رئيس التحرير
عصام كامل

تربية خدم !


لما الخدّامة تربي أولادك وبناتك، لا تقل هم أولادي وبناتي.. في شهادات الميلاد فقط ينتمون إليك، يحملون اسمك واسم اﻷم.. لما أكبر تجار 25 يناير، علاء الأسواني، يربي لك ابنك، وينفرد به، وعليه، ويخرج من تحت يديه شاذا، لا تقل هو ابني.. على الورق فقط.



لما مدارس قباء والتقوي والمصائر والمشائر، والفطائر والعمائر والرحمة والمغفرة واﻵخرة ومعاذ وأبو معاذ، هي التي تولت عنا طوعا وبفلوسنا، تربية أولادنا، لا تلم الأولاد الذين خرجوا دفاعا عمن ركب عقولهم، ودس فيها الشذوذ الديني، والهوس بأنصاف آلهة من طراز بديع ومرسي والشاطر والقردغان ! 

يمكن القول بسهولة، وببساطة إن هؤلاء الطلبة والتلاميذ الذين يخربون العام الدراسي، ويلقون المولوتوف، ويدسون القنابل في مدرجات الجامعات، من عين شمس إلى المنصورة، ومن القاهرة إلى المنيا، ليسوا تربية الوطن.. هم تربية الخدم، خدم الأتراك والأمريكان وقطر، هم تربية طارق الزمر وعاصم عبد الماجد والشاطر وإسماعيل هنية.. تتساءلون اليوم لمن ولاؤهم؟ ولاؤهم لمن زرع فيهم عقولا غير عقولهم، لمن ربي ولقن وصبر على الزرع حتى حصد أحسن الحصاد بالنسبة له طبعا. 

ولاؤهم لمن جعل النشيد الإخواني فوق النشيد الوطني، بل ألغاه ونبذه، وأسقط مفهوم الوطن، لمن جعل الهتاف لوهم الخلافة مقدما على الهتاف للعلم المصري، الذي أحرقوه وداسوا عليه، واستبدلوه بعلم تنظيم القاعدة ! عمر هؤلاء الطلاب، وما بعدهم في السن، هو بالضبط، عمر سنوات حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.. ثلاثون عاما فتحوا فيها المدارس والجامعات والمساجد المتخصصة، في تدريس الفكر الإرهابي على أنه صحيح الإسلام بينما بقية المصريين أهل جاهلية.. 

جرت فصول الجريمة، تحت بصر وزراء وحكومات ونظام الرئيس مبارك، كلنا يعلم أن العلاقات بين الإخوان والرئيس الأسبق ظلت "لطيفة "حتى بدايات عام 2001، لكن السنوات قبلها كانت فيها "صهينة" وغض طرف، واستمالات وصفقات انتخابية، وظهور برلماني، والمركب ماشي، لكن الإخوان كانوا يؤسسون لمبدأ التمكين، وأول ما تمكنوا منه كان عقول وأفئدة التلاميذ. 

من أجل هذا، يمكن القول مرارا وتكرارا إن عصر الرئيس الأسبق مبارك هو العصر الذهبي للإخوان، الوجه الظاهر المبتسم بديلا عن قتامة وكلاحة كل التيارات الإرهابية التي حملت أسماء دلع مثل الفضيلة والحضارة والبناء والعدالة.. وكلها كلها زوائد وفروع من تنظيم القاعدة.. ليست المشكلة، مع ذلك، في سذاجة وفداحة ما جري، لكن المصيبة في الثورجية وكبيرهم المذكور أعلاه ! جنود القاعدة وواشنطن.. ميكس.. من غير دونت !

 

الجريدة الرسمية