الحد الأدنى
لماذا نتحدث عن الحد الأدنى؟ أليس من حق المصريين المطالبة بالحق فى العيش؟ يتبادر الآن سؤال حول ما إن كان هناك فرق بينهما وأؤكد قطعًا هناك فرق، فالأول حياة الكفاف والثانى حياة كريمة لكل فرد باعتباره إنساناً كرمه الله.
صحيح أن هناك ما يتجاوز 40 % من المصريين يأملون فى الحد الأدنى وخاصة بعدما أقره مجلس الشورى مؤخرًا وفقًا لبعض مشروعات القوانين ليكون 1200 جنيه، ولكن أين حقوق العمالة غير المنتظمة، وأين حقوق الباعة الجائلين وأين حقوق العمال الذين يعملون بدون عقود أو أدنى شيء يحفظ كرامتهم وكل ذلك - بعلم الحكومة- .
إذا كان هناك ترحيب بوضع الحد الأدنى، الذى سبقه ارتفاع فى الأسعار، بالنسبة للعامل الذى لا يتجاوز أجره 300 جنيه ليصبح 1200، فمن يعول هؤلاء الذين يعيشون بلا دخل، وهل نتحدث معهم أيضًا عن الحد الأدنى، إذا كانت الحكومة ستنجح فى توفير الحد الأدنى للعاملين بالقطاع العام والخاص، فما هو الحد، وماذا سنسميه، الذى سيعيش فيه هؤلاء، وهل قامت الثورة لنوفر للشعب الحد الأدنى، وهل سنأتى يوماً لنطالب بالحياة الكريمة بعد تخطى الحد الأدنى أم أننا سنظل دائما "أدني"؟
حالة التردى التى نعيشها الآن، من غياب لفرص العمل، والاستثمارات، والتراجع الاقتصادى ..إلخ، رسخت فى أذهان الناس فقط المطالبة بما يكفيها العيش فقط، وليس العيش الكريم، ماتت عندنا الأحلام فى حياة آدمية فبتنا نطالب بحياة الكفاف .
وبعد كل هذا ماذا ننتظر من شعب يحلم فقط بحياة "أدني"؟، هل هو الحوار والتفاهم الذى صدع رؤوسنا، أم هل ننتظر الرقى فى التعامل ؟ أم تنتهى حالات العنف والبلطجة وقطع الطرق وتعطيل المصالح؟
لن تنتظروا من شعب غاب عنه حلم الحياة الكريمة غير التخلف والجهل والفقر والمرض، وهنا سيكون الحل "ثورة الحرافيش" التى إن خرجت فلن يستطيع أحد أن يكبت جماحها، سواء كانت جبهة إنقاذ أو جبهة ضمير أو أيًا من تلك المسميات التى لا نرى منها غير البيانات والظهور الإعلامى وتهتم فقط بتجميل صورتها، هذه الثورة التى يحذر منها الكثيرون الآن لن يطول انتظارها كثيرًا، فى ظل تواصل سياسات النظام "الفاشلة" فى التعامل مع حالة الاحتقان الشعبى التى تجتاح البلاد.