السلفية.. حرام !!
أَنْ تتبع أحدًا في قولٍ أو فعلٍ لمجرد أن تتبعه وفقًا لمفاهيمه هو، فذلك مجرَّمٌ بكل وضوح، في قوله تعالى: ( قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ)، وكذلك تقام الخصومة المطلقة بين كل متَّبِع ومُتَّبع في الآخرة (إذ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ)، فلا اتِّبَاعَ إلا للنبي صلى الله عليه وسلم (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ)، ومناطُ الدخول للإسلام إنما يكون من باب الشهادة أولًا، وهي تستلزم توافر الإرادة الحرة للشاهد وإمعان نظرة العقل المستقلة، فإن جاءت الشهادة نتيجة اتباعٍ لشهادة آخر أو بتأثيرٍ منه أو تلقين أو ضغط بطلت وردت عليه، وتحولت إلى ما يسميه القضاء شهادة سمعية عن الغير، فلا تقبل..
وعليه.. كانت الشهادة للرسول في الشهادتين لنفي تدخله في شهادة الشاهد بوحدانية الله؛ لأنه مشهود له فيها بالرسالة، وإنما كان الاتباع المذكور للنبي في قضية الإيمان التالية لا في مقام الشهادة الأولى الغيبية، وعندما ألحَ على عمه وهو يحتضر أن يشهد الشهادتين نزل قول الله تعالى: (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) لِتَعَلُّقَ الأمرِ بصحة الشهادة التي لا ينبغي أن تقع تحت أي ضغطٍ ودفعٍ أو اتِّبَاعٍ كان.
ومنهج أصحابنا السلفيين قائمٌ على الاتباعِ المطلق لأفراد السلفِ الأقدمين في فهمهم للكتاب والسنة، ويدَّعون أنهم هم الذين فهموا الإسلام كما ينبغى فهمه، مع أننا أعلمُ منهم بحضارات الأمم السابقة عليهم وعقائدها وأساطيرها التي رد القرآن عليها في غير موضع ولم يفهموها، وكذلك كانوا جاهلين بحقيقة الكون وكيفية بدء الخلق الذي تيسر لنا كثير من فهمه، وإلغاء عقل الشاهد وإلزامه بالاتباع ينال من مصداقية شهادته لزومًا، ولا إيمان بغير شهادة مقبولة، فمن ألغى عقله فلا إيمان له ولا عذر عنده.
فالعقل مناط التكليف، وهذا الموقف السلفى من العقل هو المسئول عن المصائب والدماء التي خَلَّفَها لنا منهج السمع والطاعة ومفهوم المبايعة لبشرٍ من دون الله، وعلى مشايخهم المُتَّبَعين والآمرين لهم أن ينتهوا قبل أن يَرِدُوا الآخرة، فإنّ عليهم إثم التابعين الطائعين المستغفلين، وما أراهم يستمعون فإن منهجهم عَقْدِىٌ جامد لا فِكْرِي مرن، هذا ما أراه، والسلام على من اتبع الهدى!