العراقيون يتحدون الرصاص.. إغلاق مراكز الاقتراع بعد التصويت وسط "شلال دم".. العنف يلاحق الفرز والمالكي واثق من "الفوز".. الشعب ينتظر طي صفحة الإرهاب والفساد..و20 مليون صوت داخل الصناديق لصناعة المستقبل
أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في العراق، ليتم الشروع في عمليات العد والفرز، بعد يوم من التصويت الذي شهد هجمات دامية، ويتمسك العراقيون بالأمل في إحداث التغيير في أول انتخابات تشريعية منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
"العراقيون يتحدون الإرهاب"
أدلى الملايين من العراقيين بأصواتهم، اليوم الأربعاء، في أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الأمريكي وسط هجمات استهدفت مراكز اقتراع راح ضحيتها 14 شخصا فيما أصيب العشرات، وهنأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العراقيين الذين "صوتوا بشجاعة" معتبرا أن كثيرين أظهروا بطولة بتحديهم أعمال العنف.
وقال كيري في بيان: "بإبهامهم المطلي بالأزرق بعث الناخبون العراقيون رسالة قوية للمتطرفين الذين يحاولون تخريب الجهود الرامية لإرساء الديمقراطية وزرع الفتنة في العراق والمنطقة برمتها".
واصطف الناخبون أمام مراكز الاقتراع حتى قبل أن تفتح أبوابها عند الساعة السابعة صباحا، ينتظرون دورهم للتصويت، متجاهلين التهديدات الأمنية بعد الهجمات الدامية التي ضربت العراق على مدى اليومين الماضيين وقتل وأصيب فيها العشرات.
"أعمال عنف متواصلة"
وظلت معظم مراكز الاقتراع وخصوصا تلك المنتشرة في بغداد تشهد حضورا مستمرا للناخبين وسط إجراءات أمنية مشددة حتى أغلقت هذه المراكز أبوابها لتبدأ فورا بعدها عمليات العد والفرز.
ورغم أن الناخبين يشكون من أعمال العنف المتواصلة، ومن النقص في الخدمات والبطالة، إلا أن انتخابات الأربعاء بدت وكأنها تدور حول رئيس الوزراء نوري المالكي نفسه واحتمالات بقائه على رأس الحكومة لولاية ثالثة، رغم إعلانه في فبراير 2011 أنه سيكتفي بولايتين.
"المالكي واثق من الفوز"
من جهته، صرح المالكي عقب الإدلاء بصوته في فندق "الرشيد" في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث أدلى قادة البلاد بأصواتهم: "فوزنا مؤكد ولكننا نترقب حجم الفوز".
ورأى أن شكل الحكومة المقبلة "يتوقف على الانتخابات وعلى كثافة المشاركة فيها وعلى حسن الاختيار. علينا أن نجري عملية التغيير، والتغيير المقصود هو ألا تكون الحكومة نسخة عن الحكومات السابقة"، داعيا إلى أن تكون "حكومة أغلبية سياسية".
وتحدث المالكي عن "نجاح كبير" في الانتخابات الحالية التي رأى أنها "أفضل من الانتخابات السابقة في وقت لا يوجد على أرض العراق أي جندي أجنبي".
وتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحا على أصوات أكثر من 20 مليون عراقي، أملا بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعدا.
"نسبة المشاركة 62.4%"
يذكر أن نسبة المشاركة بلغت 62.4 في المائة في انتخابات العام 2010 والتي شهدت أيضا أعمال عنف قتل فيها نحو 40 شخصا، و76 في المائة في انتخابات العام 2005.
"الأمل في التغيير"
وكانت الأحداث الأمنية في اليومين الأخيرين ألقت شكوكا حيال قدرة القوات المسلحة على الحفاظ على أمن الناخبين، حيث شهد العراق موجة تفجيرات انتحارية في يوم الاقتراع الخاص بهذه القوات الإثنين، وتفجيرات إضافية الثلاثاء، قتل فيها نحو 80 شخصا.
وشملت هجمات اليوم تفجيرين انتحاريين، وعشرات قذائف الهاون، ونحو عشر عبوات ناسفة، و11 قنبلة صوتية، ولم تمنع التفجيرات الأخيرة العديد من العراقيين من التعبير عن إصرارهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع، أملا بإحداث تغيير في واقعهم هذا.
وأمام مركز اقتراع في غرب بغداد، وقف عشرات الناخبين وهم ينتظرون دورهم لدخول المركز والإدلاء بأصواتهم، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت تفتيش الناخبين قبل دخولهم وترافقت مع حظر لتجول المركبات في بغداد ومناطق أخرى من البلاد.