رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس وزراء.. "بيبى سيتر"!


قديما قال سقراط: "تكلم حتى أراك"، لكن "حديث الرضاعة" الذى نطق به ورواه، سندا ومتنا، صاحب المعالى الدكتور هشام قنديل ، رئيس وزراء مصر المحروسة، الأسبوع الماضى ، وبدأ به سيرته البهية "الأحاديث القنديلية"، أثبت أن مقولة الفيلسوف الإغريقى ليست إلا إحدى التخاريف، فقد كان عليه أن يقول: "تكلم حتى تحرق دمنا، وتصيبنا بالغثيان".

قنديل قال: "أنا متأكد، لا أعلم ، ولكنى متأكد أن هناك قرى فى مصر فى القرن الواحد وعشرين يصاب أبناؤها بالإسهال؛ لأن الأمهات يمرضن أبناءهن وبسبب الجهل لا ينفذون النظافة الشخصية لأثدائهن".
أكثر من هذا، تمادى قنديل قائلا: "إن مسألة اغتصاب النساء تبدو معتادة فى القرى والأرياف عندما تنزل النسوة إلى الحقول لقضاء حوائجهن فيتعرضن لهجوم الرجال، مستشهدا بما حدث فى بنى سويف على بعد كيلو مترات من القاهرة.
"قندلتنا" يا دكتور، ما لك بأثداء النساء وأعراضهن؟.. هل وضعت حلولا لمشكلات مصر جميعها ولم يبق إلا الأثداء؟.. ذكرتنا بـ"اللمبى" فى أحسن حالاته، وأبهى صور "تهييسه"، حتى أصبحنا نتساءل: هل وصل "البانجو" وحبوب الهلوسة إلى الحكومة أيضا، فصارت تتحدث بلسان أهل الكيف؟!
يا صاحب المعالى، فضحتنا بين الأمم، جعلتنا "مسخة" بين العالمين وحولتنا إلى أعجوبة بين الدول بـحديث "الأثداء غير النظيفة"، ارحمنا يا دكتور، فالرحمة جائزة على الشعب المصرى حيا، وقبل أن يموت ، كمدا وغيظا، لا تبسطها هكذا.. "ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء".
يا صاحب المعالى، مقولتك الخالدة عن "غسل الصدور"، ستظل تذكرنا جميعا بأن هناك بشرا يحتاجون إلى "غسل العقول" بجميع أنواع مساحيق النظافة والمطهرات، أما مسألة اغتصاب النساء فى "الغيطان"، فستظل إنجازا حكوميا متفردا لك، لم يحققه أى رئيس وزراء مصرى منذ عهد الملك مينا ، موحد القطرين ، حتى عصر نزيل طرة أحمد نظيف، وما بعده، ولا تقلق فلن يصل إلى هذا الإنجاز أى رئيس وزراء آخر حتى يوم القيامة، فليس من مهام رئيس الحكومة، أى رئيس حكومة، أن يتحول إلى "بيبى سيتر"، أو أن يخوض فى أثداء النساء وأعراضهن، إلا إذا كان من هواة "الدهولة" و"القندلة"!
الجريدة الرسمية