رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور والفيديو.."أمل" ضحية هولوكست أبيها ..تعرضت للتعذيب على يد والدها حتى فقدت الوعي..ترقد عاجزة عن الحركة بين الحياة والموت..أمها:"مش هيشفي غليلي غير إعدامه..وزوجته:رفعها للسقف ثم أسقطها





"زهرة في بستان الطفولة تحتاج لمياه الحب لترويها، تتمثل كل أحلامها البسيطة في عروس وشيكولاتة وحضن الأب يحميها.. فجأة استيقظت على غدر الزمان الذي حول أحلامها إلى آلام، وفرحتها لتعاسة، وابتسامتها إلى ذهول، جعلها أسيرة لفراش الموت، داخل غرفة عناية مركزة، رافضة الحياة، بعدما أصيب جسدها النحيل بكل أنواع التعذيب "بالكهرباء تارة والحرق تارة أخرى"، لم تكن تلك المرة بيد الإرهاب، أو داخل سجون التعذيب ولكن كان في "جوانتانامو" الأب، هكذا كان حال الطفلة "أمل" التي لم تبلغ من العمر 6 أعوام، لتقع ضحية انفصال الأبوين لتعيش على الأشواك مع زوجة الأب التي اتخذت من جسدها النحيل حقلًا لجميع أنواع التعذيب"..

التعذيب حتى فقدان الوعي
البداية كانت باستقبال مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة طفلة تدعى "أمل أحمد فاروق" 6 أعوام، مصابة بنزيف في المخ والبطن وكسور بالذراع اليمنى واليسرى، وكدمات وسحجات بجميع أنحاء الجسم بعد تعرضها للضرب المبرح والتعذيب.
وعند سؤال والدة الطفلة "بسمة عبد الجليل"، اتهمت الأب وزوجته "ناهد حمدى السيد"، اللذين يعيشان في قرية البجلات التابعة لمركز منية النصر، بتعذيب ابنتها والتسبب في إصابتها، وعلى الفور قام الدكتور وائل خفاجى، مدير المستشفى، والدكتور اليمانى فودة، مدير الاستقبال بالمستشفى، بإنقاذ الطفلة ووضعها داخل العناية المركزة وإبلاغ الأمن، ليتم إعداد كمين للأب، ويتم إلقاء القبض عليه ومعه زوجته لتقديمهما للمحاكمة.
ترفض الحياة
"فيتو" انتقلت إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى الطوارئ لرصد حالة الطفلة، فالوضع مأساوى، الأم تحتضن ابنتها وتبكى، تحاول إعادة الطفلة مجددًا للحياة، والممرضات يحاولن إشعارها بالحب والحنان، باستحضار العرائس واللعب مرة، والورود مرة أخرى، وعبر أغانى الأطفال أحيانًا، 
إلا أن الطفلة تظل مستسلمة لحالة الموت، وترفض النطق أو الحركة، تعيش "بين صفارات الحياة والموت"، بعدما أصابها الشلل ومياه على العين، وأحيانا توقف القلب ليتم إنعاشه بأجهزة التنفس الصناعى، تتلقى رعاية تامة ولكنها اختارت أن تعذب كل من حولها كما تعذبت، فلا هي "حية ولا هي ميتة".

ووسط بكاء الأم، قالت بسمة عبد الجليل لـ "فيتو": "مش هيشفى غليلى غير إنى أشوفهم متعذبين زى بنتى، وأشوفهم نايمين نومتها"، وتابعت: "انفصلت عن زوجى منذ 3 أعوام بعد حياة بيننا استمرت عامين فقط، نظرًا لسوء سلوكه، فكان دائمًا يعتدى عليّ بالضرب المبرح والتعذيب، ويشرب المخدرات وسيئ السمعة، من علاقات نسائية غير شريفة، ما جعلنى صممت على الطلاق".

وأضافت: رزقنى الله منه بـ "أمل"، وشروق 4 سنوات، فأخذتهما بعد الطلاق لتعيشا معى، وكان لا ينفق عليهما، فأخذتهما والدتى لتربيهما، وتكفلوا هم بمصاريف العلاج والإنفاق عليهما، ورغم ضيق الرزق مع والدتى إلا أنها لم تتركهم. وتابعت: منذ عامين جاء إلى منزل والدتى وقام بالاعتداء بالضرب على أمى، وركلها بالقدم والصفع على الوجه وأخذ "أمل" ومن وقتها رفض أن يجعلنى أراها ومنعها عنى.

واستكملت: لم أتمكن من وقتها من رؤية ابنتى أمل، سوى منذ 4 شهور قبل الحادث، واشتكت لى ابنتى من أبيها وزوجته، وقالت لى: "بابا بيضربنى ويعذبنى ويربطنى في السقف، وبعدها يرمينى على الأرض، أما طنط ناهد دائمًا تقرصنى ومخليانى ليها خدامة، ياماما أنا عايزة أسيبهم ".
عجزت عن مساعدتها
وتابعت: "لم أتمكن من تخفيف جراحها، وطلبت منها أن تعامل والدها بشكل حسن، ولم أكن أعلم مصيرها، ويوم الحادث علمت من الجيران بعدما خرجت والدته تقول للناس، إن ابنها قام بضرب الطفلة وتعذيبها واحتجزت بالمستشفى، وأشارت: هو متزوج من 3، وأنا أيضًا تزوجت بعد الطلاق، وكانت ابنتنا ضحية، ولكنى لم أستطع العيش معه بسلوكه، وأكدت: أنا لن أتنازل عن حق ابنتى مهما حدث، وأتمنى من الله أن يشفيها لى، ولن أتركها تعيش خارج حضنى مرة ثانية ".

فيما أنكر الأب في اعترافاته أنه قام بالاعتداء عليها بالضرب، ولكن اعترفت زوجته ناهد بأنهما كانا يضربان الطفلة يوميًا، ويوم الحادث قام بحملها للسقف ثم تركها على الأرض واعتدي عليها بالضرب فوق جسدها بالخرطوم والكهرباء حتى فقدت الوعى.

الجريدة الرسمية