أمن الخليج وأمن مصر
ما زال البعض يتبارى في إرضاء أهل الخليج عبر إطلاق التصريحات التي تؤكد على أن أمن الخليج خط أحمر وأن أمن الخليج من أمن مصر.
لا شك أن الحفاظ على أمن المنطقة بأسرها ومن ضمنها أمن الخليج أمر حيوي لكل العرب والمسلمين ولأمن مصر. ولكن.. لماذا فات هؤلاء المصرحون أن هذا الخليج يضم تلك الدويلة المسماة قطر والتي لم تألو جهدا ليس فقط في زعزعة أمن مصر بل في زعزعة أمن العالم العربي بأسره، مع ملاحظة أن قطر لم تعمل يوما وحدها؟! لماذا يكون أمن إخواننا الخليجيين المرفهين من أمن مصر ولا يكون أمن بلاد الشام من أمن مصر؟!
ليس هناك عربي عاقل يريد أن يرى زلزالا يهز أمن واستقرار المنطقة كتلك الزلازل والأعاصير التي ضربت المنطقة، ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بسبب المغامرات الفاشلة التي خاضها الإخوة الخلايجة خلال تلك الفترة، والتي هزت اقتصاد مصر بعد ضرب العراق الذي شكل عنصرا مساندا للاقتصاد المصري في تلك الآونة.
كيف ولماذا يقف الإعلام المصري موقف المتحير إزاء المغامرة السورية الفاشلة التي يصر بعض الخلايجة على خوضها حتى آخر دولار في جعبته وآخر مقاتل شيشاني وداغستاني يمكن جلبه للقتال في سوريا وحتى تدمير آخر مصنع ومدرسة سورية، دون أن ينتبه هؤلاء الأشاوس للخطر المباشر الذي تشكله هذه الهمروجة على أمن مصر، حيث عاد بسلامة الله إلى أرض الوطن مجموعات إرهابية مدربة على القتل والتفخيخ دون أن يفتح أحد فمه بالتحذير والتنديد بما تشكله هذه الفوضى من تهديد لأمن مصر؟!
أما عن المغامرة الليبية التي قادها بعض هؤلاء الخلايجة والتي أفضت إلى تعاظم قوة وتواجد تنظيم القاعدة على حدود مصر الغربية ووصول المحروس أيمن الظواهري إلى هذا البلد المنكوب بالفوضى وتشكيل الجيش المصري الحر، فما زالت الأفواه ملجمة ولا يزال البعض الآخر يتحدث عن تدريب هذا الجيش من قبل تركيا وقطر وإيران لزوم التوابل والبهارات!!
لو صح ما تقولون عن مشاركة إيران بالتعاون مع قطر وشركائها الصامتين، فقد اتحد الخليج بضفتيه لضرب استقرار مصر، أما نحن فرحنا بلاش!!
أما لو لم يصح ولن يصح فالأفضل أن نلتفت إلى مصيبتنا والتهديد الخطير الذي يحيط بنا من كل الاتجاهات وعلينا أن نطالب الخليج رضي الله عنه وأرضاه أن يعلن أن أمن مصر خط أحمر وأن أمن مصر هو أمن الخليج!!