رئيس التحرير
عصام كامل

أهل النوبة.. وعنصرية المجتمع!


أثار ما كتبته بعنوان "أهل النوبة.. واللبن المسكوب" الكثير من ردود الأفعال من أصدقاء وأيضًا من القراء الذين أعجبوا بالمقال ولكن لفت نظري تعليق من الفنانة التشكيلية هبة فكري؛ الذي طرح أمرًا مزعجًا وهو أن المجتمع المصري يغلب عليه العصبية والعنصرية، وهو يخالف كل معتقداتنا ونردده. تقول الفنانة هبة فكري: أولا.. مهما تحدثنا عن العنصرية وتأصلها في الشعب المصري بجميع فصائله، وكذلك درجاته الاجتماعية فهي صفة أصيلة لا نستطيع تجاهلها وهي سبب بلاء المجتمع اقتصاديا باعتبار كل فئة تدافع عن حقوقها التي اكتسبتها وترفض أن تتخلى عن جزء منها مقابل باقي أفراد المجتمع، وهذا يرجع لتلك العنصرية هذا..


ثانيا.. الحديث عن حقوق النوبيين والظلم الذي تعرضوا له لا نزايد على أحد ولا نتجاوز إذا قلنا إنه ظلم متوارث بـ"جيل بعد جيل" ولن تضيع قضيتهم بمرور الزمن لأنهم لم يأخذوا حقهم إلى الآن، وجميع الحكومات تتجاهل مطالبهم وهذا في رأيي يجعل الأمر كالقنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في وجه الجميع. سيدي نحن نأمل تأصيل الانتماء للأرض المصرية خاصة في مناطق التوتر ومحل الأطماع مثل النوبة وحلايب وشلاتين وسيناء، ومن ثم لا بد أن يشعر قاطنو هذه المناطق بأنهم مواطنون مصريون تضع الدولة في أولوياتها إعطاءهم حقوقهم.. حتى لا يأتي يوم نندم فيه جميعا...!!

أما المحامية والفنانة التشكيلية أماني فريد فتقول: أنا متفقة معك، التعصب والإحساس بالظلم موجود رغم إنكار أصحابهـ ودفين في نفوس أهل النوبة، ولكن أنا ذُهلت من رأي السيدة النوبية التي ذكرتها التي ترفض الزواج إلا من نوبي..! والواقع أن النخبة يقع عليها كل اللوم مع الأسف، كلمة النخبة بشكل عام هي وهم ساعد في ترسيخه العامة والإعلام، وأتمنى أن يتم إلقاء الضوء على اللغة النوبية بصفة خاصة ويتم تدريسها في المدارس؛ لأنها لغة بمعنى الكلمة وليست مجرد لهجة مصرية.

الحقيقة أن غياب الدولة من جانب وفساد النخب من جانب آخر يعمق المشاكل المجتمعية بشكل عام ومثل هذه المشاكل بشكل خاص، فمثلا لا أتصور أن أحد الشباب النوبي المحسوب على النخبة يقول في التليفزيون: إن 95% من الشعب المصري لا يعرف أن النوبيين مصريون!! العجيب أن المذيعة الأمورة لم ترد على هذا الجاهل؛ لأن المصريين كل المصريين يعرفون ويفخرون بأهل النوبة ويعرفون أن تاريخ مصر بدأ من النوبة، ولكن جهل من تحدث وفساد النخبة وغياب الدولة يعمق هذه المشاكل، والأسوأ هو أن تكون روح العصبية تسرى بين المصريين وهي الدولة التي يفخر أبناؤها بأنهم نسيج واحد بصرف النصر عن اللون والدين وأي شيء قد يباعد بين المصري والمصري!
الجريدة الرسمية