"زكى جُمعة".. واحد مننا!
هل يؤمن "حمدين صباحى" بالديمقراطية؟ أرجوك استنى عليا قبل ما تقول آه، لو كان الباشا يؤمن بالديمقراطية لقام بالتسليم فورًا كأى مُرشح مُحترم لرأى الأغلبية عندما استبعده "الناس ـ الشعب ـ أعضاء الجمعية العمومية للوطن ـ المحكومون الذين يحق لهم اختيار حاكمهم ـ الناخبون" في انتخابات الرئاسة 2012، واختاروا "شفيق" و"مُرسى" للإعادة، بعد حصولهما على أعلى الأصوات.
وقتها أعلن المُناضل إياه كفره بالديمقراطية على طريقة فيها لأخفيها، ونزل الميدان هو والكافر التانى "كافر ديمُقراطيًا مش دينيًا" "عبد المنعم أبو الفتوح" ومعهما "البرادعى"، و"خالد على" بالعشر أصوات بتوعه، علشان يتظاهروا ويطالبوا بمجلس رئاسى مدنى، وبلغ به الشطط حد مُطالبته لـ"مُرسى" بالانسحاب لصالحه، علشان يستكمل هو الدوري ـ قصدى الانتخابات ـ ضد "شفيق".
وكأن المُرشح الذي فشل في الصعود للدوري المُمتاز، قادر أصلًا على إنه يلعب في كأس العالم.. فماذا تنتظر من واحد لا يؤمن بالديمقراطية، أو يعتقد أن الديمقراطية الحقة هي أن يكون رئيسًا، وما دون ذلك فهو لازم يلوى بوزه، ويقول مش لاعب!
ولو كان "حمدين" مُهتمًا بالثورة، وبوصول الثورة للحُكم "ثورة يناير وقتها" كما يمضغ دائمًا في هذه اللبانة، لقام بالتنسيق مع "أبو الفتوح" لينسحب واحد منهما من الانتخابات الماضية لصالح الآخر، ولو فعلها أحدهما، لكانت فُرص الثانى هي الأوفر في الفوز بالفعل بالمقعد الكبير، لكن كُل واحد منهما آثر مصلحته الشخصية، وأخونا "حمدين" اللى هو واحد مننا، استموت على الكُرسى، وقال مُستحيل أتنازل، زى ما عمل "أبو الفتوح" يعنى مصلحة أي واحد منهما عنده أهم من وصول الثورة للكُرسى، الكُرسى حلو مفيش كلام، وأحلى من فكرة وصول الثورة للحُكم كما استمر "حمدين" في صداعه لنا حتى الآن، بعد انسحاب "أبو الفتوح" واكتفائه بدور سياسي السلالم، اللى لا تحت انتخبوها ولا اللى فوق سمعوها!
أرجوك خليك فاكر إن "حمدين صباحى" والحزب بتاعه تحالف مع الإخوان في انتخابات مجلس الشعب 2011، وهذا دليل على شيء من اتنين، إما إنه يعرف تاريخيًا وسياسيًا إنها جماعة فاشية خائنة، وتحالف معها على الرغم من ذلك، ليستغل إمكانياتها ويحصُل على كام كُرسى في البرلمان لحزبه، وإما إنه يجهل التاريخ والسياسة، وكان فاكرهم مُحترمين، وهكذا لا يصلح لحُكم قرية مش لحُكم دولة!
والسؤال المُحيِّر: لماذا لا يكتفى "صباحى" بالحديث عن برامجه وتطلعاته وسيرته الذاتية وتاريخه إن وُجِد؟ وينشغل دائمًا بالهجوم على مُنافسه؟ ربما يكون ذلك قمة الفشل السياسي؛ لأن هذا المُنافس يمتلك قدرًا من الشعبية لا يمتلكه هو، وهجومه الغشيم الخالى حتى من بعض الخُبث أو النصاحة السياسية، يُضاعف من استهانة الناس بـ"حمدين" ذات نفسه، ومن احترامهم للآخر، خاصةً أن هذا الآخر لا يرُد على الهجوم مُطلقًا، ما يحوّله تلقائيًا من خانة كونه هجومًا أو جَر شَكَل، ليكون الوصف الأنسب له هو هُراء وتفاهات، تخرج من فَم مَن يدّعى أنه واحد مننا!
