رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وقطر والغاز والتجول من أجل التسول


لم يحظ كتاب أحمد أبوالغيط (شهادتى)، بما يستحق من اهتمام، لأسباب ربما تتعلق بطبيعة الدور الذى أداه الرجل فى خدمة نظام المخلوع، رغم أنه حفل بمعلومات تؤكد ما كتبه صاحب هذه السطور فى مقال نشر على موقع النفيس الإلكترونى بعنوان (الغاز وتورا بورا).

يقول الرجل: فى النصف الثانى من عام 2010 وردت إلينا معلومات عن مشروع قطرى ضخم، من أجل بناء خط للغاز يربط قطر بتركيا عبر السعودية وينتهى فى نقطة لقاء (؟؟) مع خطوط الغاز القادمة من وسط آسيا وأذربيجان فى الأراضى التركية، وصولا إلى شرق وغرب أوروبا فى مسارات برية أو بحرية، وقدرنا أن هذه الفكرة سيكون لها تأثيراتها السلبية على وضعية مصر، الساعية لأن تكون ذات شأن فى مسائل الغاز، وأنابيبه والربط مع تركيا، ونتحرك مع السعودية، ونطرح عليها أن تربط موافقتها على الخط بأهمية المرور داخل الأراضى، أو المياه الإقليمية المصرية، ووافق الملك عبدالله فورا، وبقى الاقتراب من قطر وهو ما شجع مبارك على التوجه إلى قطر فى أكتوبر 2010 ليحصل على موافقة مبدئية من أمير قطر، وكنت أتابع على مدى عام 2011 عمليات تفجير خط الغاز العربى فى سيناء، وأشعر بالحزن والأسى لتأثير هذا الانفجار على توقف المشروع القطرى السعودى المصرى التركى، وأثق أن الخسارة كبيرة وستبقى لعقود.
لاحظ أن سمو أمير قطر قد تعطف على المخلوع بموافقة مبدئية ليست نهائية أى أن الأمر كان مراوغة لا أكثر ولا أقل.
لم يفسر لنا السيد أبوالغيط من الذى فجر خط الغاز الذى سماه بالعربى، وهو مشروع لصالح الأتراك والقطريين، فضلا عن إسرائيل وقد تأسس منذ البدء على استبعاد مصر من الصفقة، حيث كان ومازال مقررا أن تلتقى أنابيب الغاز عند حمص فى سوريا، ويا دار أعنى يا مصر ما دخلك غاز، بل جاء إليك كل شر.
لم يكن مشروع الغاز القطرى التركى مشروعا عربيا بل هو مشروع من مشاريع الشرق الأوسط الجديد، وهو أحد أهم أسباب استماتة الحلف القطرى التركى فى محاولة إسقاط النظام السورى.
ربما لهذه السبب ولغيره لعبت قطر دورها فى إسقاط نظام المخلوع، الذى مارس شتى صنوف الاستكانة فى مواجهة هؤلاء الصعاليك، ولم يفكر ولو للحظة واحدة أن يلوح فى وجوههم بأوراق القوة التى تمتلكها مصر.
يبقى السؤال الذى لم يجب عليه أبوالغيط بوضوح عن أولئك الذين تآمروا لإفقار مصر، وإبقاء قادتها فى حالة تجول من أجل التسول من يومها وحتى هذه اللحظة.
الجريدة الرسمية