يا عمال مصر.."لكم الله"
لا أملك إلا أن أقول لـ"عمال مصر" لكم الله، حتى وإن كان الأول من مايو ذكري "عيد العمال" إلا أنني لا أملك أن أقدم التهاني لأناس لا زالت حقوقهم مسلوبة، ما زالوا يعانون التهميش، أحلامهم "شعارات"، وطموحاتهم "هتافات"، وحقوقهم "وعود زائفة" تتلاعب بها الحكومات.
فمن خلال معايشتى ومتابعتي بشكل شبه يومي لهذه الطبقة الكادحة من واقع عملي "محررا عماليا"، فهم الفئة الأكثر تضررا منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان، ظلمهم "مبارك" بنظام الخصخصة، ثم جاءت ثورة يناير التي علقوا عليها آمالهم وكأنها طوق النجاة من الفقر والتشريد والتسريح، ولكن "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن".
تشدق عمال مصر بثورة يناير التي قامت على أكتافهم، ونادت بحقوقهم ومطالبهم "عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة إنسانية"، ولكن المغانم السياسية من البرلمان والرئاسة كانت لها الغلبة، وضاعت معها أحلام السواد الأعظم من الشعب المصري، ليعود العمال بذلك إلى أسوأ مما كانوا عليه في عهد "مبارك" بنفس المشكلات ولكن زاد عليها "المصانع المغلقة – العمال المفصولون".
"نظام الإخوان" لم يضف جديدا للعمال إلا الاحتفال الذي أقامه الرئيس المعزول محمد مرسي في "قصر الاتحادية"، لإبعاد المعارضة عن المشاركة في الاحتفال الذي كان من المفترض أن يشارك فيه كل طوائف وألوان الشعب المصري، بينما استمرت المشكلات الجوهرية التي يعاني منها العمال ويعلمها الجميع.
وجاءت 30 يونيو لكي تنتصر للعمال، ولكن الانتصار الوحيد -إن كان انتصارا- بجلوس من لقب بـ"مؤذن الثورة" الأستاذ كمال أبو عيطة، على كرسي وزارة القوى العاملة ليطلق هو الآخر وعودا براقة أدت في النهاية للإطاحة بحكومة بأكملها، بعدما شهدت مصر موجة عارمة من الإضرابات والاحتجاجات العمالية.
"العجيب" أنه على مدى الفترة الماضية وبتعاقب الحكومات والمسئولين، نسمع تصريحات مثيرة للدهشة مثل "لقاء لبحث مشاكل العمال"، على الرغم من أن مشاكل العمال لا تخفي على أحد وحديث الناس في كل وقت.
ويبقي الأمل معقودا في المهندس إبراهيم محلب وحكومته، خصوصا وأن بدايته كانت مختلفة، عندما قام بزيارة واحدة من أهم القلاع الصناعية "غزل المحلة"، ثم أكمل الأمل بالوعد الذي قطعه على نفسه خلال لقائه بأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بعمل زيارة ميدانية "أسبوعيا" لموقع إنتاجي مختلف، وهذا بالطبع سيكون له أثر إيجابي، في إعادة بناء جسور الثقة بين العمال والحكومة.