رئيس التحرير
عصام كامل

سياسيون: لا تضارب بين تقرير أمريكا عن الإرهاب ووقف الكونجرس المساعدات المالية لمصر.. «نافعة»: يفرقون بين مكافحة الإرهاب والخلاف السياسي.. «الريدي»: تصريحات "باتريك ليهي" شخصية


بعد يوم واحد من إعلان لجنة المساعدات المالية بالكونجرس الأمريكي رفضها إرسال معونات مالية لمصر، وتصريحات السيناتور الأمريكي "باتريك ليهي"، رئيس اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، التي رفض فيها إرسال مساعدات للجيش المصري، حتى يلمس أدلة مقنعة على التزام الحكومة المصرية بسيادة القانون، خرج أمس التقرير السنوي للخارجية الأمريكية عن الإرهاب لعام 2013، والذي أقر بزيادة العمليات الإرهابية في مصر بعد إسقاط الإخوان.


أمريكا تشييد بتصدي مصر للإرهاب
وأشاد التقرير بدور قوات الأمن المصرية في التصدي بكل قوة لأعمال العنف خاصة في سيناء، حيث نجحت في الحد من عمليات تهريب السلاح وتدعيم أمن الحدود واحتواء الهجمات الإرهابية في سيناء، بالإضافة إلى جهود الجيش المصري في الحد من تهريب السلاح والمتفجرات بين غزة ومصر بإغلاق الأنفاق.

وأضاف التقرير أن هناك تنسيقا مستمرا بين وزارتي الدفاع المصرية والأمريكية، لتوفير الأجهزة الخاصة بتأمين الحدود مثل المجسات الأرضية وكاميرات المراقبة.

الموقف الأمريكي المتضارب
وما بين موقف عضو الكونجرس ومطالبته بوقف المساعدات المالية للجيش المصري، وتقرير وزارة الخارجة الأمريكية عن الإرهاب والإشادة بجهود الجيش في محاربة الإرهاب والتنسيق المستمر بين وزارتي الدفاع المصرية والأمريكية، يبدو الموقف الأمريكي متضاربا وغير واضح من الإدارة السياسية في مصر.

ورأى خبراء ومحللون سياسيون أن الموقف الأمريكي لا تضارب فيه وإنما هو فقط اختلاف في وجهات النظر بين الإدارت وأن الأمريكان يفرقون ما بين مكافحة الإرهاب من جهة وقمع الحريات من جهة أخرى.

الحرب على الإرهاب
وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه لا تضارب في المواقف الأمريكية لأن مصر تعاني من الإرهاب والدولة والجيش والمجتمع المصري يواجهون هذا الإرهاب، وبالتالي هناك حرب بين الدولة والإرهاب وهي قضية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية وتريد أن تساعد مصر في حربها تلك.

ولفت نافعة إلى أن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تتهم بتقاسعها عن محاربة الإرهاب في العالم، لأن الإرهاب الذي يضرب الدولة المصرية هو نفس الإرهاب الذي يضرب الولايات المتحدة في أماكن كثيرة من العالم.

انتهاكات حقوق الإنسان
من ناحية أخرى، قال "نافعة"، في تصريحاته لـ"فيتو"، إنه في الوقت ذاته هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مصر، وحالة استقطاب حادة بين القوى السياسية المتناحرة والولايات المتحدة تريد أن تبقى على مسافة واحدة مع هذه الأطراف، وربما تريد استخدام الصراع القائم في الداخل وتديره لتحقيق مصالحها دون أن تتأثر علاقاتها بكافة الأطراف.

وأوضح أستاذ العلوم السياسة أن هناك اختلافات حادة بين مصر الدولة وبين الإدارة الأمريكية في هذا الخصوص، وعلينا أن نفهم كيف يعمل النظام الأمريكي حتى تكون لدينا فكرة واضحة عن أسباب ودوافع التصريحات التي تصدر من وقت إلى آخر سواء من الإدارة الأمريكية أو من الكونجرس ويجب الا نتعامل مع الأمور بشكل عاطفي بلا فهم لطبيعة نظام الحكم الأمريكي، بحسب قوله.

وأضاف نافعة: "في هذا السياق يتعين أن نفهم الاختلافات القائمة بين الإدارة والكونجرس أو بين أنواع معينة من الأوساط داخل الإدارة الأمريكية نفسها فموقف وزارة الدفاع يختلف عن موقف وزارة الخارجية أو موقف مستشارة الأمن القومي أو الكونجرس وبحكم علاقاته الوثيقة بأوساط ذات التأثير على الرأي العام وفي الأوساط الصهيونية له مواقف مختلفة".

عودة المساعدات مرهونة بالسلام الإسرائيلي
من جانبه، أكد السفير عبد الرءوف الريدي، سفير مصر السابق، بواشنطن، لـ"فيتو"، أنه "لا تعارض بين الكونجرس وبين الإدارة الأمريكية ولكن ما حدث هو صدور تصريحات من بعض الشخصيات الأعضاء بالكونجرس الأمريكي بمطالبة وقف المساعدات المالية لمصر وهناك بالفعل أعضاء آخرون بالكونجرس عارضوا هذا المقترح ".

وقال الريدي: "الكونجرس يضم أكثر من 500 عضو وكل عضو من حقه أن يتحدث فيما يريد فعندما تحدث السناتور باتريك ليهي عن وقف المساعدات فهذا رأي وموقف شخصي، لو كان هذا موقف الكونجرس كان صدر قرار أو قانون أو تشريع لوقف المعونة وهذا القرار يتطلب الحصول على عدد أغلبية معينة، ولكن من شروط الكونجرس لحصول مصر على المساعدات أن يتعهد رئيس الجمهورية بتحقيق الديمقراطية، وأن مصر ملتزمة بالسلام مع إسرئيل".

الجريدة الرسمية