رئيس التحرير
عصام كامل

جدل المساعدات الأمريكية يعود من جديد.."كيري": لن نفرج عن مساعدات حتى تلتزم مصر بسيادة القانون.. أحكام القضاء تطيح بجهود "أوباما" لاستئناف المساعدات.. و"خبيرة أمريكية": رفض الامتناع يزيد الأزمة تعقيدًا


أثارت أحكام القضاء المصري الجماعية التي صدرت مؤخرا ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين، جدلا واسعا في الأوساط المحلية والدولية، وأثير الجدل من جديد حول عودة استئناف المساعدات الأمريكية لمصر بعد قرار البنتاجون إرسال 10 طائرات أباتشي لمصر في الأسبوع الماضي.


قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: "إن مصر حققت بعض التقدم في تحولها نحو الديمقراطية، لكن تجب مواجهة التحديات والتطورات الخطيرة المثيرة للقلق". مطالبا الحكومة بنيل ثقة الشعب المصري، مشددا على عدم السماح بالإفراج عن أي مساعدات أمريكية لمصر حتى تثبت الحكومة أنها متلزمة بسيادة القانون.

وأشارت صحيفة بوسطن هيرالد الأمريكية، إلى تأكيده رغبة الولايات المتحدة في نجاح مصر كدولة ديمقراطية، وأن الدستور الجديد خطوة إيجابية ولكن الأحكام الجماعية الأخيرة التي صدرت بحق أنصار جماعة الإخوان قبل الانتخابات المقرر إجراؤها الشهر المقبل أمر مثير للقلق.

ونوهت الصحيفة بأن كيري لم يصدق حتى الآن على أن مصر ملتزمة بالمعايير الديمقراطية المطلوبة لإرسال 1.5 مليار مساعدات سنوية لمصر، وانتقد السيناتور باتريك ليهي إعادة المساعدات لمصر.

ولفتت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى رفض السيناتور الأمريكى باتريك ليهي، تسليم المساعدات الأمريكية لمصر بعد أحكام الإعدام الجماعية التي صدرت مؤخرًا، في ظل تصارع حكومة الرئيس باراك أوباما منذ عدة أشهر لإقناع الكونجرس باستئناف إرسال المعونة للجيش المصري.

وأشارت الصحيفة إلى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي باتريك ليهي، رئيس اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ التي تشرف على المساعدات الخارجية يرفض تسليم المساعدات الأمريكية التي تم حجبها من قبل لمصر.

وقال باتريك: "لا أؤيد إرسال الأموال للجيش المصري وأدين المحكمة الصورية التي قضت بإعدام 683 شخصا، فهذه إساءة لنظام العدالة، وأمريكا غير مستعدة لإرسال المساعدات حتى نرى أدلة مقنعة أن الحكومة المصرية ملتزمة بسيادة القانون".

ولفتت الصحيفة إلى الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس باراك أوباما وتصارعها منذ عدة شهور لإقناع الكونجرس باستئناف إرسال المساعدات حيث تعد مصر أحد أهم الحلفاء الاستراتيجيين في منطقة الشرق الأوسط، وقد وافق البنتاجون في الأسبوع الماضي على إرسال 10 طائرات أباتشي بالإضافة إلى 650 مليون دولار للجيش المصري في خطوة تهدف إلى تخفيف التعليق الجزئي للمساعدات التي تقدم للجيش بعدما أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي في يوليو الماضي.

قالت إيمي هوثورن الزميلة في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمركز أتلانتيك كاونسيل وعضو مجموعة العمل الخاصة بمصر في الخارجية الأمريكية: إن السيناتور الأمريكي باتريك ليهي قد صعد الأزمة إلى أقصى درجاتها برفضه الموافقة على المساعدات الأمريكية لمصر، إن إدراة أوباما تعلم أنها لو حاولت الإدلاء بشهادة حول الديمقراطية المصرية الآن، فإنه سيكون هناك بعض المتشككين بشدة داخل الكونجرس ومن بينهم ليهى ولذلك فقد تجنبت فعل ذلك.

بينما قالت شبكة "المونيتور" الإخبارية الأمريكية: إن عودة المساعدات الأمريكية إلى مصر، تتوقف على الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث إن الكونجرس الأمريكي، قد أكد للخارجية أنه سيستمر في وقف هذه المساعدات إذا لم تكن الانتخابات الرئاسية حرة ونزيهة.

أكدت إليانا روس ليتينين عضو مجلس النواب، أن الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة ستكون اختبارا للتحول الذي تشهده مصر، وأنها ستعطي الكونجرس الفرصة لإعادة تقييم المساعدات، فيما أوضح تيد دوتش النائب عن ولاية فلوريدا، وجود مخاوف حقيقية تتعلق باحترام حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية بمصر، معربا عن تخوفه من كون الوضع الراهن قابلا للاستمرار.

وأشارت الصحف الأمريكية إلى تصاعد جرس الإنذار حول خلافات قانونية بين الإدارة الأمريكية التابعة للرئيس الأمريكي باراك أوباما والكونجرس الأمريكي بشأن المساعدات الأمريكية لمصر.
الجريدة الرسمية