والحقيقة أنى بحثت كثيرًا عن تاريخ أخونا المُناضل، ولو كنت ـ أنا ـ أجهل مَن هو "حمدين صباحى"، ولا أعرف تاريخه على وجه اليقين، أو كان عنده إنجازات حقيقية لا أعرفها، أو أفكار صالحة للتنفيذ لا للجعجعة والكلام الفارغ، والتضامُن مع خونة وعُملاء أكلوا ثورة يناير في كروشهم، فليس هذا عيبًا عندى بقدر ما هو عيب عند "حمدين" نفسه؛ كونه غير قادر على شرح نفسه، وتعريف سيرته وتاريخه وحاضره وأفكاره ومستقبله للناس العادية اللى أنا منهم، وبالتالى فأين وكيف يبحث عن الشعبية، وتعويض الفارق الهائل بينه وبين "السيسي"؟!
"حمدين صباحى" عمل جورنال، وعمل حزب، لا كان ليهم وجود في البرلمان أو الحُكم أو على فَرشة عم "دوخة" بتاع الجرايد، على شمالك وإنت معدى من عند "أحمد" بتاع الفول، ولما سألته فين الجورنال بتاع "زكى جُمعة"، قال لى محدش بيشتريه، بس "أحمد" بتاع الفول بياخده باستمرار، علشان يلف فيه.. الفول؟ قال لى: لأ يا جدع، هايلِف الفول في الجورنال؟ بيلف الطعمية والساندوتشات طبعًا، طيب اللى مش عارف ينَجَّح الجورنال، مُمكن يبقى رئيس جمهورية وينجَّح البلد؟ قال لى: لأ.. بس لما يبقى رئيس جمهورية مُمكن ينجَّح الجورنال!
وبعدين هل يُمكن لـ"حمدىن" أن يصير رئيسًا لمصر، وهو لا يحترم قضاءها، ويُطالب بالإفراج عن مُذنبين حَكم عليهم القضاء بالفعل بأنهم مُخالفون للقوانين؟ وكيف يُمكن لـ"حمدىن" الآخر أن يكون رئيسًا لمصر برضو وهو يُحرض أتباعه على أن يهتفوا ضد الجيش والشُرطة؟!
والسؤال هُنا.. هو السؤال الشهير الذي طرحه الزعيم ـ زعيم بس مش مناضل ـ "عادل إمام" في مسرحيته الشهيرة "شاهد ما شافش حاجة": مين "زكى جُمعة" ده؟! وجدت نفسى أسأل نفس السؤال: مين "زكى جُمعة" ده؟ وإيه مؤهلاته أو تاريخه بالتحديد، حتى يكتسب صفة مُناضل الملتصقة فيه بلا داعٍ أو أدلة حقيقية لمُجرد إنه عايز كده، ولمُجرد إنه نشر لنفسه مرَّة صورة بالبدلة البيضاء وهو مترحل أثناء القبض عليه أو اعتقاله، لم أقتنع بإن كدة مُمكن يخليه مُناضل، هو مُمكن يكون معارض ماشى، زى مئات الآلاف من المُعارضين، سواء الصامتين أو المُتكلمين، لكن مُناضل دى واسعة شويتين تلاتة!
هل أهاجم "زكى جُمعة" ـ عفوًا "حمدين صباحى" ـ من أجل "السيسي" ؟ والله أبدًا، فالمُقارنة بينهما على أرض الواقع، وفى الشارع، وبين الناس العادية "بعيدًا عن النت والفيس وتويتر وعالم الخيال الافتراضى والنُشطاء والحقوقيين" لا يُمكن أن تُعقَل، وشوفوا التوكيلات، والحمد لله فأنا أهاجم "زكى جُمعة" من أيام انتخابات 2012، لم يكُن وقتها أربعتاشر نفر في مصر يعرفوا "السيسي" أصلًا، قبل أن ينضم الرجُل للإرادة الشعبية، وتتم إعادة "مُرسى" لمكانه الطبيعى، ليحصُل "زكى جُمعة" على فُرصة تاريخية جديدة يعشقها من أجل خوض انتخابات الرئاسة تانى، وشكله المرَّة متعلِّمشى من التجربة السابقة وناوى يطلع التالت برضو زى المرَّة اللى فاتت!