«التخبط والانقسام» يسيطران على الموقف الأمريكي تجاه مصر عقب أحكام «الإعدام الجماعي».. إدارة أوباما تشهد صداما مع أعضاء الكونجرس.. «ماكين» يرحب بالدعم العسكري ويرفض «
لا زال التردد والغموض يسيطران على المشهد الأمريكي الذي لازال حتى هذه اللحظة لا يريد الاعتراف برغبة الشعب المصري ولا يريد أن يرى بعينه أن مصر حدث فيه ثورة أطاحت بنظام الجماعة الإرهابية التي أعدمها على الرغم من إعلانه أنه يواجه الإرهاب إلا أنه أثبت عدم صدقه بمرور الأيام.
فبعد محاولات عديدة وصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية في كل مرة تهدد بقطع المعونة والمساعدات العسكرية عن مصر ولكن مصر واجهت القرارات الأمريكية بتقوية العلاقات مع القطب الروسي وهو ما أثار حفيظة الجانب الأمريكي وبدأ يتراجع مرة أخرى إلى الخلف وبدأت مجموعة من الوفود في العودة مرة أخرى إلى العلاقات بين البلدين وفي 22 من الشهر الجاري رفعت الإدارة الأمريكية قرار الحظر عن تسليم 10 مروحيات من طراز أباتشي لمصر، كما طالبت الكونجرس بالإفراج عن 650 مليون دولار، في خطوات تعكس تراجعا تدريجيا في الولايات المتحدة عن قرار اتخذته في أكتوبر الماضي، بتعليق المساعدات لمصر المقدرة بـ1.5 مليار دولار، بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وعقب إصدار محكمة جنايات المنيا قرارا بالإعدام الجماعي ضد مجموعة من أنصار الجماعة الإرهابية جاءت ردود أفعال الإدارة الأمريكية سلبية تجاه مصر وهو ما تناولته وسائل الإعلام الأمريكية فمن خلال تصريحات رئيس اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بالكونجرس تأكد فقدان المعونة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لمصر لدعم مجلس الشيوخ الأمريكي، جراء أحكام "الإعدام الجماعي" التي صدرت مؤخرا بمصر.
صدام إدارة أوباما مع أعضاء الكونجرس
وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إدارة الرئيس باراك أوباما ستشهد صداما قويا مع الكونجرس، في الأيام القليلة المقبلة، بسبب استئناف المساعدات لمصر، وقالت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن إدارة «أوباما» ربما تواجه سلسلة من المآزق القانونية، نتيجة الطريقة المعقدة لإدارة المساعدات.ويأتي الصدام المرتقب عقب تصريحات رئيس اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي، الثلاثاء، بشأن عدم موافقته على إرسال مساعدات للجيش المصري، حيث قال «ليهي» في جلسة علنية مذاعة على الهواء من داخل الكونجرس الأمريكي: «لست مستعدا للموافقة على تسليم مساعدات إضافية للجيش المصري.. لست مستعدا لفعل ذلك إلى أن نلمس أدلة مقنعة على التزام الحكومة المصرية بسيادة القانون.
وأضاف: «الأحداث في مصر تثير قلق الناس من أصحاب النوايا الطيبة في ذلك البلد وحول العالم، والذين شاركوا الشعب المصري تطلعه إلى المزيد من الحريات تحت حكم القانون، وبصفتي البرلمانية تابعت باهتمام وفزع تطور الأحداث".
المساعدات العسكرية والاقتصادية
ومن جانبها أضافت صحيفة نيويورك تايمز، أن
المساعدات العسكرية الأمريكية الموجهة إلى مصر فقدت دعم مجلس الشيوخ، في أعقاب ما
وصفته بموجة "الإعدام الجماعي" من قبل المحاكم المصرية هذا الأسبوع، وأن
السناتور ليندسي غراهام وهو جمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، سيؤيد تعهد
أوباما بتسليم 10 طائرات أباتشي لمصر في محاولة لإحلال السلام في شبه جزيرة سيناء،
إلا أنه قال إنه لن يؤيد تقديم الـ 650 مليون دولار كمعونة عسكرية لمصر، أو أي
مساعدات اقتصادية أخرى.
ونقلت نفس الصحيفة عن السناتور "جون ماكين"،
وهو جمهوري من ولاية أريزونا أنه مع إرسال مساعدات عسكرية لمصر، إلا أنه عارض بشدة
إرسال أي معونات اقتصادية، مؤكدا على ضرورة ربطها بمسألة تعزيز الديمقراطية وحقوق
الإنسان.
وفي نفس السياق أكدت صحيفة "لوس أنجلوس
تايمز"، اليوم الأربعاء، أن حظر اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية بمجلس
الشيوخ الأميركي المساعدات العسكرية إلى مصر مؤشر على التناقص في دعم واشنطن
للحكومة العسكرية "الاستبدادية" في القاهرة، على حد وصف الصحيفة.
في حين قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إيقاف
المساعدات العسكرية لمصر جاء في ضوء الموجة الأخيرة من أحكام الإعدام التي أصدرتها
المحاكم في مصر بشكل متسرع، وأضافت ذات الصحيفة أن هذا اعتداء مروع من نظام
العدالة في مصر، وأشارت الصحيفة أن خطة إدارة أوباما للحفاظ على المساعدات
العسكرية المقدمة لمصر تلاقي معارضة كبيرة.
وفي هذا الإطار قالت إيمي هوثورن الزميلة في مركز
رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع لمركز أتلانتيك كاونسيل وعضو مجموعة العمل
الخاصة بمصر في الخارجية الأمريكية، إن السيناتور الأمريكي باتريك ليهي قد صعد
الأزمة إلى أقصى درجاتها برفضه الموافقة على المساعدات الأمريكية لمصر.