثر لو أخدنا جلساتنا العلاجيية.. اسمع الآهات ولا تفكر في التصفيق.. أنت طبيب وتعلم مأساتنا.. والكفن مافيهوش جيوب


رسالة موجهة لوزير الصحة والسكان الدكتور عادل العدوي، من مواطنين أوهنهم المرض، وأفواه أسكتتها "الآهات" عن إبداء آراء سياسية، أو المطالبة بأي حق مسلوب، فلا تسمع من ألسنتهم الجافة إلا "ذكر الله والدعاء بأن يفتح الباب لأخذ جرعة الإشعاع، فقد يكون خطوة في طريق تخفيف ألم غير محتمل، المتهم فيه يدعى بالسرطان الخبيث".


المكان: مركز الدكتور شريف عمر، لعلاج السرطان وأورام سرطان الكبد بمركز فاقوس، ذلك الصرح العلمي المبني بالجهود الذاتية لتوفير الفحص والتحاليل والعلاج لمرضى السرطان من مختلف محافظات الجمهورية، لتشعر بالفخر بمجرد وقوفك على بابه، والتعامل مع أطبائه وطاقم الخدمات الصحية، وأغلب العاملين فيه.

الزمان: السبت 3 مايو، تحديدا يوم الإعلان عن افتتاح الجزء الجديد بمركز علاج الأورام السرطانية، لعلاج سرطان الكبد، بحضور وزراء الصحة والتضامن ومحافظ الشرقية وممثلوا مؤسسة مصر الخير.

مقدمو الشكوى: مرضى السرطان الذين قدموا للمستشفى من مختلف المحافظات، حسب الموعد ليحصلوا على جلسات الإشعاع، إلا أنهم فوجئوا بأن المعمل مغلق لحين الانتهاء من زيارة الوزراء لافتتاح الجزء الجديد في المستشفي.

سبب الشكوى: اضطر المرضى للجلوس ساعات طويلة في درجة حرارة تجاوزت الأربعين، تحت تكعيبة الزهور الملونة، إلا أن اصفرار الوجه، ونحيب الألم، وترقب الأعين للحظة يفتح فيها الباب الموصد، والتمتمات، والدموع المحتبسة في العيون تمرر الحلق، استوقفتني.

نص الشكوى: معالي وزير الصحة، حضرنا إلى هنا لتلقي العلاج ويعلم الله كم يعانى أغلبنا في سبيل الحصول على هذا الموعد والالتزام به، كل ما نرجوه أن تتذكروا أن زيارتكم وافتتاح الملحق الجديد هو في الأساس من أجل خدمة مريض السرطان، فماذا كان سيحدث لو أننا حصلنا على جرعاتنا العلاجية، بدلا من الانتظار "كالكلاب" – حسب وصفهم - وهل تلقى جرعة العلاج الخاصة بنا بها عدم احترام لحضوركم الكريم.

يا وزير الصحة والسكان، أنت طبيب وتعي جيدا أن الحفاظ على الحالة النفسية المرتفعة لمريض السرطان وضعف المناعة، أحد شروط التصدي لهذا المرض الشرس، فماذا تتوقع بعد الجلوس لساعات "كالشحاتين" ننتظر من يحنو علينا بكلمة، وفي النهاية نفاجأ بباب الخروج يفتح، لتعلن الإدارة عن تأجيل موعد الجلسات ليضطر أغلبنا للمبيت في الشارع فلا يوجد لهم أقارب بفاقوس.

رجاء من الحاج "عبده " البالغ من العمر 73 عاما، لو مت وأنا أنتظر جلسة العلاج فأخبروا المسئولين عني أن الكفن يفتقر للجيوب، وأن جلبابي وعمامتي مع صبري وتحملي، عند الله أفضل من بذلة مسئول أغمض عينه عن المحتاجين وصم أذنيه عن الآهات ولم يسمع إلا التصفيق، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
الجريدة الرسمية