رئيس التحرير
عصام كامل

جبهة الإنقاذ وجبهة الضمير


فى نوفمبر الماضى خرج علينا الرئيس محمد مرسى، بإعلان دستورى مستبد حصن فيه الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى واستبعد النائب العام وحصن قراراته السابقة واللاحقة، ما يعنى تكريسا مطلقا له ولجماعته وتدميرا لدولة القضاء وسيادة القانون والقضاء على المطالب التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير من عيش وحرية وعدالة اجتماعية، وجعل إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة متداولة للسلطة أمر صعب إن لم يكن مستحيلا.

أعتقد أنهم قليلون فى التاريخ من أقدموا على تلك الخطوة إن لم يكونوا غير مسموح بوجودهم فى الحضارات المعاصرة، فما كان من القوى المدنية التى تبنت مطالب الثورة إلا أن نبذت خلافتها ولمملمت شملها وكونت جبهة الإنقاذ التى تعبر عن عدد كبير جدا من شعب مصر العاشق للحرية سواء بين أحزابها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار أو من خلال جموع الشعب الذى رأى فيها أنها تحقق رؤيته من خلال مسيرات ساند فيها الجبهة عندما دعت إلى مليونيات أو من خلال قول لا فى الاستفاء على الدستور.
شعر الجميع أن هناك لبنة لجبهة تمثل المعارضة، وكما فى كل الديمقراطيات الحديثة تكون هناك قوى حاكمة وقوى معارضة والاثنين معا يمثلان الحكم، وفى كل دول العالم الأول عندما يذهب وفد يقابل الحزب الحاكم لابد أيضا من مقابلة الحزب المعارض.. فمثلا جون ماكين الذى نافس أوباما فى انتخابات الرئاسة الأولى مازال يمارس العمل السياسى ويكون مبعوث لدولة أمريكا ويقابل الإخوان نفسهم، أما أن نقضى على معارضينا كما فعل مبارك مع أيمن نور ونعمان عاشور رغم ترشحهما الصورى ضده.
وبدأت تسير الأمور على هذا المنوال الذى بمرور الوقت تتضح ملامحه من قوى حاكمة متمثلة فى الإخوان المسلمين ومعاونيهم من تيار الإسلام السياسى وجبهة الإنقاذ التى تعبر عن التيار المدنى وجناح المعارضة، ولكن كيف لفصيل فاشى مثل الإخوان المسلمين كل هدفهم التمكين والسيطرة على كل مفاصل الدولة حتى المعارضة فكانت فكرتهم الغبية لأنهم فاقدين للابداع بطبع منهجهم الذى يقوم على السمع والطاعة وكونوا جبهة الضمير، أولا الاسم المتشابه حتى يتم تشتيت ذهن المواطنين فى المواقف والقرارات التى تتخذها كلا الجبهتين.
ونظرة إلى البيان التأسيسى لجبهة الضمير الذى ألقاه محمد محسوب الوزير الذى أعلن استقالته من الحكومة لعدم رضاه عن سياستها وإلى الآن لم يعلن سيادته أى سياسات لم تعجبه، ويقال إن استقالته لعدم منح رئيس حزبه أبوالعلا ماضى منصب رئاسة الحكومة بعد مجهوادته المساندة فى الجمعية التأسيسية والحوار الوطنى وغيرها، أعلن محمد محسوب أن جبهة الضمير لا تمثل حزبا أو اتجاها أو فصيلا أو جماعة فى حين أن الجبهة تضم سيادته كنائب لرئيس حزب الوسط وأيضا محمد البلتاجى وحلمى الجزار أمينا الحرية والعدالة للقاهرة والجيزة والذين تغيبا عن هذا البيان حتى يعطوا انطباعا خاطئا عن حيادية هذه الجبهة وأيضا انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين بجانب حاتم عزام نائب رئيس حزب الحضارة وصفوت عبدالغنى ونصر عبدالسلام من حزب البناء والتنمية والجماعة الإسلامية وإيهاب شيحة من حزب الأصالة وأيمن نور ومحمد محى الدين من غد الثورة.
ويلاحظ أن أعضاء جبهة الضمير من المخلصين للنظام الحاكم الحالى الذين سلقوا الدستور فى الجمعية التأسيسية وشاركوا فى الحوار الوطنى الديكورى وتمت مكافأتهم بتعيينات مجلس الشورى، أو الذين عينوا بعد خروجهم من جبهة الإنقاذ إلى جبهة الضمير مثل أيمن نور وفضح هؤلاء إعلانهم عن مجموعة أسماء أعلنت لاحقا عدم انضمامها لهذا الجبهة مثل سامح فوزى ورفيق جريس ومنار الشوربجى وسيف عبدالفتاح وغيرهم أننى ـأتقبل أن يعلن أحد مؤسسى هذه الجبهة أنها جبهة أخلاقية بالأساس تقوم على رعاية الأسس التى يقوم عليها المجتمع المصرى من أخلاق وعفة وطهر واستنكر أن تكون هذه الجبهة لتحقيق الثورة والقضاء على ذيول النظام القديم الذى يحيها محمد مرسى بسحل وبقتل المتظاهرين جريمة مبارك وأيضا يحياها المستشار ابن وزير العدل الذى يستغل منصب والده ليتم ترشيحه لدولة قطر بمبالغ خيالية نفس موقف جمال مبارك الذى استغل نفوذ والده فى التوريث ويقول السيد الوزير أن هذا دون علمه فتلك طامة كبرى.
فى النهاية تكون نية الإخوان من جبهة الضمير ما قاله السفير إبراهيم يسرى أحد مؤسسيها وهو لا داعى لعمليات الحشد والمظاهرات لدينا انتخابات بعد 3 شهور على المعارضة أن تذهب إلى الشارع وأن المنافسة من خلال صندوق الانتخابات، ويقول مؤسس آخر أن الحوار أساسا خلق تحت قبة البرلمان الذى انتخب من 30 مليون مصرى غدا سوف أرد على هاتين الافترائين ولكن أقول للإخوان ومن الهمهم فكرة جبهة الضمير وفقا لإعلان الحاجة الساقعة الذى يذاع (متحاولش جبهة الإنقاذ متتقلدش).
الجريدة الرسمية